Wednesday, October 1, 2014

يسألونك عن الخمر2

يتبع ما قبلة

14- حجج علماء الشيعة فى تحريم الخمر

الجهة الأولى أن قوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (المائدة 90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (المائدة 91) من سورة المائدة وسورة المائدة هي آخر ما نزل من القرآن ترجيحا بقرينة آية إكمال الدين والولاية حيث كان رسول الله صل الله عليه وآله راجعا من مكة إلى المدينة وبقية الأقوال لا يعتد بها بعد وضوح هذه القرينة

وقد نقل ابن كثير في تفسيره روايات عدّة في تأكيد أن المائدة آخر سورة نزلت من القرآن الحكيم إذ نقل عن الترمذي والحاكم روايتهما عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال آخر سورة أُنزلت المائدة والفتح كما نقل عن الحاكم روايته عن جبير بن نفير قال حججت فدخلت على عائشة فقالت لي يا جبير تقرأ المائدة؟ فقلت نعم فقالت أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه وقد وصف الحاكم هذه الرواية أنها صحيحة على شرط الشيخين راجع تفسير ابن كثير (ج 2 ص 3)

الجهة الثانية أن الاتفاق هو على أن المائدة إنما نزلت بعد حجة الوداع ولذا نقل ابن كثير في تفسيره عن رواية أحمد وابن مردويه أنها نزلت على رسول الله صل الله عليه وآله وهو راكب على الناقة "وكادت من ثقلها تدق عنق الناقة المصدر نفسه وما بين حجة الوداع وبين استشهاد النبي الأعظم صل الله عليه وآله وسلم قرابة شهرين

وحيث لا قائل بأن قوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (المائدة 90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (المائدة 91) قد نزلت منفصلة عن سورة المائدة فيُعرف بأنها إنما كان وقت نزولها قبل شهرين تقريبا من استشهاد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم

الجهة الثالثة اتفاق روايات عدّة على أن هذه الآية إنما نزلت في ذم عمر بن الخطاب حين تعاطى الخمر وسكر وعنّفه رسول الله صل الله عليه وآله تعنيفا شديدا إلى درجة أنه ضربه بشيء كان في يده!

روى ذلك شهاب الدين الأبشيهي إذ قال قد أنزل الله تعالى في الخمر ثلاث آيات الأولى قوله تعالى يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (البقرة 220) فكان من المسلمين من شارب ومن تارك إلى أن شرب رجل فدخل في الصلاة فهجر فنزل قوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ (النساء 44) فشربها من شربها من المسلمين وتركها من تركها حتى شربها عمر رضي الله عنه فأخذ بلحى بعبير وشجّ به رأس عبد الرحمن بن عوف ثم قعد ينوح على قتلى بدر بشعر الأسود بن يعفر يقول

وكائن بالقليب قليب بدر                 من الفتيان والعرب الكرام

أيوعدني ابن كبشة أن سنحيا            وكيف حياة أصداء وهام؟!

أيعجز أن يردّ الموت عني               وينشرني إذا بليت عظامي؟!

ألا من بلغ الرحمن عني                 بأني تارك شهر الصيام!

فقل لله يمنعني شرابي                    وقل لله يمنعني طعامي!

فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج مغضبا يجر رداءه فرفع شيئا كان في يده فضربه به فقال أعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله !!! فأنزل الله تعالى إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (المائدة 92) فقال عمر انتهينا .. انتهينا !!! المستطرف لشهاب الدين الأبشيهي (ج 2 ص 291) ونقل عنه الزمخشري في ربيع الأبرار

وكان عمر أثناء نزول الآيات السابقة يحاول أن يتملص من دلالتها التحريمية رغبة في البقاء على تعاطي الخمر! فقد روى الحاكم عن أبي ميسرة قال لما نزلت تحريم الخمر قال عمر رضي الله عنه اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً فنزلت يسألونك عن الخمر والميسر التي في سورة البقرة فدعي عمر فقرئت عليه فقال اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً فنزلت التي في المائدة فدعي عمر فقرئت عليه فلما بلغ فهل أنتم منتهون قال عمر انتهينا انتهينا مستدرك الحاكم (ج 2 ص 278)

