بسم الله الرحمن
الرحيم
قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ
يَفْقَهُونَ حَدِيثًا
)النساء 78)
1- تمهيد
القراءن مخلوق ام كلام الله
قضية هل القراّن مخلوق ام كلام
الله قضية قديمة اول من تحدث بها المعتزلة فى عهد الخليفة المأمون فلست اول من
يطرح قضية خلق القراّن ولن اكون اخرهم ما دامت الحياة الدنيا ومادامت العقول تفكر
وتتدبر
المؤكد ان القراّن منزل من رب
العالمين لقوله تعالى إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا
لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (يوسف 2) فقوله
تعالى يحمل ثلاث حقائق الاولى
بان الله جل فى علاه هو الذى انزل القراّن لقوله تعالى إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ ...
(يوسف 2) والثانية ان القراّن عربي اللغة لقوله تعالى ... قُرْءَانًا عَرَبِيًّا ... (يوسف
2) والثالثة هو للعاقل والباحث والمتدبر لقوله تعالى ... لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (يوسف
2)
ولقوله تعالى نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ
بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ
وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (آل عمران 3) وقوله تعالى يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنجِيلُ
إِلَّا مِن بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (آل عمران 65)
والمؤكد ان
القراّن كلام الله لقوله تعالى وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ
اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ
يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ... (التوبة 6) وقوله تعالى أَفَتَطْمَعُونَ أَن
يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ
... (البقرة 75) وقوله تعالى سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ
إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ
... (الفتح 15)
والمؤكد ان مخلوقات الله العليم
القدير خلقت بعلمة المطلق ومشيئتة وبيدية وبكلمة منه لقوله تعالى اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ ... (السجدة 4) وقوله تعالى إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا
أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ
لَهُ كُن فَيَكُونُ (يس 82) وقوله تعالى إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا
فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ
كُن فَيَكُونُ (مريم 35) وقوله تعالى بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (البقرة
117) وقوله تعالى ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ
وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا
وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (فصلت
11) وقوله تعالى إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ
كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (آل عمران 59)
وقوله تعالى وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ
كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ
... (الأنعام 73) وقوله تعالى وَمِنْ آيَاتِهِ أَن
تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ
إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ (الروم 25) وقوله تعالى وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ
لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا
مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ
لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ
مَا لَا تَعْلَمُونَ (البقرة 30) وقوله تعالى وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ
إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (الحجر 28) وقوله تعالى إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ
إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ (ص 71) وقوله تعالى ... يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ
وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (الأعراف 187) وقوله تعالى وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ
الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ
أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (الإسراء
85) وقوله تعالى إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ
إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ
مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ... (آل عمران 45) وقوله تعالى وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا
يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ
وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ
اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
(آل عمران 78) مَا كَانَ
لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ
ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا
رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ
(آل عمران 79) وقوله تعالى وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ
النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم
مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ
لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ
إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (آل عمران
81) وقوله تعالى وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ
مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا (النساء
164) وقوله تعالى ... يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ
... (ص 75)
وقوله تعالى أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ
اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
(البقرة 75) دليل على ان التوراة والانجيل كلام الله
والمؤكد ان الله العليم القدير خلق
من كل شئ زوجين لقوله تعالى وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ
تَذَكَّرُونَ (الذاريات 49) فاذا كان القراّن مخلوق فاين الكتاب الاخر واظن فى ذلك المشكلة فى عدم
القبول بخلق القراّن
القول بان القراّن كلام الله ومنزل بعلمة لاتنفى
بالضرورة ان يكون القراّن مخلوقا
الفهرس
1- تمهيد
2- معنى مخلوق فى معجم المعانى
3- معنى قراّن فى معجم المعانى
4- معنى كتاب فى معجم المعانى
5-
دلالة حرف العطف الواو فى اللغة العربية
6- نشأت فكرة خلق القراّن
7- الفرق بين الخالق والمخلوق
8- تلوينات التكرار في الجملة القرآنية
9- رأى اهل السنة والجماعة فى خلق
القراّن
10- الرد على رأى اهل السنة والجماعة
11- هل القراّن مخلوق
2- معنى مخلوق في معجم المعاني الجامع – معجم عربي
عربي
مَخلوق: (اسم)
مفعول مِنْ خَلَقَ
الإنْسانُ مَخْلوقٌ: كائِنٌ حَيٌّ
مَخْلُوق: (اسم)
مَخْلُوق: اسم المفعول من خَلُقَ
خَلَقَ: (فعل)
خلَقَ يَخلُق – خَلْقًا ، فهو خالِق و خُلُوقٌ – والمفعول
مَخْلوق
خَلَقَ الثَّوْبُ : بَلِيَ
خلَق الكلامَ : صنعه
خَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ : أَوْجَدَهُ مِنَ العَدَمِ – أَنْشَأَهُ
– صَوَّرَهُ هُوَ
الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا (البقرة 29)
خَلَقَ الكَذِبَ : اِفْتَرَاهُ
خَلَقَ: اِخْترَعَهُ إِنَّمَا تَعْبُدُونَ
مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكا (العنكبوت 17)
خَلَقَ نَصّاً: أَبْدَعَهُ
خَلَقَ تِمْثَالاً: صَنَعَهُ – أَبْدَعَهُ
3- معنى قرآن في معجم المعاني الجامع – معجم عربي
عربي
قُرآن: (اسم)
مصدر قرَأَ : فَإِذَا قَرَأْنَاهُ
فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ (القيامة 18) قراءته
القُرآن: كلام الله المُنزّل على رسوله محمّد صلّى الله عليه
وسلّم وحْيًا بواسطة جبريل عليه السّلام هُدىً لِلنَّاسِ المكتوب في المصاحف والمحفوظ
في الصُّدور عدد سوره 114 سورة ويُقسَّم إلى 30 جزءًا وَعَدَدُ آيَاتِهِ 6236 آيَةٍ
وهو المصدر الأوَّل من مصادر التَّشريع الإسلاميّ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ
قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (يوسف
2)
تجويد القرآن : حُسن تلاوته
حَمَلَة القرآن: حفظته ورواتُه
قرَأَ: قرَأَ
– يَقرَأ - قِراءةً وقُرْآنًا فهو قارئ والمفعول مَقْروء
علوم القُرْآن : العلوم التي اشتُقَّت مباشرة من القرآن الكريم
أو تفرَّعت عنه وذلك كعلم القراءات وعلم التَّفسير
نضيف الى السابق ان غاية نزول
القراّن هو ان نقر
ان لا اله
الا الله فنضيف الى المعانى السابقة
قراّن: قر ان لقوله تعالى وَإِذْ أَخَذَ
اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ
رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ
عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ
(آل عمران 81)
معنى القرآن فى اللغة
مصدر قرأ وقرأ تأتي بمعنى الجمع والضم وسمي القرآن بذلك لأنه يجمع
السور ويضمها ويجمع القصص والأمر والنهي ونحو ذلك
أنزل القرآن الكريم كاملا وشاملا ومن
أيّ تناقض أو ارتياب سالما قال الله تعالى الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً (الكهف 1)
وجعل التّدبّر في آياته مقصدا والوصول
إلى إتقان تلاوته ولذّة قراءته هدفا وموئلا فقال سبحانه أَفَلا
يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ
اخْتِلافاً كَثِيراً (النساء 82) وقال الله تعالى وَإِنَّهُ
لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ (الزخرف 44)
ومن آياته وسوره الكريمات تستمدّ الأمّة
المسلمة عقيدتها الحنيفية وعبادتها الصحيحة وأخلاقها الكريمة وأحكامها القويمة إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (الإسراء
9)
وفي ثنايا صفحات القرآن المباركة تتجلّى
تجارب الأمم وتاريخ الإنسانية وحياة الأنبياء فيتطلّع المسلمون إلى حاضر سعيد ومستقبل
رغيد على بصيرة وعلم بالماضي الحافل بالعظات والعبر وعلى هدي من النّداءات الإلهية
الحانية تدعوهم صباح مساء إلى العزّة والمجد في حاضرهم ومستقبلهم وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ (المنافقون
8)
4- معنى كتب في معجم المعاني الجامع – معجم عربي
عربي
كَتَّبَ: (فعل)
كتَّبَ يكتِّب – تَكْتِيبًا – فهو مُكتِّب – والمفعول
مُكتَّب
كَتَّبَ الكِتَابَ : خَطَّهُ
كَتَّبَ الوَلَدَ : عَلَّمَهُ الكِتَابَةَ
كَتَّبَ الكتائبَ : هيأها كتيبةٌ كتيبةٌ
كتَبَ – كتَبَ إلى – كتَبَ في – كتَبَ لـ يَكتُب –
كِتابةً وكِتَابًا وكَتْبًا – فهو كاتب – والمفعول مَكْتوب
كتَب المخطوطَ ونحوَه : نسَخَه خطّه كتَب رسالةً
كتَب اعتباطًا : كيفما اتّفق
كتَب مَسرحيّةً ونحوَها : ألّفَها أبدعها يكتب مقالاً أسبُوعيًّا
كتَب العقدَ ونحوَه : سَجَّله – دوّنه وأثبته يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ
أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ... (البقرة 282) إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ
... (التوبة 120)
وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ : مثبتون حافظون
كتَب الكتابَ : تزوّج عقَد القرانَ
كتَب اللهُ الشَّيءَ : قدّره – قضاه وأوجبه وفرَضهه
ما كُتِب فقد كتب : لا مهرب ممّا قُدِّر لنا أو قُضِي به
علينا
الكِتَابُ : الصُّحفُ المجموعة وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ
كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ
هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (الأنعام 7)
الكِتَابُ : التَّوراةُ
الكِتَابُ : الإِنجيلُ
وأَهل الكتاب : اليَهُود والنَّصارى
الكِتَابُ الأَجَلُ وَمَا أَهْلَكْنَا مِن
قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ (الحجر 4)
الكِتابُ وجمعه الكُتبُ هي أوعية المعلومات غير الدورية والتي بطبيعة محتوياتها
وتنظيمها وضعت لتُقرأ من
أولها لآخرها في تتابع منطقي ولكل منها عنوان محدد حتى ولو صدرت مجمعة تحت
سلسلة ما
ومن أنواعها الكتب المرجعية وهي أوعية
المعلومات التي بطبيعة محتوياتها وتنظيمها لم توضع لتُقرأ من أولها إلى آخرها وإنما
يرجع إليها عند الحاجة لاستقاء معلومات معينة كالقواميس ودوائر المعارف والأدلة والببليوجرافيات
وغيرها ولا يسمح عادة بإعارة هذا النوع من الأوعية خارج المكتبات والكتاب شرعا أي المفهوم الاصطلاحي
في الدين الإسلامي هو كلام الله يوحي به إلى رسول من رسله ليبلغه إلى الناس ليصلوا
به إلى سعادتهم في الدنيا والاخرة
والكتاب أيضا هو عبارة عن مجموعة من أوراق مطبوعة من الورق
يغطى بين غلافين
ويمكن للكتاب أيضا أن يكون النص في أكبر مجموعة من النصوص
هذا النص لديه بعض الميزات التي لا تنطبق على مجموعة ككل وبهذه الطريقة ربما هو مكتوب
في كتاب من قبل مؤلف واحد وكثيرا ما كتب في هذا المعنى يمكن فهمها
5- دلالة
حرف العطف الواو فى اللغة العربية
الواو تفيد المشاركة بين المعطوف والمعطوف عليه في الحكم
والإِعراب مثل سافر أَحمد وسليم ولا تدل على ترتيب بينهما ولا تعقيب إِذ يمكن أَن
يكون أَحمد سافر قبل أَو سليم سافر قبل كما يمكن أَن يكونا سافرا معاً
ولا يجوز أَن يعطف بغير الواو بعدما لا يكون إلا من متعدد كأَفعال
المشاركة اختصم بكرٌ وزيدٌ جلست بين أَخي وأَبي
هي أصل حروف العطف وأم بابها بدليل أنها لا توجب إلا الاشتراك بين
شيئين فقط في حكم واحد وسائر حروف العطف توجب زيادة حكم على ما توجيه الواو
الواوُ العاطفة
معناها مُطلق الجمع فتعطف الشيء على مُصاحبه وتجمعُ بينَهما
لا يُشترَط التّرتيب بل قد يجوزُ نحو فأنجيناهُ وأصحابَ السّفينةِ
وعلى سابِقِه نحو ولقدْ أرسلنا نُوحاً وإبراهيم وعلى لاحقه نحو كذلكَ يُوحى إليكَ
والى الذينَ من قبلك وقد اجتمع هذان العَطْفانِ في قولِه تعالى وَإِذْ أَخَذْنَا
مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى
وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
يجوز أن يكون بين المعطوفِ والمعطوفِ عليه تقاربٌ أو تراخٍ نحو إنا
رادّوهُ إليكِ وجاعلوهُ من المُرسلين فإن ردّه إلى أمّه بُعيدَ إلقائه في اليمّ
وأمّا إرساله فعلى رأس أربعين سنة
وتتميّزُ الواوُ العاطفةُ وتنفردُ عن سائر أحرف العطف بأحكامٍ منها
احتمالُ معطوفها للمعاني الثلاثة السابقة أن تجمعَ بين المتعاطفينِ أو تعطف الشيء
على سابِقه أو تعطفَه على لاحقِه اقترانها بإمّا نحو إما شاكراً وإما كفوراً
اقترانها بلا إن سُبِقَت بنفي نحو ما قام زيدٌ ولا عمرٌو ومنه قولُه تعالى وما
أموالُكمْ ولا أولادكمْ بالتي تُقرّبُكمْ عندنا زُلفى ولا يجوز نحو قام زيدٌ ولا
عمرو وإنما جاز ولا الضّالّين لأن غير تدلّ على معنى النّفي غير المغضوب عليهم
معنى النفي اقترانها بلكن نحو ما كانَ محمّد أبا أحدٍ من رجالِكم ولكنْ رسولَ الله
أي ولكن كان رسولَ الله عطف الصفات المفرقة مع اجتماع منعوتها كقوله بكيتُ وما
بُكا رجلٍ حزينٍ على ربعين مسلوبٍ وبالِ عطف ما لا يستغنى عنه كاختصمَ زيدٌ وعمرو
واشتركَ زيدٌ وعمرو وهذا دليلٌ على عدمِ إفادتِها التّرتيبَ بالضّرورة ومن ذلك
جلستُ بين زيدٍ وعمرٍو وتشاركها في هذا الحكم أم المتصلة في نحو سواءٌ علي أقمتَ
أم قعدتَ فإنها عاطفة لِما لا يستغنى عنه عطف العام على الخاص نحو ربِّ اغفرْ لي
ولوالديَّ ولمنْ دخلَ بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات وعطف الخاصّ على العامّ
نحووإذْ أخذْنا من النّبيّينَ ميثاقَهُم ومنكَ ومن نوح الآية عطف الشيء على
مُرادفه نحو إنما أشكو بثّي وحزني الى الله ونحو أولئكَ عليهمْ صلواتٌ منْ ربِّهم
ورحمةٌ ونحو لا َرى فيها عِوجاً ولا أمْتاً وقوله عليه الصلاة والسلام لِـيَـلِـني
منكم ذَوو الأحلام والنُّهى رواه مسلم في صحيحه عن ابنِ مسعود رضي الله عنه
واو الاستئناف
هي الواو التي يكون بعدها جملة غير متعلقة بما قبلها في الإعراب
وتكون هذه الجملة إمّا اسمية أو فعلية
فمن أمثلة الاسمية قوله تعالى ... ثُمَّ قَضَىٰ أَجَلًا وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ...