فلاحظ في الرواية قول أبي ميسرة لما نزلت تحريم الخمر أي آية تحريم الخمر ومعنى هذا أن المسلمين فهموا من الآية أنها تحرّم الخمر بدلالتها الطبيعية إلا أن عمر يصرّ على أنها قاصرة عن ذلك إلى أن نزلت الآيات الأخرى وهذا يكشف عن حب عمر وعشقه للخمر وإصراره على شربه

وقد روى نظائر هذه الرواية كل من الترمذي في سننه (ج 4 ص 319) والبيهقي في سننه (ج 4 ص 143) وأحمد في مسنده (ج 1 ص 53) وغيرهم كثير

وعندما صدر التحريم الأكيد من لدن المولى عز وجل في الآية الأخيرة امتعض عمر امتعاضا شديدا عبّر عنه بأن الخمر قد ضاعت من يده بعد اليوم حين قرنها الله تعالى بالميسر

إذ روى السيوطي عن ابن جرير عن سعيد بن جبير قال لما نزلت يسئلونك عن الخمر والميسر الآية كرهها قوم لقوله فيهما إثم كبير وشربها قوم لقوله ومنافع للناس حتى نزلت يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فكانوا يدعونها في حين الصلاة ويشربونها في غير حين الصلاة حتى نزلت إنما الخمر والميسر الآية فقال عمر ضيعةٌ لك اليوم قُرنت بالميسر الدر المنثور (ج 2 ص 317)

وحيث قد عرفت هذه الجهات الثلاث فيثبت عندك أن عمر بن الخطاب استمرّ في شرب الخمر في الجاهلية وفي الإسلام حتى شهرين قبل استشهاد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم هذا على أقل تقدير لأنه لم يعبّر عن انتهائه شربها إلا حين نزلت الآية الأخيرة في المائدة وهي آخر سورة نزلت من القرآن الحكيم قبل شهرين من الاستشهاد النبوي

وقد استمر عمر في شرب الخمر تحت عنوان النبيذ وقد استفاضت الروايات عند المخالفين في ذلك فمنها ما رواه المتقي الهندي عن أنس قال كان أحب الطعام إلى عمر الثفل وأحب الشراب إليه النبيذ كنز العمال (ج 12 ص 626)

بل إن عمر كان مغرما حتى الثمالة بالنبيذ فقد رُوي أنه قد أُتي بنبيذ الزبيب فدعا بماء وصبّه عليه ثم شرب وقال إن لنبيذ الطائف غراما المبسوط (ج 24 ص 8)

وكان تبرير عمر من شربه للنبيذ هو أنه يساعده على هضم لحوم الإبل! فقد روى البيهقي عن عمرو بن ميمون قال عمر رضي الله عنه إنا لنشرب من النبيذ نبيذا يقطع لحوم الإبل في بطوننا من أن تؤذينا سنن البيهقي (ج 8 ص 299)

وقد استمر غرام عمر بالخمر والنبيذ حتى آخر لحظات حياته أي حينما كان ينازع الموت بعد الطعنة المباركة فقد روى الخطيب عن عمرو بن ميمون قال شهدت عمر حين طُعن أُتي بنبيذ شديد فشربه تاريخ بغداد (ج 6 ص 154)

ولاحظ هنا أن ابن ميمون وصف النبيذ بأنه شديد أي ليس خفيفا لا يُسكر! وثمة رواية أخرى يرويها البيهقي عنه وفيها فحُمل عمر إلى منزله فأتاه الطبيب فقال أي الشراب أحب اليك؟ فقال النبيذ فدعى بالنبيذ فشرب منه فخرج من إحدى طعناته سنن البيهقي (ج 3 ص 113)

وبطبيعة الحال فقد اضطر فقهاء المخالفين إلى ابتداع حكم يوافق سنة عمر ويخالف سنة رسول الله صل الله عليه وآله وهو أن النبيذ يمكن شربه إلى حد لا يسكر المرء فيه فإن سكر فإنه يحرم عليه