(الانعام 2)
ومن أمثلة الفعلية قوله تعالى ... لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ
مَا نَشَاءُ ... (الحج 5) وقوله تعالى ... هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (مريم 65) وقوله تعالى وَيَقُولُ الْإِنسَانُ ... (مريم 66) وهو كثير
هذه الواو تدخل على الجمل لا على المفردات
هي غير الواو العاطفة وإنما سميت واو الاستئناف لئلا يتوهم أن ما
بعدها من المفردات معطوف على ما قبلها
من الأمثلة أيضا لا تأكلِ السمكَ وتشربُ اللبن فيمن رفع السّمك ونحو
منْ يضللِ اللهُ فلا هاديَ له ويذرُهمْ ونحو واتّقوا اللهَ ويعلِّمُكُم اللهُ كذلك
قولهم دَعْني ولا أعودُ برفعِ الفعل أعود لأنه لو نصبَ لكان المعنى ليجتمعْ تركُكَ
لعقوبتي وتركي لما تنهاني عنه وهذا باطل لأن طلبه ترك العقوبة إنما هو في الحال
الواو الاستئنافية تدخُلُ على الجملةِ الاسميّة أو الفعليّة لاستئناف
معنى جديد ولكنّ ما بعدَ واو الاستئنافِ منقطعٌ من النّاحيةِ الإعرابيّة عمّا
قبلَه أمّا الواو العاطفة فتدخل على المفرداتِ والجمل لتعطف ما بعدها على ما قبلها
وتُشرِكَه في الإعرابِ والمعنى
الواو الفاصلة
فصل الصفات بالواو عند صعوبة أو استحالة اجتماع الصفات في موصوف واحد في الوقت نفسه
في الأحوال العادية
تفصل الصفات المفردة بالواو إذا كان يصعب أو
يستحيل اجتماع هذه الصفات في الموصوف الواحد المنفرد في الوقت نفسه في الأحوال
العادية وتفصل
جموع الصفة بالواو إذا كان يصعب أو يستحيل اجتماع هذه الصفات في الموصوف الواحد
ضمن الجماعة في الوقت نفسه في الأحوال العادية
ولا تفصل الصفات المفردة أو جموع الصفة بالواو
فيما عدا ذلك علما بأن الواو الفاصلة بين مجموعتين أو أكثر من الصفات
المفردة أو جموع الصفة لا تملك الوظيفة
نفسها ولا تفيد المعنى نفسه كقوله تعالى هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ
وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (الحديد 3) الأول والآخر و الظاهر والباطن هو أول وهو آخر في
الوقت نفسه وهو ظاهر وهو باطن في الوقت نفسه هنا فصلت الواو بين بين كل من هاتين الصفتين المفردتين المتباينتين وذلك لأنه يصعب أو يستحيل اجتماع كل من هاتين الصفتين
المفردتين المتباينتين في الموصوف نفسه في الوقت نفسه في الأحوال العادية
وأما الواو الفاصلة بين هاتين المجموعتين من الصفات المفردة فلا تملك
الوظيفة نفسها ولا تفيد المعنى نفسه وذلك لأن الواو الفاصلة هنا فصلت بين مجموعتين
من الصفات المفردة كقوله تعالى هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ
الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ
اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (الحشر
23) وقوله تعالى وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ
مَشَّاءٍ بنميم (القلم 10) أهملت واو الفصل بين الصفات المفردة لأن اجتماع مثل هذه الصفات
المفردة في موصوف واحد ليس من الأمور الصعبة أو المستحيلة في الوقت نفسه في
الأحوال العادية
قوله تعالى خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (الواقعة 3) هنا لم يفصل بين صفتي الخفض والرفع
المفردتين بالواو رغم تباينهما وذلك لأن اجتماع صفتي الخفض والرفع في الموصوف نفسه
في الوقت نفسه ليس من الأمور الصعبة أو المستحيلة في الأحوال العادية فالمصعد على
سبيل المثال خافض رافع أي يخفض ويرفع
مكر مفر مقبل مدبر معًا كجلمود صخر حطه السيل من عل هنا لم يفصل
الشاعر بين صفتي مقبل ومدبر المفردتين الأخيرتين بالواو رغم تباينهما وذلك لأن
اجتماع صفتي الإقبال والإدبار المتباينتين في موصوف واحد في الوقت نفسه ليس من
الأمور الصعبة أو المستحيلة في الأحوال العادية
قوله تعالى ... مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ
سَائِحَاتٍ ... (التحريم 5) وقوله تعالى التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ
السَّائِحُونَ ... (التوبة 112) أهملت واو الفصل بين جموع الصفات هنا لأنه لا يصعب
أو يستحيل اجتماع الصفات المفردة من هذه الجموع في الموصوف نفسه ضمن الجماعة في
الوقت نفسه في الأحوال العادية قوله تعالى تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ
الْعَلِيمِ غَافِرِ الذَّنْبِ (غافر 2) وقوله تعالى ... وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ... (غافر
3) الواو الفاصلة هنا
فصلت بين مجموعتين من الصفات المفردة لذلك فهي لا تملك الوظيفة نفسها ولا تفيد
المعنى نفسه وقوله تعالى ... ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (التحريم 5) الواو الموجودة هنا لم تفصل بين مجموعتين من
الصفات وإنما فصلت بين جمع الصفة الأخير وجمع الصفة الذي سبقه وقد حصل هذا الفصل
بالواو لأنه يصعب أو يستحيل اجتماع الصفتين المفردتين المتباينتين لجمعي الصفة
هاذين في الموصوف نفسه ضمن الجماعة في الوقت نفسه في الأحوال العادية
6- نشأت فكرة خلق القراّن
خلق القرآن وعرفها البعض بـمحنة خلق
القرآن وهو فكر انتشر في عهد الخليفة المأمون من قبل المعتزلة تعتبر أن القرآن مخلوق
وليس كلام الله عز وجل اي إزالة التقديس عنه واعتباره كلاما قابلا للتاويل والتحديث
والتفسير حسب مقتضيات العقل واقتنع بهذا الرأي الخليفة المأمون وطالب بنشر هذا الفكر
وعزل أي قاض لا يؤمن به وهو ما لقي معارضة واستهجان كبير من بعض الائمة مثل الإمام
أحمد بن حنبل والذي تحمل من اجل ذلك الكثير من التعذيب حتي قام الخليفة المتوكل بانهاء
هذه المحنة وأفرج عنه
إن المذهب القائل بخلق القرآن ليس على سبيل الحصر معتزلياً
حاليا يؤمن بهذا الفكر مذهب الإباضية وإن الشيعة على العموم يعتنقونه أيضا وإن الجهمية
اعتقدوا به
تاريخ نشأته
كان ظهور المعتزلة تأسيسا لما أصبح يسمى بعلم الكلام
الذي اختص بدراسة قضايا العقيدة
أما في الواقع فقد مثل المعتزلة
بداية التفاعل مع السائد الديني المعرفي والفكري في البلاد المفتوحة وبداية تعديل تفسير النص المقدس وفق
أسس عقلية تحديدا كانت مدرستا النقل في الحجاز والعقل في العراق في مقاربة
القضايا الفقهية قد تمايزتا لتحددا المقاربتين الأبرز للنص المقدس وهكذا إلى جانب القضايا
السياسية الساخنة المتعلقة بقضية الإمامة وتبرير ظهور "الملك العضوض" (الحاكم المطلق)
برزت قضية هامش ودور العقل في مقاربة النص المقدس وتفسيره
أراد المعتزلة أن يحلوا تناقضات
النص المقدس بتأويل تلك النصوص بما يحقق انسجامها مع مقتضيات العقل فيم أقر الخطاب السلفي تلك النصوص
كما هي خارج حدود وإمكانيات المقاربة البشرية معتبرا العقل البشري في وضع أضعف من
مقاربتها أو القدرة على تفسيرها
من هذه المقدمة وصل المعتزلة إلى نفي صفات الذات الإلهية
فأبطلوا أن تشاركه في القدم ومن هذا النفي كان اعتبارهم القرآن مخلوقا أي محدثا
ومن هنا بدأت المحنة أو محنة خلق القرآن هو تتابع أحداث في التاريخ الإسلامي بداية
من 218 هـ / 833م واستمرت قرابة خمسة عشر عاماً
الحدث
سبب المحنة كان محاولة من الخليفة العباسي
المأمون في عام 218 هـ / 833م لفرض آرائه الفلسفية حول عدة مواضيع وكان يتلخص في سؤال
واختبار أشخاصا بعينهم فيما يرونه من وجهة نظرهم حول ما إذا كان القرآن مخلوقا أم لا
كل الطوائف أجابت أن القرآن هو الكلمة التي لم تمسها شائبة منسوبة إلى الله العلي بما
يعنى أن القرآن كلام الله ولم يخلق وكانت المسألة هل القرآن مخلوق؟ (هذا هو موقف ورأى
المأمون) أم أن القرآن هو كلام الله وكان هذا الجواب الأخير لايخلو من العواقب من قبل
المحققين واتخذت ذرائع ضد من رفض الزعم بخلق القرآن بما فيها الفصل من الوظيفة العمومية
والسجن وحتى الجلد أيضا واستمرت المحنة بعد وفاة المأمون وفى عهد خلفه المعتصم والواثق
وانتهت عام 861م بوصول المتوكل
رأي المعتزلة في مسألة خلق القرآن الكريم
تشكل مسألة خلق القرآن التي قال بها
المعتزلة أخطر القضايا المثارة في الجدل اللاهوتي الذي شهده التاريخ الإسلامي في العصرين
الأموي والعباسي بل إن هذه القضية لا تزال تحتل موقعاً راهناً في السجال حول كيفية
قراءة النص الديني أتى قول المعتزلة بان القرآن مخلوق وليس أبدياً تطبيقاً عملياً لاعتماد
العقل في تفسير الشريعة الإسلامية واستندوا هنا أيضا على نصوص دينية لدعم حجتهم في
هذا المجال انطلق المعتزلة من مسألة صفات الله فبعد أن قرروا وحدة الذات الإلهية وصفاتها
وقرروا نفي الصفات الزائدة عن الذات تحولوا إلى النظر في ما ورد من هذه الصفات داخل
النصوص الدينية عبر إخضاعها إلى التأويل العقلي
اعتبر المعتزلة أن القرآن يحوي نصوصا
متنوعة ومختلفة ومتعارضة أحيانا، ففيها من الأوامر والنواهي والوعد والوعيد والكلام
التشريعي والكلام الإخباري والكلام الوضعي كما يجمع بين المسائل الروحية والدنيوية
في آن إذا كان ليس جائزا تنسيب التناقض في القول إلى الله يصبح من الضرورة إذا اللجوء
إلى النظر العقلي لتفسير ما ورد في القرآن مما ينزع عنه الأبدية أو عدم الاجتهاد في
نصوصه لأن "كلام الله محدث ومخلوق في محل كما هو حرف وصوت كتب أمثاله في المصاحف
حكايات عنه" كما يشير المعتزلة إلى ذلك
يذهب القاضي عبد الجبار أحد ابرز أركان
المعتزلة في شرحه مبررات القول بخلق القرآن إلى القول "إن القرآن كلام الله ووحيه
وهو مخلوق محدث أنزله الله على نبيه ليكون علما ودالاً على نبوته وجعله دلالة لنا على
الأحكام لنرجع إليه في الحلال والحرام واستوجب منا بذلك الحمد والشكر والتحميد والتقديس
القرآن يتقدم بعضه على بعض وما هذا سبيله لا يجوز أن يكون قديماً إذ القديم هو ما لا
يتقدمه غيره وآخر ونصف وربع وسدس وسبع وما يكون بهذا الوصف كيف يجوز أن يكون قديما؟
لم يكتف المعتزلة يتجاوز المألوف في
الجدل اللاهوتي بقولهم بخلق القرآن بل تجاوزوا ذلك إلى نفي صفة الإعجاز عنه وهو ما
نظر إليه بوصفه مساّ بمقدسات أجمع عليها المسلمون وكانت مصدر فخرهم وتميزهم بأنّ كتابهم
العظيم يستحيل الإتيان به من حيث النظم والبلاغة والفصاحة في هذا المجال كما في خلق
القرآن كان المعتزلة منطقيّين مع أنفسهم وأمناء لمنهجهم العقلاني في النظر إلى الأمور
وعلى الأخصّ منها النص الديني برفض كل ما لا يقبله العقل مهما أهدلت عليه صفات القدسية
شكلت قضية خلق القرآن عند المعتزلة جوهر نظريتهم في اللاهوت الإسلامي وفي الجدال الذي
انخرطوا فيه أو فرض عليهم لم يختلفوا عن اخصامهم في اعتماد تكفير من خالفهم الرأي في
هذا المجال وستتخذ هذه المسألة حجماً كبيراً عندما ستفرض عقيدة على الدولة الإسلامية
في عهد الخليفة المأمون لكن المعتزلة ستؤسس في قضية خلق القرآن لوجهة "ثورية"
إذا أردنا استخدام مصطلحات حديثة في
قراءة النص الديني الإسلامي تشكل اليوم محورا مركزيا في الصراع السياسي على الإسلام
وعلى كيفية توظيفه بما يخدم التقدم والتطور أو بما يكرس التخلف والتطرف والإرهاب تسود
اليوم وجهتا نظر مركزيتين في قراءة النص الديني واحدة ترى فيه نصاً صالحاً لكل زمان
ومكان ولا يجوز الاجتهاد فيه وأخرى ترى فيه نصاً تاريخياً له زمان هو تاريخ الدعوة
الإسلامية كما له مكان هو الجزيرة العربية وإن قراءته يجب أن تعتمد زمان نزول آياته
ومكانه وسبب هذا النزول والحاجة التي أتت لتلبيتها وهي قراءة ترفض التسليم بالمعنى
الحرفي الظاهري للآيات ليست الخلافات شكلية بمقدار ما يترتب عليها من ممارسات خطيرة
رأي الإباضية في مسألة خلق القرآن الكريم
عندما وصلت أخبار الفتنة إلى الإباضية
في عُمان والمغرب حينئذ دارت النقاشات فيها وبما أنهم لم يشتركوا في تلك الفتن ولم
يقعوا تحت العواطف فكان بحثهم في القضية موضوعيا لأنهم انطلقوا من قاعدة الحجة والدليل
وليس من باب التكفير والإكراه والضغائن والأحقاد وهم أيضا اختلفوا فيها ولهم فيها رأيان
معتمدان في المذهب والإختلاف ناتج عن معنى كلمة القرآن هل هو علم الله وكلامه الذاتي
أم هو المصحف فمنهم من قال بأن القرآن مخلوق ومنهم من قال بأنه غير مخلوق ولكن لم يكفر
أحد منهم الآخر كما حصل في العراق فعلماء الإباضية في المغرب وقتئذ اتفقوا على أن القرآن
مخلوق أما في عُمان فقد اختلف العلماء في خلق القرآن ذلك الوقت في بداية الأمر وخصوصا
بين محمد بن محبوب بن الرحيل وبين محمد بن هاشم واستمر النقاش فيها فترة من الزمن وعندما
خافوا الفتنة والانشقاق اجتمعوا في مدينة دما (السيب حاليا) واتفقوا على الإكتفاء بما
كان عليه السلف وهو الكف
عن التصريح بخلق القرآن أو عدمه
7- الفرق بين الخالق والمخلوق
بين الخالق تعالى والمخلوق من
الفروق ما لا يخفى على من له أدنى بصيرة
اولا الخالق
1- منها ان الخالق ازلى ابدى لقوله
تعالى هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ
وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (الحديد 3)
2- منها قوله تعالى قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (الإخلاص 1) اللَّهُ
الصَّمَدُ (الإخلاص 2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (الإخلاص 3) وَلَمْ
يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (الإخلاص 4)
3- منها أن الرب تعالى غني بنفسه عما
سواه ويمتنع أن يكون مفتقرا إلى غيره بوجه من الوجوه والملوك وسادة العبيد محتاجون
إلى غيرهم حاجة ضرورية
4- منها أن الرب تعالى وإن كان يحب
الأعمال الصالحة ويرضى ويفرح بتوبة التائبين فهو الذي يخلق ذلك وييسره فلم يحصل ما
يحبه ويرضاه إلا بقدرته ومشيئته
5- منها أن الرب تعالى أمر العباد بما
يصلحهم ونهاهم عما يفسدهم كما قال قتادة إن الله لم يأمر العباد بما أمرهم به لحاجته
إليهم ولا ينهاهم عما نهاهم عنه بخلا عليهم بل أمرهم بما ينفعهم ونهاهم عما يضرهم بخلاف
المخلوق الذي يأمر غيره بما يحتاج إليه وينهاه عما ينهاه بخلا
6- منها أنه سبحانه هو المنعم بإرسال
الرسل وإنزال الكتب وهو المنعم بالقدرة والحواس وغير ذلك مما به يحصل العلم والعمل
الصالح وهو الهادي لعباده فلا حول ولا قوة إلا به ولهذا قال أهل الجنة لقوله تعالى
وَنَزَعْنَا مَا فِي
صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ
جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ
أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (الأعراف 43) وليس يقدر المخلوق
على شيء من ذلك
7- منها أن نعمه على عباده أعظم من
أن تحصى فلو قدر أن العبادة جزاء النعمة لم تقم العبادة بشكر قليل منها فكيف والعبادة من نعمته أيضا
ثانيا المخلوق
1- منها أن العباد لا يزالون مقصرين
محتاجين إلى عفوه ومغفرته فلن يدخل أحد الجنة بعمله وما من أحد إلا وله ذنوب يحتاج
فيها إلى مغفرة الله لها لقوله تعالى وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ
النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ
إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ
بَصِيرًا (فاطر 45) وقوله صلى الله عليه وسلم لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله لا يناقض قوله
تعالى جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (الواقعة 24) فإن
المنفي نفي بباء المقابلة والمعاوضة كما يقال بعت هذا بهذا وما أثبت أثبت بباء السبب
فالعمل لا يقابل الجزاء وإن
كان سببا للجزاء ولهذا من ظن أنه قام بما يجب عليه وأنه لا يحتاج إلى مغفرة
الرب تعالى وعفوه فهو ضال كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لن يدخل أحد الجنة بعمله
قالوا ولا أنت يا رسول الله؟
قال ولا أنا إلا أن يتغمدني
الله برحمة منه وفضل وروي بمغفرته ومن هذا أيضا الحديث الذي في السنن عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله لو عذب أهل سمواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو
رحمهم لكانت رحمته لهم خيرا من أعمالهم الحديث
ومن قال بل للمخلوق على الله حق فهو صحيح إذا أراد به الحق الذي أخبر الله بوقوعه فإن الله صادق لا يخلف الميعاد
وهو الذي أوجبه على نفسه بحكمته وفضله ورحمته وهذا المستحق لهذا الحق إذا سأل الله
تعالى به يسأل الله تعالى إنجاز وعده أو يسأله بالأسباب التي علق الله بها المسببات
كالأعمال الصالحة فهذا مناسب
2- منها ان المخلوق له بداية
ونهاية لقوله تعالى اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ
أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ مَا
لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (السجدة 4) وقوله
تعالى يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا
لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (إبراهيم 48) وقوله تعالى وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن
صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (الحجر 28) وقوله تعالى إِذْ قَالَ رَبُّكَ
لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ (ص 71) وقوله تعالى إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ (الزمر
30) وقوله تعالى وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ
فَهُمُ الْخَالِدُونَ (الأنبياء 34) وقوله تعالى كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (الرحمن 26)
3- منها ان المخلوق زوج لقوله
تعالى وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ
تَذَكَّرُونَ (الذاريات 49)
8- تلوينات التكرار في الجملة القرآنية
دكتور أسامة عبد العزيز جاب الله
يلجأ المتكلم إلى تكرار الجملة قصداً لمعانٍ يريدها ويبغيها
من ذلك التكرار هذه
القصدية تستند في جمالياتها إلى ردّ فعل المتلقي وقدرته على إدراك مزية هذا التكرار
أينما وُجِد كما أنها تتكئ في مقصودها على نسج كلام المُبْدِع لأنه الموجه الأهم لهذا التكرار
ولذا فالتلوين الصوتي بتوظيف التكرار
في سياق التراكيب لا بد من اعتماده نسقاً معيناً من أنساق التعبير من ناحية ثم بيان
أغراض هذا التعبير بهذا النسق من ناحية أخرى وذلك من حيث مقصدية هذا التكرار
والحديث عن التلوين بالتكرار في سياقات
التراكيب يتخذ عدة صور تعبيرية في سياق النص القرآني نعرض لها كما يلي
أولاً تكرار شبه الجملة
من فرائد التوظيف القرآني توظيفه لشبه
الجملة الظرف أو الجار والمجرور في بنية تكرارية مقصود من وراء توظيفها أغراض دلالية محددة فقد تكرر شبه الجملة للتشنيع أو التخويف
أو لزيادة التقرير أو للتأكيد وذلك لما تتضمنه من معان وأغراض ونلمس ذلك
في قوله تعالى وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ
أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا
إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ حيث كرر شبه الجملة الجار والمجرور لَهُمْ في الآية ثلاثة مرات على دلالة تشنيع هذا العذاب وبيان
ما أعد لهم من خزي في الدنيا والآخرة
يقول أبو السعود تقديم الظرف في الموضعين
للتشويق إلى ما يذكر بعده من الخزي والعذاب لما مرّ من أن تأخير ما حقه التقديم موجب
لتوجه النفس إليه فيتمكن منها عند وروده فضل تمكن
ويرى ابن عاشور أن التكرار بعطف أشباه
الجمل في الآية دليل على أنها تتميم لما قبلها إذ المقصود من مجموعها أن لهم عذابين
عذاباً في الدنيا وعذاباً في الآخرة
فبنية التكرار لشبه الجملة هنا أفادت
تنويع العذاب وبيان عدم اتحاده إذ أن لهم في الدنيا نوع وفي الآخرة نوع آخر مختلف فالتكرار
على دلالة التهويل والتخويف ثم تشنيع صورة هذا العذاب في النفس
ومن ذلك أيضاً قوله تعالى صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ
عَلَيهِمْ وَلاَ
الضَّالِّينَ حيث كرر شبه الجملة الجار والمجرور عَلَيهِمْ في جانب طائفتين هما المُنْعَم عليهم والمغضوب
عليهم
يقول الزمخشري في تعليله لتكرار شبه
الجملة في الآية إن قلت أي فرق بين عَلَيهِمْ الأولى
وعَلَيهِمْ
الثانية؟ قلت الأولى محلها النصب على المفعولية والثانية محلها الرفع على الفاعلية
وهذا كلام دقيق راعى الزمخشري فيه الموقع
الإعرابي لتعلق شبه الجملة إذ هي في جانب المُنْعَم عليهم في محل نصب مفعول به سدت
مسده وفي جانب المغضوب عليهم تقع في محل رفع نائب فاعل لاسم المفعول من الفعل المضارع
المبني للمجهول وعلى هذا فالتكرار في الآية قائم على تحقيق
1- التفرقة بين الفريقين من حيث الجزاء
لأنهما متغايران
2- الحكم الإعرابي لكل منهما لأنهما
متغايران في هذا أيضاً
فأفاد التكرار هنا جمالية موظفة في
ثنايا النص الجليل هذه الجمالية مستفادة من بنية التكرار الذي هو هنا حتمي ولازم في
التعبير لدفع التوهّم إذ لم يكن تكرار
ومنه قوله تعالى وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ
حيث كرر شبه الجملة الظرف
قبل مسبوقاً بحرف الجر من في موضعين من الآية الكريمة وذلك في سياق الإخبار عن نعمة
المطر يقول ابن الأثير تكرير من قبله يدلّ على بعد عهدهم بالمطر وتطاوله فاشتد لذلك
يأسهم فكان استبشارهم بالمطر على قدر اغتمامهم لانقطاعه
ويرى الطوفي أن تكرار شبه الجملة في
هذه الآية فائدته تحقيق إبلاسهم وإياسهم من المطر في تلك المدة وذلك الزمان أعني الذي
قبل نزول الغيث وعلى هذا يوجد رأيان
رأي ابن الأثير الذي يدور حول بيان
الأثر اللاحق لنزول المطر أي أنه نظر إلى التكرار من جهة أثره التالي
رأي الطوفي الذي يرى في التكرار تذكير
لهم بما كان من حالهم قبل الغيث أي أنه نظر إلى الأثر السابق لنزوله
ولكل منهما حقه في النظر إلى المسألة
من زاويته الخاصة فابن الأثير نظر إلى الحال بعد أي إلى الأثر الإيجابي للمطر في حين
نظر الطوفي إلى الحال قبل أي إلى الأثر السلبي والسياق في الآية يقوم على إيضاح معنى
الحال قبل نزول المطر وهو الإبلاس واليأس وعندئذ يكون التعبير في غير القرآن وإن كانوا قبل نزول المطر عليهم لمبلسين
فما الحاجة إذن إلى تكرار الظرف؟! وهل الظرف في الموضعين متحد الجهة؟!
يقول العكبري قوله تعالى مِّن قَبْلِهِ قيل هي تكرير للأولى والأوْلَى أن تكون الهاء
فيها للسحاب أو للريح أو للكسف والمعنى وإن كانوا من قبل نزول المطر من قبل السحاب
أو الريح فتتعلق من بينزل
والأخفش يحمل هذا التكرار على معنى
اتحاد المرجع فيه ومن ثم فهو للتأكيد وهذه المعاني جميعها مستفاد من بنية التكرار للظرف
في الآية
إضــــاءة
يلحظ من توظيفات النص القرآني لسياقات
تكرار شبه الجملة ملحظاً فريداً يتمثل في أن القرآن الكريم يوظف في سياق الآية شبه
الجملة حرف الجر + الاسم
الصريح ثم يعدل إلى تكرارها مرة أخرى لكن بصورة بنيوية غير الأولى تتمثل
في حرف الجر + الضمير العائد
على الاسم المتقدّم ونلمس ذلك في قوله تعالى إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا
وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا
وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ حيث عبّر بشبه الجملة بالحياة ثم لماّ أراد تصوير اطمئنان
هؤلاء المعاندين بِالْحَياةِ كنّى بالضمير عنها فكرر
شبه الجملة المذكورة أولاً لكن بصيغة الضمير فقال بِهَا
وتوظيف صيغة الماضي في جملة رضوا واطمأنوا للدلالة على التحقق والتقرير
ويحتمل هذا التكرار لشبه الجملة بصيغة
الضمير أن يكون دالاً على
التحقير لهذه الحياة إذ هم على وهم أنها أفضل من الآخرة ولذا رضوا واطمأنوا
بالأدنى دون الأعلى
ومنه قوله تعالى وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ
فِي الأَرْضِ
خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ
بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ حيث ذكر أولاً شبه الجملة فِي الأَرْضِ
ثم كررها مرة أخرى بتوظيف ضمير الغائب للمفرد المؤنث العائد على كلمة الأرض
فقال فِيهَا مرتين يقول أبو السعود المعنى أتجعل فيها من يفسد فيها خليفة
والظرف الأول متعلق بتجعل وتقديمه لما مرّ مراراً والثاني بيفسد وفائدته تأكيد الاستبعاد
لما أن في استخلاف المفسد في محلّ إفساده من البعد ما ليس في استخلافه في غيره
فالتكرار هنا لشبه الجملة ذات الضمير
على دلالة الاستنكار على المستَخْلَف لا الاستنكار على المُسْتَخْلِف كما أنه على معنى
الاستبعاد لاستخلاف سبب فساد الأرض في مكان إفساده نفسه إذ ذلك ما لا يستقيم مع علومهم
وعقولهم ويرى ابن عاشور أن التكرار هنا لضمير الارض للاهتمام بها والتذكير بشأن عمارتها
وحفظ نظامها ليكون لك أدخل في التعجب من استخلاف آدم وفي صرف إرادة الله تعالى عن ذلك
إن كان في الاستشارة ائتمار
وعليه قوله تعالى وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ
تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ
بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا
حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ
فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ حيث ذكر شبه الجملة مِّنَ النَّارِ
ثم كررها بالضمير في قوله مِّنْهَا
يقول الزمخشري كنتم مشرفين على أن تقعوا في نار جهنم
لما كنتم عليه من الكفر فأنقذكم منها بالإسلام والضمير للحفرة أو للنار أو للشفا وإنما انت لإضافته إلى الحفرة وهو منها فجعل التكرار
هنا للتأكيد على الإنقاذ بالإسلام
ومنه قوله تعالى لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ
لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى
وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ
لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ
الْمِهَادُ حيث عبّر أولاً بشبه الجملة لِرَبِّهِمُ
ثم كررها بالضمير في قوله لَهُ والدلالة المستفادة
هنا أن التعبير بلفظ لِرَبِّهِمُ مسبوق بحرف الجر اللام
في جانب أهل الإيمان ممن استجابوا لدعوة الحق فكان جزاؤهم الحسنى فناسب ذكر الاسم الصريح هنا مقام الاستبشار
والاستئناس بهذا اللفظ الدال على موجبات الرحمة والعناية لكنه عدل إلى توظيف
الضمير العائد عليه سبحانه وتعالى دون ذكر الاسم الصريح في جانب أهل الكفر والعناد كنوع من التبكيت والتقريع
ولذلك حذف الجزاء فلم يقل لهم السوأى كما قال في جانب أهل الإيمان أن لهم الحسنى
يقول أبو السعود الموصول مبتدأ والشرطية
كما هي خبره لكن لاَ على أنها وضعت موضع السوأى فوقعت
في مقابلة الْحُسْنَى الواقعة في القرينة الأولى لمراعاة
حسن المقابلة فصار كأنه قيل والذين لم يستجيبوا لهم السوأى كما يُوهِم فإن الشرطية
وإن دلّت على سوء حالهم لكنها بمعزل عن القيام مقام لفظ السوأى مصحوباً باللام الداخلة
على الموصول أو ضميره فكرر هنا للتهويل مما ينتظرهم لعدم الاستجابة والتقريع بإبهام
الجزاء لهذه العناد
هكذا يتسق التوظيف القرآني لسياقات
شبه الجملة في تعانقها مع فنية التكرار لأداء مقاصد دلالية في نسيج النص القرآني ورعاية
لسياقات التعبير في هذه التوظيفات
تتكرر الجمل في القرآن الكريم على صورتين
هما
أ- التكرار التام المتماثل
أي تكرار الجملة كما هي بلا تغيير في مركباتها التكوينية وعليه قوله تعالى فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ وهي جملة فعلية تكررت كما هي في سورة الرحمن في 31 إحدى وثلاثين
آية
ب- التكرار غير التام
أي تكرار الجملة مع بعض التغيير في بنياتها التركيبية وعليه قوله تعالى كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ
ذُو الْأَوْتَادِ وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الْأَحْزَابُ
إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ حيث كرّر التركيب الدال على التكذيب مع التنويع في صور هذا
التركيب
ونفصل القول في تكرار الجمل من حيث
اسميتها أو فعليتها كما يلي
1- تكرار الجملة الاسمية
تتكرر الجملة الاسمية في النص القرآني لتوكيد المعنى وتقرره
في النفس مع الارتباط في الوقت ذاته بالدلالة على أغراض سياقية خاصة بكل سياق تكراري وقد ورد تكرار الجملة الاسمية في القرآن
الكريم بكثرة فمن ذلك قوله تعالى أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ
لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ
لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً
وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ
حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ أَمَّن يُجِيبُ
الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ
أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ
الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ
أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ
ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ
قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ فقد كرر هذه الجملة الاسمية أإله مع الله؟ المكونة من همزة الاستفهام + المبتدأ
النكرة إله + الخبر شبه الجملة الجار والمجرور مع الله في خمسة مواضع متتالية في هذه الآيات يقول أبو حيان
في تفنيد هذا التكرار الجملي اعتقب كل واحدة من هذه الجمل قوله تعالى مع الله بل على سبيل التوكيد والتقرير
أنه لا إله إلا هو تعالى
فقد ذكر سبحانه وتعالى هنا على سبيل
الإنعام على العباد في معرض المحاجاة فذكر خلق السماوات والأرض وإنزال الماء من السماء
وإنبات الحدائق والأشجار وشق الأنهار وخلق الجبال والبحار وإجابة الدعاء وإرسال الرياح
وبدء الخلق وإفنائه ثم بعثه من جديد وفي هذه المحاجاة يكون السؤال التهكمي أإله مع الله يفعل مثل هذه الأفعال؟! والإجابة بالتأكيد لا ولذا كان تعقيب هذه
الجمل بحرف الإضراب بل
دلالة على كذب دعواهم وفساد ما ذهبوا إليه
ويربط الكرماني تكرار هذه الجملة في
خمس آيات على التوالي بما يليها من ختام وتعقيب لكل آية منها يقول قوله تعالى أإله مع
الله في خمس آيات على التوالي ختم الأولى بقوله بل
هم قوم يعدلون ثم قال بل أكثرهم لا يعلمون ثم
قال قليلاً ما تذكرون ثم قال تعالى الله عما يشركون ثم هاتوا
برهانكم إن كنتم صادقين أي عدلوا وأول الذنوب العدول عن الحق ثم لم يعلموا ولو
علموا لما عدلوا ثم لم يتذكروا فيعلموا بالنظر والاستدلال فأشركوا من غير حجة وبرهان
قل لهم يا محمد هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين فهو يسير
مع التدرج العقلي في الاستدلال بالعقل على الله من خلال النظر في خواتيم الآيات وربطها
بهذا الاستدلال
ومنه قوله تعالى وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ التي تكررت في 10 عشر آيات والتكرار هنا وارد بعد ذكر كل
أمر عظيم من أمور الدنيا والآخرة إذ يفيد هذا الوعيد للمكذبين الدلالة على التخويف
والتهديد الذي ترجف منه القلوب يقول الكرماني في تعليل هذا التكرار للجملة الاسمية
لأن كل واحدة منها ذُكِرَت عقيب آية غير الأولى فلا يكون تكراراً مستهجناً ولو لم يكرر
كان متوعداً على بعض دون بعض
ويرى الطوفي أن التكرار لهذه الجملة
الاسمية في السورة من قبيل التكرار الذي فائدته تحقيق وقوع الويل بهم وتأكده تحذيراً
من التكذيب وتنفيراً منه أو زجراً
أما الرازي فيرى أن إعادة الجملة الاسمية
ضروري لأنه ذكر ذلك عند قصص مختلفة فلم يعد تكراراً مستقبحاً لأنه أراد بما ذكره أولاً
ويل يومئذ للمكذبين بهذه القصة ثم لما أعاد قصة أخرى
ذكر مثله على هذا الحدّ ولما اختلفت الفائدة خرج عن أن يكون تكراراً
ومنه قوله تعالى فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ التي تكررت في 4 أربع آيات يقول الكرماني في تعليل تكرار
هذه الجملة الاسمية بأن هذا التكرار ختم به
قصة نوح وعاد وثمود ولوط لما في كل واحدة منها من التخويف والتحذير وما حلّ بهم
فالتكرار هنا على تبيان دلالة التخويف
مما حلّ بالأمم السابقة لما كفروا ثم التحذير من إمكانية وقوع مثل هذا العذاب لمن يجدد
هذا الفعل التكفيري أو ن يجحد الإيمان بالله تعالى
2- تكرار الجملة الفعلية
الجملة الفعلية أكثر تكراراً من الجملة الاسمية في العربية وهذه الكثرة ربما تعود إلى أن الفعلية تعبّر عن الحدث غالباً
والحدث يتسم بالتكرار
ويذكر إسرائيل ولفنسون أن اللغات السامية في الحقيقة
تعتمد على الجمل الفعلية أكثر من اعتمادها على الاسمية فالفعل في اللغات السامية هو
كل شيء فمنه تتكون الجملة ولم يخضع الفعل للاسم والضمير بل نجد الضمير مسنداً إلى الفعل
ومرتبطاً به ارتباطاً وثيقاً
والتكرار بالجملة الفعلية إنما هو تكرار
للحدث مرتبطاً بالزمنية التي يتحقق فيها وبها وبذلك فهذا التكرار الفعلي يتكئ في مقصده
الأهم على ملابسات الزمن بالحدث ثم التدرج إلى الاستفادة السياقية لهذا التعاضد النصي
من خلال الإلحاح على بنية التكرار في هذا السياق
ومن أبرز مظاهر التكرار للجمل الفعلية
في القرآن قوله تعالى فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ التي تكررت في 31 واحد وثلاثين آية من سورة الرحمن والجملة
هنا فعلية تقدمت متعلقاتها الجار والمجرور على الفعل يقول المرتضى أما التكرار في سورة
الرحمن فإنما حَسُنَ للتقرير بالنعم المختلفة المتعددة فكلما ذكر نعمة أنعم بها قرّر
عليها ووبّخ على التكذيب بها
وملمح التكرار هنا لتعدد النعم هو الذي
هيمن على تفكير أهل البلاغة لتحليل التكرار في هذه السورة يقول العسكري كرر الله عزّ وجلّ في سورة الرحمن قوله
فبأي ألاء ربكما تكذبان وذلك أنه عدّد فيها نعماءه
وادّكر عباده ألاءه ونبههم على قدرها وقدرته عليها ولطفه فيها وجعلها فاصلة بين كل
نعمة ليُعرَف موضع ما أسداه إليهم فيها
ويرى د. عبد الملك مرتاض أن تكرار هذه
الآية يعكس خصوصية الأمر أو الاحتفاء به أو توكيده أو الرغبة إليه أو الحنق عليه أو
الرضا عنه كما أن التكرار استطاع أن يُكَيِّف سطح الخطاب في هذه السورة ويؤثر في طبيعة
بنائه وهندسة معمارية نسجه إضافة إلى أنه منح هذه السورة العروس شيئاً من التمكن والثبات
للإيقاع الذي يقوم عليه المقطع آن
كما أن تكرار هذه الجملة الفعلية يتوزع
في السورة على أربعة أقسام هي
الأول : في الآيات من (13 - 30) ويدور
على تعداد نعم الله في الخلق ، تكررت الآية فيه 8 ثماني مرات
والثاني : في الآيات من (31 - 45) ويدور
على ذكر العذاب بالنار تكررت الآية فيه 7 سبع مرات
والثالث : الآيات من (46 - 61) ويدور
على بيان النعم الأخروية كالجنة تكررت الآية فيه 8 ثماني مرات
والرابع : الآيات من (62 - 78) ويدور
على ذكر الجنتين وما فيهما من نعم تكررت الآية فيه 8 ثماني مرات
يقول د. أحمد بدوي لعلّ في هذا السؤال
فبأي ألاء ربكما تكذبان المتكرر ما يثير في نفس سامعيه
اليقين بأنه ليس من الصواب نكران نعم تكررت وألاء توالت
وهكذا يسهم تكرار الجملة الفعلية في
سورة الرحمن في إفادة الكثير من الدلالات والمعاني في نسيج السورة كما أنه انعقد على
إفادة التجدد الحدوثي وارتباطه بالزمنية المطلقة في هذه العطاءات والنعم
ومن ذلك أيضاً قوله تعالى لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء
مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ
إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ
الْمَصِيرُ قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ
وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن
سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ
اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ حيث تكررت
جملة ويحذركم الله نفسه مرتين في هذه الآيات يقول أبو
السعود ويحذركم الله نفسه تكرير لما سبق وإعادة له
لكن لا للتأكيد فقط بل لإفادة ما يفيده قوله عز وجل والله
رؤوف بالعباد من أن تحذيره تعالى من رأفته بهم ورحمته الواسعة أو أن رأفته بهم
لا تمنع تحقيق ما حذرهموه من عقابه وأن تحذيره ليس مبنياً على تناسي صفة الرأفة بل
هو متحقق مع تحققها أيضاً
ويفند الكرماني هذا التكرار بقوله كرره
مرتين لأنه وعيد عطف عليه وعيد آخر في الآية الأولى فإن قوله وإلى الله المصير معناه مصيركم إلى الله والعذاب معَدّ لديه
فاستدركه في الآية الثانية بوعد وهو قوله تعالى والله رؤوف
بالعباد والرأفة أشد من الرحمة وقيل من رأفته تحذيره
ومنه قوله تعالى فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ حيث كرر جملة فعلية هي قتل كيف قدر وهما جملتان جملة قُتِلَ وجملة قَدَّرَ في
سياق وصف الوليد بن المغيرة وبيان حاله حين سمع القرآن من المصطفى يقول أبو السعود في بيان جمالية هذا التكرار للجملتين الفعليتين
ثناء عليه بطرق الاستهزاء به أو حكاية لما كرروه من قولهم قتل كيف قدر تهكماً به وبإعجابهم بتقديره واستعظامهم لقوله
ويحلل الألوسي هذا التكرار بقوله تكرير
للمبالغة كما هو معتاد من أعجب غاية الإعجاب والعطف يتمّ للدلالة على تفاوت الرتبة
وأن الثانية أبلغ من الأولى فكأنه قيل قُتِلَ بنوع
ما من القتل لا بل قُتِلَ بأشده وأشده ولذا ساغ العطف
فيه مع أنه تأكيد
فالتكرار في هذا الموضع للجملتين الفعليتين
قائم على دلالة المبالغة في الجزاء الشنيع لهذا الكافر المعاند
هكذا يكون تكرار الجملة الفعلية موظفاً
بدقة في سياقات النص القرآني على إرادة ما يستفاد من التعبير بهذه الفعلية من تجدد
حدوث الفعل ، وارتباطه بالزمنية التي تحويه وتسمح بتجدده ثم الارتباط بسياقات الآية
ونسيج السورة كلها وهذا التلوين التكراري تنعقد مقصديته على إيضاح الجانب الإيقاعي
في السياق القرآني من ناحية ثم بيان الانسجام والتماسك النصي والدلالي لهذه التكرارات
القرآنية
9- رأى اهل السنة والجماعة فى خلق القراّن
الذي يجب علينا أن نَعْتَقِده نحن المسلمين هو ما جاءنا من
الله عز وجل وما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم
فقد أخْبَرنا الله عز وجل أنه يتكلم
قال تعالى ... وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (النساء 87) وقال تعالى ... وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (النساء 122)
ففي هاتين الآيتين إثبات أن الله يَتَكَلَّم
وأنّ كلامَه صِدْقٌ وحَقٌ ليس فيه كَذِبٌ بِوَجْهٍ من الوجوه
وقال تعالى وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ... (المائدة
166) ففي هذه الآية أن الله يقول وأن قوله مَسْمُوع فيكون بصوت وأن قوله كَلِمَات
وجمل والدليل على أنه بحرف قول الله تعالى لموسى إِنِّي أَنَا
رَبُّكَ (طه 12) فإن هذه الكلمات حروف وهي من كلام الله والدليل على أنه بصوت
قوله تعالى وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ
وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (مريم 52) والنداء والمناجاة لا تكون إلا بصوت انظر شرح لمعة الاعتقاد لابن عثيمين
وعقيدة أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله منزل غير
مخلوق منه بدأ وإليه يعود
والأدلة على أنه منزل ما يأتي
قول الله عز وجل شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ... (البقرة
185) وقوله تعالى إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ
الْقَدْرِ (القدر 1) وقوله تعالى وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ
لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا (الاسراء
106) وقوله تعالى وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ
آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ
لَا يَعْلَمُونَ (النحل 101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ
لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ (النحل 102) وقوله
تعالى وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ
بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ
مُّبِينٌ (النحل 103) والذي يبدل آية مكان آية هو الله سبحانه وتعالى
والأدلة على أنه غير مخلوق
قوله تعالى ... أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ
... (الاعراف 54) فجعل
الخلق شيئاً و الأمر
شيئا آخر
لأن العطف يقتضي المغايرة والقرآن من الأمر بدليل قوله تعالى وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا
إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ
وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ... (الشورى
52) فإذا كان القرآن
أمراً وهو قسيم للخلق صار غير مخلوق لأنه لو كان مخلوقاً ما صح التقسيم فهذا هو الدليل
من القرآن
والدليل العقلي
أن نقول القرآن كلام الله والكلام ليس عينا قائمة بنفسها
حتى يكون بائنا من الله ولو كان عينا قائمة بنفسها بائنة من
الله لقلنا إنه مخلوق
لكن الكلام صفة للمتكلم فإذا كان صفة
للمتكلم به وكان من الله كان غير مخلوق لأن صفات الله عز وجل كلها غير مخلوقة
شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين
فيجب علينا أن نعتقد ذلك ونوقن به ولا نُحَرِّف آيات الله
عز وجل عن مرادها فإنها صريحة الدلالة على أن القرآن مُنَزَّل من عند الله
ولذلك قال الإمام الطحاوي رحمه الله
وإنّ القرآن كلام الله منه بدأ بلا كيفية قولاً وأنزله على رسوله وحياً وصدقه المؤمنون
على ذلك حقا وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ليس بمخلوق ككلام البرية فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد
كفر وقد ذَمَّه الله وعَابَهُ وأوعده بسقر حيث قال تعالى سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (المدثر 26) فلما أوْعَدَ بِسَقَر لمن
قال إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (المدثر
25) عَلِمْنَا وأيْقَنَّا
أنَه قولَ خالقِ البَشَر ولا يُشْبِه قول البشر
حكم وصف القرآن بأنه كلام الله القديم
أولا القرآن
الكريم كلام الله تعالى ألفاظه وحروفه ومعانيه منه بدأ وإليه يعود تكلم
الله تعالى به وسمعه منه جبريل عليه السلام وأنزله على محمد صلى الله عليه وسلم قال
تعالى إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لَا
يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (الواقعة
77) وقال الم
(السجدة 1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ
فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (السجدة 2) وقال تعالى تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (الزمر
1)
وهو من جملة كلامه الذي هو صفة من صفاته فمن
قال مخلوق فهو كافر هذا ما يعتقده أهل السنة والجماعة خلافا لما عليه أهل الزيغ والانحراف
وقال ابن قدامة رحمه الله ومن كلام الله سبحانه القرآن العظيم
وهو كتاب الله المبين وحبله المتين وصراطه المستقيم وتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين بلسان
عربي مبين منزّل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود وهو سور محكمات وآيات بينات وحروف وكلمات
من قرأه فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات له أول وآخر وأجزاء وأبعاض متلو بالألسنة محفوظ
في الصدور مسموع بالآذان مكتوب في المصاحف فيه محكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ وخاص وعام
وأمر ونهي لقوله تعالى لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ
يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (فصلت 42) وقوله
تعالى قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى
أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ
لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (الاسراء 88)
وهو هذا الكتاب العربي الذي قال فيه
... الَّذِينَ كَفَرُوا لَن
نُّؤْمِنَ بِهَٰذَا الْقُرْآنِ ... (سبأ 31) وقال بعضهم إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (المدثر 25) فقال الله
سبحانه سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (المدثر 26) ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد
من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفا متفقا عليه أنه كافر وفي هذا حجة قاطعة على أنه حروف
شرح لمعة الاعتقاد لابن عثيمين
ومعنى قول أهل السنة منه بدأ أن الله تعالى
تكلم به فظهوره وابتداؤه من الله تعالى
ومعنى قولهم وإليه يعود أنه يرفع من
الصدور والمصاحف في آخر الزمان فلا يبقى في الصدور منه آية ولا في المصاحف كما جاء
ذلك في عدة آثار
وللحافظ ضياء الدين المقدسي ( ت:
643هـ) رحمه الله رسالة حول هذه المسألة بعنوان اختصاص القرآن بالعود إلى الرحمن
ولأهل البدع مقالات أخرى كثيرة مخالفة
لما دل عليه صريح المعقول
وصحيح المنقول في هذا الباب يمكن مراجعتها ومعرفة ردود أهل العلم عليها
في كتب أهل السنة المصنفة في هذا الباب ومنها مصنفات خاصة بالرد على أهل البدع في صفة
الكلام مثل البرهان في مسألة القرآن وحكاية المناظرة في القرآن كلاهما لموفق الدين
ابن قدامة صاحب المغني رحمه الله ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتب ورسائل عديدة
فيما يتعلق بصفة الكلام من مسائل فيمكن مراجعة المجلد الثاني عشر من مجموع فتاواه ومن
كتبه المهمة في ذلك كتاب التسعينية رد على الأشاعرة بدعهم في صفة الكلام من نحو من
تسعين وجها
وأما المصنفات المعاصرة فقد أفرد هذه
المسألة بالتأليف الشيخ عبد الله الجديع في كتابه العقيدة السلفية في كلام رب البرية وهو كتاب
نافع مفيد في بابه
ثانيا وصف القرآن بالقدم أو وصف كلام الله تعالى بأنه قديم يراد
به معنيان
الأول أنه غير مخلوق كما تقدم وأن جنس الكلام في حق الله تعالى قديم
لم يزل متكلما متى شاء وكيف شاء ويكلم من عباده من شاء وهذا حق
وهذا هو مأخذ من أطلق القِدَم في حق القرآن أو
في حق كلام الله تعالى عامة من أهل السنة
ومن هؤلاء أبو القاسم اللالكائي في كتابه شرح أصول اعتقاد
أهل السنة والجماعة قال سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على أن القرآن
من صفات الله القديمة ثم قال ما روي من إجماع الصحابة على أن القرآن غير مخلوق
وممن أطلق ذلك أيضا ابن قدامة رحمه الله في
لمعة الاعتقاد قال ومن صفات الله تعالى أنه متكلم بكلام قديم يسمعه منه من شاء من خلقه
سمعه موسى عليه السلام منه من غير واسطة وسمعه جبريل عليه السلام ومن أذن له من ملائكته
ورسله وأنه سبحانه يكلم المؤمنين في الآخرة ويكلمونه ويأذن لهم فيزورونه قال الله تعالى
... وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (النساء 164) وقال
سبحانه ... يَا مُوسَى إِنِّي
اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي ... (الأعراف 144)
وقال سبحانه ... مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ ... (البقرة
253) وقال سبحانه وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ
اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ... (الشورى 51) وقال سبحانه
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ (طه 11) إِنِّي أَنَا
رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (طه 12) وقال
سبحانه إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي
... (طه 14) وغير جائز أن يقول هذا أحد غير الله
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
السلف قالوا القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وقالوا لم يزل متكلما إذا شاء فبينوا أن كلام الله قديم
أي جنسه قديم لم يزل ولم يقل أحد منهم إن نفس الكلام المعين قديم ولا قال أحد
منهم القرآن قديم بل قالوا
إنه كلام الله منزل غير مخلوق
وإذا كان الله قد تكلم بالقرآن بمشيئته كان القرآن كلامه
وكان منزلا منه غير مخلوق ولم يكن مع ذلك أزليا
قديما بقدم الله وإن كان الله لم يزل متكلما إذا شاء فجنس كلامه قديم
فمن فهم قول السلف وفرق بين هذه الأقوال
زالت عنه الشبهات في هذه المسائل المعضلة التي اضطرب فيها أهل الأرض
وقال رحمه الله أيضا وكلام الله تكلم
الله به بنفسه تكلم به باختياره وقدرته ليس مخلوقا بائنا عنه بل هو قائم بذاته مع أنه
تكلم به بقدرته ومشيئته ليس قائما بدون قدرته ومشيئته
والسلف قالوا لم يزل الله تعالى متكلما إذا شاء فإذا قيل
كلام الله قديم بمعنى أنه لم يصر متكلما بعد أن لم يكن متكلما ولا كلامه مخلوق ولا
معنى واحد قديم قائم بذاته بل لم يزل متكلما إذا شاء فهذا كلام صحيح
ولم يقل أحد من السلف إن نفس الكلام المعين قديم وكانوا يقولون
القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود
ولم يقل أحد منهم إن القرآن قديم ولا قالوا إن كلامه معنى
واحد قائم بذاته ولا قالوا إن حروف القرآن أو حروفه وأصواته قديمة أزلية قائمة بذات
الله وإن كان جنس الحروف لم يزل الله متكلما بها إذا شاء بل قالوا إن حروف القرآن غير
مخلوقة وأنكروا على من قال إن الله خلق الحروف
والمعنى الثاني أن
القرآن معنى أو معنى وحروف تكلم الله بها في الأزل ثم لم يتكلم بعدها وهذا من بدع الأشاعرة
ومن وافقهم من أهل الكلام التي أرادوا بها الخروج من بدعة المعتزلة والجهمية القائلين
بخلق القرآن
فمن قال في القرآن أو غيره من صفات
الله تعالى وأفعاله الاختيارية إنه قديم وأراد ذلك فمراده باطل ثم إن اللفظ الذي أطلقه
مجمل غير مأثور
ولأجل هذا الاحتمال الباطل الذي يحتمله
إطلاق هذا اللفظ ولأجل أنه غير مأثور كان الراجح هنا ألا يطلق لفظ القدم على القرآن بل
يقال فيه ما قال السلف القرآن كلام الله غير مخلوق
قال شيخ الإسلام رحمه الله
وأتباع السلف يقولون إن كلام الله قديم
أي لم يزل متكلما إذا شاء لا يقولون إن نفس الكلمة المعينة قديمة كندائه لموسى ونحو
ذلك
لكن هؤلاء يعني الأشاعرة ومن وافقهم
اعتقدوا أن القرآن وسائر كلام الله قديم العين وأن الله لا يتكلم بمشيئته وقدرته ثم
اختلفوا فمنهم من قال القديم هو معنى واحد هو جميع معاني التوراة
والإنجيل والقرآن وأن التوراة إذا عبر عنها بالعربية صارت قرآنا والقرآن إذا عبر عنه
بالعبرية صار توراة قالوا والقرآن العربي لم يتكلم الله به بل إما أن يكون خلقه في
بعض الأجسام وإما أن يكون أحدثه جبريل أو محمد فيكون كلاما لذلك الرسول ترجم به عن
المعنى الواحد القائم بذات الرب الذي هو جميع معاني الكلام
ومنهم من قال بل القرآن القديم هو حروف
أو حروف وأصوات وهي قديمة أزلية قائمة بذات الرب أزلا وأبدا إذا كلم موسى أو الملائكة
أو العباد يوم القيامة فإنه لا يكلمه بكلام يتكلم به بمشيئته وقدرته حين يكلمه ولكن
يخلق له إدراكا يدرك ذلك الكلام القديم اللازم لذات الله أزلا وأبدا
وعندهم لم يزل ولا يزال يقول ... يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ
... (البقرة 35) وقوله تعالى ... يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ ...
(هود 48) وقوله تعالى ... يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ
... (ص 75) ونحو ذلك وقد بسط الكلام على هذه الأقوال وغيرها في مواضع
وعليه فمن قال القرآن قديم أو كلام
الله قديم وأراد المعنى الأول أن القرآن وسائر كلام الله تعالى منزل من عنده غير مخلوق ومع ذلك فهو متعلق
بمشيئته واختياره، فمراده صحيح وإن كان الأولى والأسلم في ذلك أن يقتصر
على الألفاظ الواردة عن السلف السالمة من الإجمال واحتمال المعاني الباطلة
وإن أراد المعنى الثاني ونفى أن يتعلق كلام الله تعالى بمشيئته
واختياره فمراده باطل واللفظ الذي أطلقه أيضا مبتدع
وانظر أيضا : منهاج السنة النبوية ،
لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والله أعلم
شرح لمعة الاعتقاد لابن عثيمين الكلام
الكلام صفة من صفات الله الثابتة له
بالكتاب والسنة وإجماع السلف قال الله تعالى ... وَكَلَّمَ اللَّهُ
مُوسَى تَكْلِيمًا (النساء 164) وقوله تعالى ... مِنْهُمْ
مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ ... (البقرة 253) وقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله أن يوحي بأمره تكلم
بالوحي أخرجه ابن خزيمة وابن جرير وابن أبي حاتم وأجمع السلف على ثبوت الكلام لله فيجب إثباته له من غير تحريف
ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل وهو كلام حقيقي يليق بالله يتعلق بمشيئته بحروف وأصوات
مسموعة
والدليل على أنه بمشيئته قوله تعالى
وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ
... (الاعراف 143) فالتكليم حصل بعد
مجيء موسى فدل على أنه متعلق بمشيئته تعالى
والدليل على أنه حروف قوله تعالى يَا
موسى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ (طه 12) فإن هذه الكلمات
حروف وهي كلام الله
والدليل على أنه بصوت قوله تعالى وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ
نَجِيًّا (مريم 52) والنداء والمناجاة لا تكون إلا بصوت وروي عن عبد الله بن
أنيس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يحشر الله الخلائق فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من
قرب أنا الملك أنا الديان علقه البخاري بصيغة التمريض قال في الفتح وأخرجه
المصنف في الأدب المفرد وأحمد وأبو يعلي في مسنديهما وذكر له طريقين آخرين
وكلام الله تعالى قديم النوع حادث الآحاد
ومعنى قديم النوع أن الله لم يزل ولا يزال متكلماً ليس الكلام حادثاً منه بعد أن لم
يكن ومعنى حادث الآحاد أن آحاد كلامه أي الكلام المعين المخصوص حادث لأنه متعلق بمشيئته
متى شاء تكلم بما شاء كيف شاء
المخالفون لأهل السنة في كلام الله
تعالى خالف أهل السنة في كلام الله طوائف نذكر منها طائفتين
الطائفة الأولى الجهمية قالوا ليس الكلام من صفات الله وإنما هو خلق من
مخلوقات الله يخلقه الله في الهواء أو في المحل الذي يسمع منه وإضافته إلى الله إضافة
خلق أو تشريف مثل ناقة الله وبيت الله
ونرد عليهم بما يلي
1- أنه خلاف
إجماع السلف
2- أنه خلاف
المعقول لأن الكلام صفة للمتكلم وليس شيئاً قائماً بنفسه منفصلاً عن المتكلم
3- أن موسى سمع الله يقول إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي ...
(طه 14) ومحال أن يقول ذلك أحد إلا الله سبحانه وتعالى
الطائفة الثانية الأشعرية قالوا كلام الله معنى قائم بنفسه لا يتعلق بمشيئته
وهذه الحروف والأصوات المسموعة مخلوقة للتعبير عن المعنى القائم بنفس الله
ونرد عليهم بما يلي
1- أنه خلاف إجماع السلف
2- أنه خلاف الأدلة لأنها تدل على أن
كلام الله يسمع ولا يسمع إلا الصوت ولا يسمع المعنى القائم بالنفس
3- أنه خلاف المعهود لأن الكلام المعهود
هو ما ينطق به المتكلم لا ما يضمره في نفسه
تعليق كلام المؤلف في فصل الكلام
قوله متكلم بكلام قديم يعني قديم النوع
حادث الآحاد لا يصلح إلا هذا المعنى على مذهب أهل السنة والجماعة وإن كان ظاهر كلامه
أنه قديم النوع والآحاد
قوله سمعه موسى من غير واسطة لقوله
تعالى وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ (طه
13)
قوله وسمعه جبريل لقوله تعالى قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ ... (النحل 102)
قوله ومن أذن له من ملائكته ورسله أما
الملائكة فلقوله صلى الله عليه وسلم ولكن ربنا إذا قضى أمراً سبح حملة العرش ثم يسبح أهل السماء
الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل السماء الدنيا فيقول الذين يلون حملة العرش لحملة
العرش مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ فيخبرونهم الحديث رواه مسلم وأما الرسل فقد
ثبت أن الله كلم محمداً صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج
قوله وإنه سبحانه يكلم المؤمنين ويكلمونه
لحديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله لأهل الجنة يا أهل الجنة
فيقولون: لبيك ربنا وسعديك الحديث متفق عليه
قوله ويأذن لهم فيزورونه لحديث أبي
هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أهل الجنة إذا دخلوا فيها نزلوا بفضل أعمالهم ثم يؤذن لهم
في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيزورون ربهم... الحديث رواه ابن ماجه
والترمذي وقال غريب وضعفه الألباني
وقوله وقال ابن مسعود إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل
السماء وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أثر ابن مسعود لم أجده بهذا
اللفظ وذكر ابن خزيمة طرقه في كتاب التوحيد بألفاظ منها سمع أهل السموات للسموات صلصلة
وأما المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو من حديث النواس بن سمعان مرفوعاً إذا أراد الله أن يوحي بأمره تكلم
بالوحي فإذا تكلم أخذت السماوات منه رجفة، أو قال رعدة شديدة من خوف الله، فإذا سمع
ذلك أهل السماوات صعقوا.. الحديث رواه ابن خزيمة وابن أبي حاتم
القول في القرآن
القرآن الكريم من كلام الله تعالى منزل
غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود فهو كلام الله حروفه ومعانيه دليل أنه من كلام الله قوله
تعالى وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ
حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ... (التوبة 6) يعني القرآن
ودليل أنه منزل قوله تعالى تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ ...
(الفرقان 1) ودليل أنه غير مخلوق قوله تعالى أَلا لَهُ
الْخَلْقُ وَالأَمْر فجعل الأمر غير الخلق والقرآن من الأمر لقوله تعالى وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ... (الشورى
52) وقوله تعالى ذَٰلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ ... (الطلاق 5)
ولأن كلام الله صفة من صفاته وصفاته غير مخلوقة ودليل أنه منه بدأ أن الله أضافه إليه
ولا يضاف الكلام إلا إلى من قاله مبتدئاً ودليل أنه إليه يعود أنه ورد في بعض الآثار
أنه يرفع من المصاحف والصدور في آخر الزمان
القرآن حروف وكلمات
القرآن حروف وكلمات وقد ذكر المؤلف
رحمه الله لذلك أدلة ثمانية
1- أن الكفار قالوا إنه شعر ولا يمكن
أن يوصف بذلك إلا ما هو حروف وكلمات
2- أن الله تحدى المكذبين به أن يأتوا
بمثله ولو لم يكن حروفاً وكلمات لكان التحدي غير مقبول إذ لا يمكن التحدي إلا بشيء
معلوم يدرى ما هو
3- أن الله أخبر بأن القرآن يتلى عليهم
وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ
لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ... (يونس
15) ولا يتلى إلا ما هو حروف وكلمات
4- أن الله أخبر بأنه محفوظ في صدور
أهل العلم ومكتوب في اللوح المحفوظ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ
فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ... (العنكبوت 49) وقوله تعالى إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (الواقعة 77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ
(الواقعة 78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (الواقعة 79) ولا يحفظ
ويكتب إلا ما هو حروف وكلمات
5- قول النبي صلى الله عليه وسلم من
قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف منه عشر حسنات ومن قرأه ولحن فيه فله بكل حرف حسنة صححه المؤلف ولم يعزه ولم أجد من خرجه
6- قول أبي بكر وعمر إعراب القرآن أحب
إلينا من حفظ بعض حروفه
7- قول علي رضي الله عنه من كفر بحرف
منه فقد كفر به كله
8- إجماع المسلمين كما نقله المؤلف
على أن من جحد منه سورة أو آية، أو كلمة أو حرفاً متفقاً عليه فهو كافر
وعدد سور القرآن (114) منها (29) افتتحت
بالحروف المقطعة
أوصاف القرآن
وصف الله القرآن الكريم بأوصاف عظيمة
كثيرة ذكر المؤلف منها ما يلي
1- أنه كتاب الله المبين أي المفصح
عما تضمنه من أحكام وأخبار
2- أنه حبل الله المتين أي العهد القوي
الذي جعله الله سبباً للوصول إليه والفوز بكرامته
3- أنه سور محكمات أي مفصل السور كل
سورة منفردة عن الأخرى والمحكمات المتقنات المحفوظات من الخلل والتناقض
4- أنه آيات بينات أي علامات ظاهرات
على توحيد الله وكمال صفاته وحسن تشريعاته
5- أن فيه محكماً ومتشابهاً فالمحكم
ما كان معناه واضحاً والمتشابه ما كان معناه خفياً ولا يعارض هذا ما سبق برقم (3) لأن
الإحكام هناك بمعنى الإتقان والحفظ من الخلل والتناقض وهنا بمعنى وضوح المعنى وإذا
رددنا المتشابه هنا إلى المحكم صار الجميع محكماً
6- أنه حق لا يمكن أن يأتيه الباطل
من أي جهة لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ
مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ
7- أنه بريء مما وصفه به المكذبون به
من قولهم إنه شعر وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي
لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ (يس 69) وقول بعضهم إِنْ هَذَا
إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (المدثر 24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ
الْبَشَرِ (المدثر 25) فقال الله متوعداً هذا القائل لقوله تعالى سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (المدثر 26)
8- أنه معجزة لا يمكن لأحد أن يأتي
بمثله وإن عاونه غيره قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ
عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (الإسراء 88)
ولهذا كانت عقيدة أهل السنة والجماعة
أن الله يتكلم بكلام حقيقي متى وكيف شاء بما شاء بحرف وصوت لا يُمَاثِلُ أصوات المخلوقين
والدليل على أنه لا يُمَاثِل أصْوَاتَ المَخْلُوقين قوله تعالى ليس كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وهو السَمِيعُ البَصِير (الشورى 11)
فَعُرِفَ ابْتِداءً أن هذه العقيدة هي عقيدة أهل السنة والجماعة وأهل السنة والجماعة
يَعْتَقِدون أن القرآن كلام الله ومن الأدلة على هذا الاعتقاد قول الله تعالى وإنْ أحَدٌ من المشْرِكين استجارك فأجِرْه حتى يَسْمَع
كلام الله (التوبة 6) والمراد القرآن بالاتفاق وأضاف الكلام إلى نفسه فدل على أن القرآن
كلامه
10- الرد على رأى اهل السنة والجماعة
1- من الاقوال السابقة الدليل
الوحيد من القراّن الذى استند الية فى نفى خلق القراّن هو قوله تعالى ... أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ
... (الاعراف 54)
* والأدلة
على أنه غير مخلوق قوله تعالى ... أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ... (الاعراف 54) فجعل الخلق شيئاً و الأمر شيئا آخر
لأن العطف يقتضي المغايرة والقرآن من الأمر بدليل قوله تعالى وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا
إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ
وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ...
(الشورى 52) فإذا
كان القرآن أمراً وهو قسيم للخلق صار غير مخلوق لأنه لو كان مخلوقاً ما صح التقسيم
فهذا هو الدليل من القرآن
بدأ
الكلام بالادلة ولم نرى الا دليلا واحد من القراّن ان صح ان
يكون دليلا والقول بان العطف يقتضى المغايرة من اى قواعد لغوية اتى بها ربما يقصد
الواو الفاصلة ولا ينطبق عليها شروط الواو
الفاصلة التى تفصل
الصفات المفردة بالواو إذا كان يصعب أو يستحيل اجتماع هذه الصفات في الموصوف
الواحد المنفرد في الوقت نفسه في الأحوال العادية وتفصل جموع
الصفة بالواو إذا كان يصعب أو يستحيل اجتماع هذه الصفات في الموصوف الواحد ضمن
الجماعة في الوقت نفسه في الأحوال العادية ولا
تفصل الصفات المفردة أو جموع الصفة بالواو فيما عدا ذلك
ماذا عن قول الله تعالى وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ
مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (الأحزاب 7) وقوله تعالى رَّبِّ
اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
... (نوح 28) وقوله تعالى قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي
وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ... (يوسف 86) وقوله تعالى أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ
وَرَحْمَةٌ ... (البقرة 157) وقوله تعالى لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (طه 107)
الواو تفيد المشاركة
بين المعطوف والمعطوف عليه في الحكم والإِعراب مثل سافر أَحمد وسليم ولا تدل على ترتيب بينهما
ولا تعقيب إِذ يمكن أَن يكون أَحمد سافر قبل أَو سليم سافر قبل كما يمكن أَن يكونا
سافرا معاً
ولا يجوز أَن يعطف بغير الواو بعدما لا يكون إلا من متعدد كأَفعال
المشاركة اختصم بكرٌ وزيدٌ جلست بين أَخي وأَبي
هي أصل حروف العطف وأم بابها بدليل أنها لا توجب إلا الاشتراك بين
شيئين فقط في حكم واحد وسائر حروف العطف توجب زيادة حكم على ما توجيه الواو
الواوُ العاطفة
معناها
مُطلق الجمع فتعطف الشيء على مُصاحبه وتجمعُ بينَهما
وتتميّزُ
الواوُ العاطفةُ وتنفردُ عن سائر أحرف العطف بأحكامٍ منها احتمالُ معطوفها للمعاني
الثلاثة السابقة أن تجمعَ بين المتعاطفينِ أو تعطف الشيء على سابِقه أو تعطفَه على
لاحقِه اقترانها بإمّا نحو إما شاكراً وإما كفوراً اقترانها بلا إن سُبِقَت
بنفي نحو ما قام زيدٌ ولا عمرٌو ومنه قولُه تعالى وما أموالُكمْ ولا أولادكمْ
بالتي تُقرّبُكمْ عندنا زُلفى ولا يجوز نحو قام زيدٌ ولا عمرو وإنما جاز ولا الضّالّين لأن غير تدلّ على معنى
النّفي غير المغضوب عليهم معنى النفي اقترانها بلكن نحو ما كانَ محمّد أبا أحدٍ من
رجالِكم ولكنْ رسولَ الله أي ولكن كان رسولَ الله عطف الصفات المفرقة مع
اجتماع منعوتها كقوله بكيتُ وما بُكا رجلٍ حزينٍ على ربعين مسلوبٍ وبالِ عطف ما لا
يستغنى عنه كاختصمَ زيدٌ وعمرو واشتركَ زيدٌ وعمرو وهذا دليلٌ على عدمِ إفادتِها
التّرتيبَ بالضّرورة ومن ذلك جلستُ بين زيدٍ وعمرٍو وتشاركها في هذا الحكم أم
المتصلة في نحو سواءٌ علي أقمتَ أم قعدتَ فإنها عاطفة لِما لا يستغنى عنه عطف
العام على الخاص نحو ربِّ اغفرْ لي ولوالديَّ ولمنْ دخلَ بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات وعطف الخاصّ على العامّ
نحو وإذْ أخذْنا من النّبيّينَ ميثاقَهُم ومنكَ ومن نوح الآية عطف الشيء على
مُرادفه نحو إنما أشكو بثّي وحزني الى الله ونحو أولئكَ عليهمْ صلواتٌ منْ
ربِّهم ورحمةٌ ونحو لا َرى فيها عِوجاً ولا أمْتاً وقوله عليه الصلاة
والسلام لِـيَـلِـني منكم ذَوو الأحلام والنُّهى رواه مسلم في صحيحه عن ابنِ مسعود
رضي الله عنه
وخلق القراّن ليس مستحيل لقوله تعالى ... وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (هود 4) وقوله تعالى
... إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (آل
عمران 165)
القراّن الكريم كلام الله المُنزّل
على رسوله محمّد صلّى الله عليه وسلّم وحْيًا بواسطة جبريل عليه السّلام هُدىً لِلنَّاسِ
المكتوب في المصاحف والمحفوظ في الصُّدور عدد سوره 114 سورة ويُقسَّم إلى 30 جزءًا
وَعَدَدُ آيَاتِهِ 6236 آيَةٍ وهو المصدر الأوَّل من مصادر التَّشريع الإسلاميّ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
(يوسف 2) وكل اياتة ذكرت مرتين الا ما ندر
والقراّن ابداع ادبى اياتة احكمت ثم فصلت من لدن عليم خبير لقوله تعالى الر كِتَابٌ
أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ
ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ
حَكِيمٍ خَبِيرٍ (هود 1) متكامل غير متناقض واخبرنا العليم القدير بان فية
من كل شئ مثلا لقوله تعالى وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ
لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (الكهف
54) وقوله
تعالى وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ
مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (الإسراء 89) وقوله
تعالى وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ
مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَّيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ
أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (الروم 58) وقوله
تعالى وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ
مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (الزمر 27) وقوله
تعالى وَمَا كَانَ هَٰذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ
مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ
لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (يونس 37) وقوله تعالى لَوْ أَنزَلْنَا
هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ
اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (الحشر
21) وقوله
تعالى نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ
(يوسف 3) وقوله
تعالى وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ
هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا (الكهف
45)
فابدع الخالق فانزل الينا كتاب محكم
الايات فصلت لقوم يتذكرون ومن كل مثل لمن يستنبطونة لقوله تعالى ... وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ
وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ
وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا
قَلِيلًا (النساء 83) وقوله تعالى وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ
وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (البقرة 4) والابداع خلق
قوله تعالى وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ
إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا
وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
(المائدة 7) والنعمة مخلوقات الخالق العليم
2- القول بان هل كلام الله جل فى
علاه ازلى تدبر قول الله تعالى إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
(يس 82) وقوله تعالى إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (مريم 35)
وقوله تعالى بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا
قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا
يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (البقرة 117) فيتبين لنا يقينا بان كلام الله
ازلى من ازلية مشيئته فعندما يشاء الله امرا فانما يقول له كن فيكون والقول يعنى
الكلام
3- الاصرار على ان القراّن كلام
الله بما قد يوحى بان القراّن ليس بمخلوق كأنما القول بان القراّن كلام الله دليل
نفى ان يكون القراّن مخلوق واتفق فى ان القراّن كلام الله لقوله تعالى وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ
ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ (التوبة 6) وقوله تعالى أَفَتَطْمَعُونَ أَن
يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ
مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (البقرة 75) وقوله تعالى سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ
إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ
اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ
بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا (الفتح 15) قال تعالى ... وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (النساء 87) وقال تعالى ... وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (النساء 122( فمن
يشك ان القراّن كلام الله جل فى علاه فهو لايؤمن بكتاب الله ولكن القول بان القراّن كلام الله
لاتنفى بالضرورة ان يكون القراّن مخلوقا
تدبر قول ابليس كما اعلمنا الله
العزيز العليم فى قوله تعالى وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ
وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ
وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا
مُّبِينًا (النساء 119) فقوله فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ
نفهم بان مخلوقات الله يمكن للانسان تغيرها
اذا كل ما امكن البشر تغيره هو مخلوق
وقد اعلمنا الله تعالى بان الانسان
قد حرف كلماتة فى التوراة والانجيل لقوله تعالى أَفَتَطْمَعُونَ
أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ
مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (البقرة 75) وقوله تعالى وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ
لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ
وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ
اللَّهِ وَيَقُولُونَ
عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (آل عمران 78) وقوله
تعالى فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ
ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ
لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ (البقرة
79)
تدبر قوله تعالى أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا
إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ
لَكَافِرُونَ (الروم 8)
دلالة مَا الكل وليس
البعض وقوله تعالى وَمَا بَيْنَهُمَا نفهم منها ان كل الذى بين السماوات والارض مخلوق والقراّن
الكريم موجود كذلك بالارض وقوله تعالى كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا
فَانٍ (الرحمن 26)
4- *
والأدلة على أنه منزل ما
يأتي قول الله عز وجل شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي
أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ... (البقرة 185) وقوله تعالى إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (القدر 1) وقوله
تعالى وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ
عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا (الاسراء 106) وقوله تعالى وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا
يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (النحل
101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ
آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ (النحل 102) وقوله تعالى وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ
لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ
(النحل 103) والذي
يبدل آية مكان آية هو الله سبحانه وتعالى
كما انة يقينا كلام الله فيقينا
منزل من عند الله وصرحة ووضوح الايات الدالة على ذلك لا تترك مجالا لاجتهاد لمن
يؤمن بالله ولكن سياق الكلام يوحى للقارئ بان تأكيد ان القراّن منزل من الله
العليم القدير دليل نفى خلق القراّن كما لو كان هنالك من الادلة فى كتاب الله ما
يوحى بذلك على العكس هنالك الكثير من الادلة تؤيد خلق القراّن
5- *
أن الله أخبر بأنه محفوظ في صدور أهل العلم ومكتوب في اللوح المحفوظ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
... (العنكبوت 49) وقوله تعالى إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ
(الواقعة 77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (الواقعة 78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ
(الواقعة 79) ولا يحفظ ويكتب إلا ما هو حروف وكلمات
اذا تدبرنا قوله تعالى لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (الواقعة 79) ظاهر
الاية هو امر من الله العزيز الجبار بان لا يلمسة بيدة الا متطهر وقوله تعالى لَّا يَمَسُّهُ ... (الواقعة 79) اكثر بلاغة من اللمس لان
الانسان يمكن ان يلمس الاشياء بيدية او بكامل جسدة وقد يكون اللمس لفترة طويلة او
قصيرة اما دلالة المس باقل ما يمكن من جسد الانسان مثل طرف اصبعه او مثل ماس
الكهرباء فتكفى اقل من ثانية لمعرفة النتيجة والمس يكون فقط لفترة زمنية قصيرة جدا
وهو امر مفرغ منة لكن هل يمكن استنباط دلالة اخرى من قوله تعالى لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (الواقعة 79)
ما يمكن استنباطة هو اذا اردت ان
تمس فلا بد ان يكون هنالك شئ موجود تمسة فلا يمكن ان تمس صفة من صفات الله جل فى
علاه ولكن يمكن ان تمس مخلوقات الله جل فى علاه
فيقول قائل لكن الله سبحانة وتعالى
هو العادل وهى صفة من صفات الله جل فى علاه ويستطيع الانسان ان يكون عادلا فنقول
ليس هنالك مس بين الله العادل وعدل الانسان لان المس هو وجوب التلاقى عند نقطة
واحدة على الاقل فاين يمكن ان يتلاقى عدل الانسان بالله العادل
6- * أنه معجزة لا يمكن لأحد أن يأتي بمثله
وإن عاونه غيره قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ
عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (الإسراء 88)
ولهذا كانت عقيدة أهل السنة والجماعة
أن الله يتكلم بكلام حقيقي متى وكيف شاء بما شاء بحرف وصوت لا يُمَاثِلُ أصوات المخلوقين
والدليل على أنه لا يُمَاثِل أصْوَاتَ المَخْلُوقين قوله تعالى ليس كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وهو السَمِيعُ البَصِير (الشورى 11)
فَعُرِفَ ابْتِداءً أن هذه العقيدة هي عقيدة أهل السنة والجماعة وأهل السنة والجماعة
يَعْتَقِدون أن القرآن كلام الله ومن الأدلة على هذا الاعتقاد قول الله تعالى وإنْ أحَدٌ من المشْرِكين
استجارك فأجِرْه حتى يَسْمَع كلام الله (التوبة 6) والمراد القرآن بالاتفاق
وأضاف الكلام إلى نفسه فدل على أن القرآن كلامه
مرة اخرى لايستطيع ان يدعى مؤمن بان القراّن ليس بكلام
الله او انة منزل من عند الله لوضوح وصريح الايات الدالة على ذلك الاختلاف ليس فى ان القراّن كلام الله ام انة منزل الاختلاف هل هو مخلوق ام لا
اذا تدبرنا قوله تعالى ... أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا
الْقُرْآنِ ... (الاسراء 88) وقوله تعالى ليس كَمِثْلِهِ
شَيْءٌ ... (الشورى 11) اى ليس كمثلة فى ذاتة او فى صفاتة لانة اذا كان
كلام القراّن من صفات الله العزيز المتعال وحاشا لله تعالى ربى له الصفات الحسنى لكان
القول ... أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ
هَٰذَا الْقُرْآنِ ... (الاسراء 88) فى غير محلة لان معناها ان يأتوا بصفة
من صفات الله وحاشا لله وكان قوله تعالى ليس كَمِثْلِهِ شَيْءٌ
... (الشورى 11) يكفى وقوله تعالى ... أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ ... (الاسراء 88) تعنى ان يخلقوا مثل هذا القراّن
اذا كان كلام الله صفة من صفات الله فكيف يأتون بصفة من
صفات الله ؟
وقوله تعالى ... بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ
... (الاسراء 88) اى بمثل ذلك الذى امامكم ولا يكون امامنا الا مخلوق لقوله تعالى ... لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ... (الإسراء 88) فلا يأتى
بمثلة الا الله العزيز العليم لقوله تعالى وَلَمَّا
جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ
عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ ... (البقرة 89) وقوله
تعالى وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ
فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ
(المائدة 43) اى كيف يحكمونك وعندهم مثل ما عندك كتاب الله فية حكم الله وقال
تعالى الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا
عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ
الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ
عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ... (الأعراف 157) ولكن يزيد القراّن
على ذلك ... وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ
الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ
الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الأعراف 157)
11- هل القراّن مخلوق
القول بان القراّن كلام الله لاتنفى بالضرورة ان يكون
القراّن مخلوقا
1- لكى نحكم بان القراّن مخلوق ام
لا فيجب ان نرى هل كل شروط المخلوق تنطبق علية ام لا
قوله تعالى الر كِتَابٌ
أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ
ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ
حَكِيمٍ خَبِيرٍ (هود 1)
وقوله ...
كِتَابٌ أُحْكِمَتْ
آيَاتُهُ ...
(هود 1) يعني هذا الكتاب الذي أنـزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
وهو القرآن
ورفع قوله ... كِتَابٌ
... (هود 1) بنيّة هذا كتاب
وأما قوله ... أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ ... (هود 1) فإن أهل التأويل اختلفوا
في تأويله فقال بعضهم تأويله
أحكمت آياته بالأمر والنهي
ثم فصلت بالثَّواب والعقاب
ذكر من قال ذلك
حدثني يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا هشيم
قال أخبرني أبو محمد الثقفي عن الحسن في قوله تعالى ... كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ ... (هود 1) قال أحكمت بالأمر والنهي وفصلت بالثواب والعقاب
حدثنا ابن حميد قال حدثنا عبد الكريم
بن محمد الجرجاني عن أبي بكر الهذلي عن الحسن الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ ... (هود 1) قال أحكمت في الأمر والنهى وفصلت بالوعيد
حدثني المثنى قال حدثنا إسحاق قال حدثنا
عبد الله بن الزبير عن ابن عيينة عن رجل عن الحسن الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ... (هود 1) قال
بالأمر والنهي ثُمَّ فُصِّلَتْ ... (هود 1) قال بالثواب
والعقاب
ونحن لسنا بصدد تفسير الاية
الكريمة ولكننا بصدد قراءة مدلولاتها فقوله تعالى ... أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ ... (هود 1)
ثُمَّ
حرف عطف يدل على الترتيب
مع التراخى فى الزمن فهنالك عمليتين قد اجريتا للكتاب الاولى احكام اياتة والثانىة تفصيل الايات
للكتاب وهذا يعنى ابداع
المولى العليم القدير فى الكتاب بان ...
أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ
ثُمَّ
فُصِّلَتْ
مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (هود 1) والابداع خلق
خَلَقَ : أَبْدَعَ
لقوله تعالى اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
... (السجدة 4) وقوله تعالى بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ ... (البقرة 117)
2- اعتمد القراّن الكريم فى كثير
من القصص التى حكيت على فعل البشر وان فعل البشر شئ اخر غير الذى ذكر فى القراّن
لتغير القول
مثل
* قوله تعالى اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ
إِنَّهُ طَغَىٰ (طه 24) فلولا ان فرعون طغى ما كانت للاية وجود
* قوله تعالى فَقُلْنَا اذْهَبَا
إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا (الفرقان
36) فلولا تكذيبهم ما دمرها الله العزيز الجبار لا يوجد سبب لنزول الاية
* قوله تعالى وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ
لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن
تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي
فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا فَلَمَّا
أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (الأعراف
143) اذا لم يقول موسى رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ لاستقر الجبل مكانه لا
يوجد سبب لنزول الاية
* قوله تعالى وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ
مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ
لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (الأعراف
148) اذا لم يفعل ذلك قوم موسى لا يوجد سبب لنزول الاية وكثير من الايات كذلك
مما سبق يتضح لنا لولا فعل البشر
على النحو الذى ذكر لتغيرت كثير من الايات او ان كثير من الايات لا يوجد سبب
لوجودها وقد يقول قائل بان القراّن كان موجودا قبل حتى خلق البشر فنقول اذا كتب
بقدرة الله الخبير العليم للغيب لقوله تعالى إِنَّ اللَّهَ
عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ
وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ
مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا
تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (لقمان 34) وقوله
تعالى وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ
جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ
كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (الرعد
42) وقوله تعالى وَقَالَ
الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ
عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ
عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن
ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (سبأ 3)
3- ان القراّن الكريم يحتوى على
كلام من مخلوقات الله قد اعلمنا الله بها
مثل
الناس المؤمنين والكفار والانبياء
والرسل والملائكة واهل الجنة واهل النار والنمل والهدهد والذى عندة علم الكتاب والسماء
والارض والنار حتى ابليس لعنة الله علية
* اعلمنا الله تعالى قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ
بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن
كُنتُمْ فَاعِلِينَ (يوسف 10) قول احد اخوة يوسف
* اعلمنا الله تعالى رَّبَّنَا إِنَّنَا
سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا
فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ
(آل عمران 193) قول المؤمنين
* اعلمنا الله تعالى وَقَالَ
الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ
الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ
وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (سبأ 3) قول الذين كافروا
* اعلمنا الله تعالى وَقَالُوا
رَبَّنَا إِنَّا
أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (الأحزاب 67) قول تبع الكافرين
* اعلمنا الله تعالى إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ
لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (البقرة 131) قول ابراهيم
* اعلمنا الله تعالى إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا
إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ
هُدًى طه (10) قول موسى
* اعلمنا الله تعالى قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي
نَبِيًّا (مريم 30) قول
المسيح ابن مريم
* اعلمنا الله تعالى إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ
يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى
ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (آل عمران
45) قول الملائكة
* اعلمنا الله تعالى وَإِذْ قَالَ
رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا
مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ
لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (البقرة 30) قول الملائكة
* اعلمنا الله تعالى وَنَادَىٰ أَصْحَابُ
الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ
وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ
أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ
الأعراف (44) قول اصحاب الجنة واصحاب النار
* اعلمنا الله تعالى يَوْمَ يَقُولُ
الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ
قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ
بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ (الحديد
13) قول المنافقون والمنافقات
* اعلمنا الله تعالى حَتَّىٰ إِذَا
أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا
مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
(النمل 18) قول النمل
* اعلمنا الله تعالى فَمَكَثَ غَيْرَ
بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ
(النمل 22) قول الهدهد
* اعلمنا الله تعالى قَالَ الَّذِي
عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ
طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي
أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ
فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (النمل 40) قول الذى عندة علم الكتاب
* اعلمنا الله تعالى ثُمَّ اسْتَوَىٰ
إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ
كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا
طَائِعِينَ (فصلت 11) قول السماء والارض
* اعلمنا الله تعالى يَوْمَ نَقُولُ
لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ (ق 30) قول
النار
4- من شروط المخلوق انه يحتاج الى قدرة الخالق
اما رزقا او مغفرة او
حفظا او كل ذلك
فتدبر قوله تعالى وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا
هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ
وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ
الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (آل عمران 78) وقوله تعالى مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا
يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ
سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ
وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ
وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ
فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (النساء 46) وقوله تعالى أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ
اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
(البقرة 75)
ولما كان القراّن الدستور الذى
ارتضاه الخالق العليم للناس واخر الذكر
الى يوم يبعثون لقوله تعالى الْيَوْمَ
يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا
... (المائدة 3) فكان
حتما ان يحفظة الله الحافظ القدير من العبث بكلمتة وحروفة وحتى تشكيل حروفة الا
بما شاء او اخفاء بعض منة ولقوله تعالى إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر 9)
فعلمنا ان القراّن فى حاجة لقدرة
الخالق لحفظة والدليل على ذلك ما كان للتوراة والانجيل لقوله تعالى وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ
لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ
وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ
اللَّهِ وَيَقُولُونَ
عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (آل عمران 78) وقوله
تعالى أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ
فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ
كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ
يَعْلَمُونَ (البقرة 75)
5- ومنها
ان المخلوق له بداية ونهاية وقوله تعالى أَفَتَطْمَعُونَ أَن
يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ
مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (البقرة 75) دليل على ان
التورات والانجيل كلام الله وقوله تعالى إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ
يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا
لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ
اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا
تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ
الْكَافِرُونَ (المائدة 44) وانتهى العمل بالتورات بعد نزول الانجيل
وكذلك انتهى العمل بالانجيل بعد نزول القراّن لقوله تعالى الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ
فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ
الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ
عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ
عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ
الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الأعراف 157)
القرءان
لة بداية من وقت ما اراد الله سبحانة وتعالى خلق البشر فالقراّن شريعة للانس والجن
ارتضاها الله سبحانه وتعالى لهم بالحياة الدنيا
وهو دستورهم فى الحياة الدنيا لمن اراد الفوز بالجنة والنجاة من النار لما بة من
بشرى للفوز بالجنة اذا اتبعت ما امرك الله ووعيد للظالمين لانفسهم وما بة من احكام
والحلال والحرام والقصص لاخذ الموعظة فيكون دستورا فيعدل النفس الامارة بالسوء
بالبشرى اذا صبروا والوعيد اذا اتبعوا شياطينهم
فهل سينتهى العمل بالقراّن؟ ومتى سينتهى العمل بالقراّن
بعد محاسبة الانس والجن وكلا عرف مستقرة فلن يكون القرءان
شريعة اهل الجنه لقوله تعالى وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ
وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ
لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا
أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (الأعراف 43) حيث
لا ضغينة ولا اثم بالجنه لقوله
تعالى لَا يَسْمَعُونَ
فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (الواقعة 25) ولن
يكون شريعة اهل النار لقوله تعالى فَيَوْمَئِذٍ لَّا يَنفَعُ
الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (الروم 57) فلا
توبة لاهل النار
بالتأكيد سينتهى العمل بالقراّن
بعد ان نحاسب بة يوم القيامة ويوم تبلى السرائر *يمكن الاطلاع على (الجنة – النار – العدم)
لقوله تعالى وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً
لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (الأنعام 115) فالقراّن
يهدى الى الحق لقوله تعالى قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا
كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى
الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ (الأحقاف 30) وقوله تعالى إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ
لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا
(النساء 105) وقوله تعالى لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ
فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (مريم 62) وقوله تعالى لَّا يَسْمَعُونَ
فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (النبأ 35) فاحكام القراّن تعطلت فلا وجود لشياطين الجن والانس
ليوسوس لاهل الجنة ولا ضغينة فى الصدور ولا حدود تقام ولا معصية ترتكب هذا لاهل
الجنة واما اهل النار فلا تقبل منهم توبة ولا يستعتبون
فيقول قائل لكن ربما بعث الله
مخلوقات مكلفة مثل الناس بعد قيامة الناس فيكون لهم دستور فنقول لايعيد الله نفسة
سبحانة وتعالى كل يوم هو فى شأن لقوله تعالى يَسْأَلُهُ مَن
فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (الرحمن 29) والله
فعال لما يريد والاعادة نقص فى قدرة الابداع فتضطر للاعادة
6- لكن الجنة مخلوق من مخلوقات
الله جل فى علاه لها
بداية عندما خلقها العليم القدير ولكن ليست لها نهاية فقد اعلمنا اللطيف
الخبير العليم القدير بان
عمر الجنة لانهائى الى ابد الابدين فى قوله تعالى لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ ۖ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
(الانعام 127) ودار السلام تعنى لا هلاك لقوله تعالى لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ ۖ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ
(الدخان 56) وقوله تعالى وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا
فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا
شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً
غَيْرَ مَجْذُوذٍ (هود 108) وقوله تعالى خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (الكهف 102)
وقوله تعالى خَالِدِينَ فِيهَا ۚ حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا
(الفرقان 76) وقوله تعالى أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا
وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (الفرقان 75) وقوله تعالى
خَالِدِينَ فِيهَا ۚ حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (الفرقان 76) وقوله
تعالى يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ
وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا
نَعِيمٌ مُقِيمٌ (التوبة 21) وقوله تعالى سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ
(هود 24) وقوله تعالى قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا
شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ
أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا
(الكهف 2) وقوله تعالى مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (الكهف 3) وقوله تعالى قُلْ أَذَٰلِكَ
خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ
الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۚ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا (الفرقان 15) وقوله تعالى
لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا
(الفرقان 16) وقوله تعالى وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ
وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا
وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ
(هود 22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ
مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ
عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (هود 23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ
(هود 24) والعَاقِبَةُ : آخرُ كلِّ شيء أَو خاتمتُه وقوله تعالى وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا
ۚ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ
وَأَبْقَىٰ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (القصص 60) وقوله تعالى يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (الفجر 27) ارْجِعِي
إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً
مَرْضِيَّةً (الفجر 28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (الفجر 29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (الفجر
30)
مما سبق نعلم يقينا بان الجنة هى مستقر ومقاما لقوله تعالى حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا
وَمُقَامًا (الفرقان 76) لا موت فيها الا موتتنا الاولى لقوله تعالى لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ
... (الدخان 56) ولا
نرى لها بدلا لقوله تعالى ... لَا يَبْغُونَ عَنْهَا
حِوَلًا (الكهف 102) خالدين فيها لقوله تعالى ... خَالِدِينَ
فِيهَا أَبَدًا ... (التغابن 9) وقوله تعالى كَانَتْ
لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا (الفرقان 15) وقوله تعالى مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (الكهف 3) وذلك الفوز العظيم لقوله
تعالى ... ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (التغابن 9) تدل على الخلود الابدى
تدبر قوله تعالى هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ ... (الحديد 3) وقوله تعالى وَأَمَّا
الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ
وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ
رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (هود 108) فقوله تعالى ... إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ... (هود 108) تعنى الا اذا شاء غير ذلك
فتنتهى حياة الجنة لقوله تعالى خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ
السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا
مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (هود 107) فيكون
هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ ... (الحديد 3) ولكن مشيئته عَطَاءً
غَيْرَ مَجْذُوذٍ (هود 108) ولقوله تعالى لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا
(الفرقان 16)
7- قوله تعالى فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا
الْأَدْنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ
أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لَّا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ
إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا
مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا
تَعْقِلُونَ (الأعراف 169)
قوله تعالى ... وَرِثُوا
الْكِتَابَ ... (الأعراف 169) والمقصود بالكتاب هنا التوراة
والانجيل والقراّن لقوله تعالى ... وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ
... (المائدة 110) وقوله تعالى ... وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ
وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ... (التوبة 111) والكتاب كلام الله
فهل يورث الانسان صفة من صفات الله حاشا لله العزيز
المتعال ولكن يورث مخلوقاته لقوله
تعالى وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ
تَعْمَلُونَ (الزخرف 72) وقوله تعالى ... أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا
بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (الأعراف 43) وقوله تعالى تِلْكَ الْجَنَّةُ
الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا (مريم 63)
8- مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة 106)
الايات مخلوقات الله العليم القدير
لقوله تعالى وَمِنْ
آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم
بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ (الروم 20) وقوله تعالى وَمِنْ
آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ
لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم
مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الروم
21) وقوله تعالى وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ
لِّلْعَالِمِينَ (الروم 22) وقوله تعالى وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ
وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ
الَّذِي خَلَقَهُنَّ
إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (فصلت 37) وقوله تعالى وَمِنْ
آيَاتِهِ خَلْقُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَىٰ
جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (الشورى 29) وقوله تعالى وَمِنْ
آيَاتِهِ الْجَوَارِ
فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (الشورى 32) وقوله تعالى وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا
(الإسراء 101)
وقوله تعالى وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ
(الحج 16) وقوله تعالى بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا
إِلَّا الظَّالِمُونَ
(العنكبوت 49) وقوله
تعالى وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا
الْفَاسِقُونَ
(البقرة 99) وقوله تعالى سُورَةٌ
أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ
تَذَكَّرُونَ (النور 1) وقوله تعالى هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ
عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ
لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ
إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ (الحديد 9)
وقوله تعالى تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (لبقرة
252) وقوله تعالى تِلْكَ
آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا
لِّلْعَالَمِينَ (آل عمران 108)
فى المجموعة الاولى تدل على ان ايات الله هى مخلوقاتة على سبيل المثال البشر والسموات والارض والليل والنهار
والشمس والقمر وكل ما بث بها من دابة والجوار فى البحر كالاعلام والايات التسع
التى اتاها موسى فنفهم ان ايات الله المقصود بها مخلوقاتة
وفى المجموعة الثانية المقصود بالايات هنا كلام الله الذى انزلة ليكون فى صدور الذين اوتوا العلم وليهدى
الناس وليخرجهم من الظلمات الى النور
اذا دلت اّيات الله فى المجموعة
الاولى على مخلوقاتة فهى تدل بالضرورة فى المجموعة الثانية على مخلوقاتة
فيقول قائل ليست بالضرورة ان تدل
المجموعة الثانية على مخلوقات الله فلم تشترك المجموعتين فى قول واحد للتيقن بذلك
فنقول تدبر قوله تعالى وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ
إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (الأنعام 21) والمقصود ... أَوْ
كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ... (الأنعام 21) ان يكذب بخلق الله للسموات
والارض وكل ما ذكر فى المجموعة الاولى ومثل ما كذب قوم فرعون بايات الله التسع
او ان يكذب بكتب الله التوراة
والانجيل والقراّن وقوله تعالى تِلْكَ
آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (لبقرة
252) وقوله تعالى تِلْكَ
آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا
لِّلْعَالَمِينَ (آل عمران 108) او ان يكذب باى من اياتة التى فى كتبه
لقوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ
يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ
وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ
وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا
(النساء 150)
فعلمنا يقينا بان القراّن مخلوق
بكلمة من الله
9- *
وعليه فمن قال القرآن قديم أو كلام الله قديم وأراد المعنى الأول أن القرآن وسائر كلام الله تعالى منزل
من عنده غير مخلوق ومع ذلك فهو متعلق بمشيئته واختياره، فمراده صحيح وإن كان الأولى والأسلم في ذلك أن
يقتصر على الألفاظ الواردة عن السلف السالمة من الإجمال واحتمال المعاني
الباطلة وإن أراد المعنى الثاني ونفى أن يتعلق كلام الله تعالى بمشيئته واختياره فمراده باطل واللفظ
الذي أطلقه أيضا مبتدع
القول ونفى أن يتعلق كلام الله تعالى بمشيئته واختياره حق فالله
تعالى يتكلم وقت ما شاء وهو الذى يختار ما يتكلم عنة وكلامة عن علم مطلق فلا يقول
غير الحق وعندما يقص الله القصص فالقصة المروية هى فعل للاخرين ولان الله
لايقول الا الحق فيتوقف سرد
القصة على فعلهم
فان كانت القصة المروية هى مشيئة
الله فبذلك يكون الكفر مشيئة الله وحاشا لله لقوله تعالى إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ
وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ
أُخْرَىٰ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (الزمر 7)
فكل القصص المروية فى القراّن
الكريم تعتمد على افعال ابطالها فمشيئة الله تعالى هنا كانت فتنتة لاختبار عبده اما الاختيار من فعل
الانسان اما ان يشكر او يكفر والله يقول الحق فيقول القصة كما فعلها
اصحابها
فيقول قائل لكن الله هو القائل وَمَا
تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (التكوير 29) وقوله تعالى وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ
كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (الإنسان 30) لا
تعارض لان ما تشاءون تعنى تمنى فعل او شئ ان يحدث او لا يحدث فى المستقبل فتكون
مشيئة الله سابقة لمشيئتك فى ان تبقي حيا مثلا ولانة عالم الغيب والشهادة فمشيئتة
عن علم مطلق
10- بقى شرط واحد للجذم بان القراّن مخلوق وهو
شرط لا مناص منة لصراحة الاية ولا لبس بها فالمؤكد ان الله العليم القدير خلق من كل شئ زوجين
لقوله تعالى وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ
تَذَكَّرُونَ (الذاريات 49) فاذا كان القراّن مخلوق فاين الكتاب الاخر
واظن فى ذلك المشكلة فى عدم القبول بخلق القراّن
للاجابه على ذلك اريد ان اسأل سؤال
اذا قلت لمجموعة من البشر
ساختار من انفسكم (بضم الفاء)
(من النفس) واحد
ساختار من انفسكم (بفتح
الفاء) (من النفيس) واحد
هل ما قلته جملة واحدة ام جملتين؟
بالتاكيد هما جملتين
اذا فرضنا بانى كتبت مقطع ومرة ادخلت الجملة الاولى ثم كتبت نفس المقطع مع تغير الجملة الاولى
بالثانيه
هل ما كتبتة مقطع واحدا ام مقطعين؟
بالتاكيد هما مقطعين
اذا فرضنا بانى كتبت كتاب ومرة ادخلت المقطع الاول ثم كتبت نفس الكتاب مع تغير المقطع الاول
بالثاني
هل ما كتبتة كتاب واحدا ام كتابين؟
بالتاكيد هما كتابين
اذا ما جعلت الكتاب واحد وانما عند وجود الكلمتين اوصيت بان
تقرء مرة "انفسكم (من النفس)" ومره "انفسكم (من النفيس)"
هل
سنقول ما كتبت هو كتاب واحد ام كتابين؟ !!!
صحيح
لم يتغير ما قلت لان الاختيار وقع من نفس المجموعة
ولكن ما تغير هو ما فعلت ان عند اختيارى انفسكم (من النفس) اى من جميع من فى المجموعه اما انفسكم (من النفيس)
فقمت باختيار مجموعه
اعتقد انها انفس الموجودين ومن ثم اخترت من تلك المجموعه احسنهم
ولكن
لا اختلاف بانهم كتابين
القرءان يقرء بعشر طرق
1- قراءة نافع المدني وأشهر من روى عنه قالون و ورش
2- قراءة ابن كثير المكي وأشهر من روى عنه البزي و قنبل
3- قراءة أبي عمرو البصري وأشهر من روى عنه الدوري و السوسي
4- قراءة ابن عامر الشامي وأشهر من روى عنه هشام و ابن
ذكوان
5- قراءة عاصم الكوفي وأشهر من روى عنه شعبة و حفص
6- قراءة حمزة الكوفي وأشهر من روى عنه خلف و خلاد
7- قراءة
الكسائي الكوفي وأشهر من روى عنه أبو الحارث و حفص الدوري
8- قراءة أبي جعفر المدني وأشهر من روى عنه عيسى بن وردان و
ابن جماز
9- قراءة يعقوب المصري وأشهر من روى عنه رويس و روح
10- قراءة
خلف بن هشام البزار البغدادي وأشهر من روى عنه إسحاق بن إبراهيم و إدريس بن عبد
الكريم
ثلاث
من الطرق تغير المعنى كما فى المثال
أنواع اختلاف القراءات
الاختلاف بين القراءات جاء على عدة أنواع صنفها ابن الجزري إلى أصناف سبعة هي
1- تغيُّر الحركات للكلمة من غير
تغيُّر لمعناها وصورتها
مثل : أيحسَب و أيحسِب
2- تغير في الحركات مع تغيُّر المعنى
مثل : وادَّكَر بَعْدَ أمَّةٍ - وادَّكَرَ بعد أمَّهٍ
3- تغيُّر في الحروف مع تغيُّر المعني دون
تغيُّر صورة كتابة الكلمة
مثل: ننجِّيك ببدنك - وننحِّيك ببدنك
4- تغيُّر صورة الكتابة دون المعني
مثل : الصراط والسراط
5- تغير الصورة والمعنى معًا
مثل : يأتل - يتأل
6- في التقديم والتأخير
مثل : سكرة الموت بالحق - وسكرة الحق بالموت
7- في الزيادة والنقص
مثل : وصى وأوصى
كذلك
كل ايات القرءان الكريم مكرره اما بنفس الصيغه او بصيغه مشابها
ان الله خلق جميع المخلوقات بكلمة منه لقوله تعالى إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ
كُن فَيَكُونُ (مريم 35)
11- نحن نقدس الله الملك القدوس ونتدبر كلام الله لقوله تعالى سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ (الأعلى 10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى
(الأعلى 11) وانما تفاسير البشر غير مقدسة وتحتمل الخطأ وتحتمل الصواب لقوله
تعالى ... قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ
(البقرة 30) وقوله تعالى فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ
الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (النحل 74) ولا
تعارض فى اّيات الله العليم القدير لقوله تعالى أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ
الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا
(النساء 82)
وقوله تعالى ... قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا
تَعْلَمُونَ (البقرة 30) وقوله تعالى فَلَا
تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا
تَعْلَمُونَ (النحل 74) وقوله تعالى وَهُوَ
الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن
فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ
عَالِمُ لْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (الأنعام 73)
نفهم من الايات السابقة ان مخلوقات الله
علمها محدود ولا تعلم الغيب ولا تشهد الا ما تراه حكمها ناقص المعرفة
فيكون قولها كذب لقوله تعالى وَمَا
يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (يونس
36) وقوله تعالى قَالُوا
سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا
عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ
الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (البقرة 32) وقوله تعالى وَإِذَا
قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ
وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم
مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن
نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا
نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (الجاثية 32) وقوله تعالى ... وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ
يَعْلَمُونَ (آل عمران 78) ان الله حق وكلامة حق وعلمة حق لقوله تعالى فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ
الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (النحل 74)
يتكلم الله العزيز الخبير عن علم مطلق وعندة علم الغيب
والشهادة وهو الخبير بعباده ذو الحكمة فيكون كلامة العدل لقوله تعالى كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ... (الأنعام 12) وقوله
تعالى وَإِذَا جَاءَكَ
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ
تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (الأنعام 54)
وقول تعالى اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَمَا
تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ
شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ (الرعد 8) وقوله تعالى إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (العنكبوت
42) وقوله تعالى قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ
لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا
(الأحزاب 18) وقوله تعالى إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (الحجرات 18) وقوله تعالى أَلَمْ
يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ (العلق 14) وقوله تعالى أُولَٰئِكَ الَّذِينَ
يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل
لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا (النساء 63) وقوله تعالى وَلَقَدْ
نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ (آل عمران 123) وقوله
تعالى أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ
يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (البقرة 77) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ
وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (التوبة 78) وقوله تعالى ... وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (النساء 87) وقوله تعالى ... وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (النساء
122) فيكون العزيز الخبير اللطيف العليم القدير
المتعال الجبار هو الله من صفاتة انة يتكلم فقد أخْبَرنا الله عز وجل أنه يتكلم قال تعالى ... وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (النساء 87) وقال تعالى ... وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (النساء 122) ففي هاتين الآيتين إثبات أن الله يَتَكَلَّم
وأنّ كلامَه صِدْقٌ وحَقٌ ليس فيه كَذِبٌ بِوَجْهٍ من الوجوه ومن كلامة يخلق لقوله تعالى إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ
يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ ... (آل عمران 45) وقوله حق يقينا
القراّن مخلوق بكلمة من الله - حق
القرءان منزل من الله - حق
القرءان كلام الله -
حق
No comments:
Post a Comment