قال الشافعي قال بعض الناس الخمر حرام والسكر من كل الشراب ولا يحرم المسكر حتى يسكر منه ولا يحد من شرب نبيذاً مسكراً حتى يسكره فقيل لبعض من قال هذا القول كيف خالفت ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وثبت عن عمر وروي عن علي ولم يقل أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خلافه؟ قال روينا فيه عن عمر أنه شرب فضل شراب رجل حده قلنا رويتموه عن رجل مجهول عندكم لا تكون روايته حجة قال وكيف يعرف المسكر؟ قلنا لا نحد أحدا أبدا لم يسكر حتى يقول شربت الخمر أو يشهد به عليه أو يقول شربت ما يسكر أو يشرب من إناء هو ونفر فيسكر بعضهم فيدل ذلك على أن الشراب مسكر فأما إذا غاب معناه فلا يضرب فيه حدا ولا تعزيرا لأنه إما الحد وإما أن يكون مباحا وإما أن يكون مغيب المعنى ومغيب المعنى لا يحد فيه أحد ولا يعاقب إنما يعاقب الناس على اليقين كتاب الأم للشافعي (ج 6 ص 156)

ولا يخفى أن هذا الحكم يخالف قاعدة أن كل مسكر حرام وأن ما كثيره مسكر فقليله حرام ومعناه أيضا فتح الباب على مصراعيه لكل نهم إلى السكر فيشرب من النبيذ مقدارا بدعوى أنه لا يسكره

وأما الرواية التي أشار إليها الشافعي فهي تلك الرواية التي تفضح عمر فضيحة ليس بعدها فضيحة وحاصلها أن عمر كانت لديه قربة فيها نبيذ فشرب منه رجل فأقام عليه عمر الحد فاعترض الرجل قائلا إنما شربت من قربتك فقال له عمر إنما جلدتك لسكرك لا على شرابك العقد الفريد (ج 1 ص 341)

وبهذا اعتبر عمر وتبعه فقهاؤه أنه لا إشكال ولا شبهة في شرب النبيذ ما لم يُسكر

أما عندنا نحن أتباع النبي الأكرم وأهل بيته الأطهار عليهم السلام فالنبيذ كالخمر حرام ونجس لأن النبيذ إنما هو نوع من أنواع الخمر يؤخذ من فاكهة أخرى غير العنب كالزبيب والتمر والشعير وإنما سُمي نبيذا لأن الفاكهة تُنبذ حتى تختمر وتغلي وتسكر

ودعوى المخالفين بأن هناك نبيذا غير مسكر دعوى بلا دليل فإن العرب إنما تطلق هذا اللفظ على المسكر فحسب كما ذكره أهل المعاجم وأما غيره كماء الشعير فلا يطلقون عليه لفظ النبيذ بل يلطقون عليه لفظ ماء الشعير فيكون اسما مضافا لا اسما مفردا

قال ابن منظور في لسان العرب النبيذ معروف واحد الأنبذة وحكى اللحياني نبذ تمرا جعله نبيذا وحكى أيضا أنبذ فلان تمرا قال وهي قليلة وإنما سمي نبيذا لأن الذي يتخذه يأخذ تمرا أو زبيبا فينبذه في وعاء أو سقاء عليه الماء ويتركه حتى يفور فيصير مسكرا لسان العرب (ج 3 ص 511)

وفقكم الله لجوامع الخير في الدارين والسلام السابع عشر من شهر محرم الحرام لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة

15- رأى اهل القراءن فى تحريم الخمر

قال تعالى وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (النحل 67)

قال ابن عباس رضي الله عنهما نزَلَتْ هذه الآية قبل تحريم الخَمر وأراد بالسَّكَر الخَمر وبالرِّزق الحَسن جميعَ ما يؤكل ويشرب حلالاً من هاتين الشجرتين

وقال ابن العربي أَسَدُّ هذه الأقوال قولُ ابن عباس ويخرُجُ ذلك على أحدِ معنيين

أن يكون ذلك قبل تحريم الخمر

أن يكون المعنى أنعَم اللهُ عليكم بثمراتِ النخيل والأعناب تتَّخِذون منه ما حرَّم اللهُ عليكم اعتداءً منكم وما أحلَّ لكم اتفاقًا أو قصدًا إلى منفعة أنفسِكم

والأقوال السابقة تضَعُنا أمام ثلاثةِ آراء

الأول أن الآية منسوخة

الثاني أن في الآية لونًا مِن العتاب الصريح إذ يستخرِجون من الأعنابِ والنخيل شرابًا مُسْكِرًا زيادة على ما فيها مِن المنِّ عليهم بالرِّزق الحَسَن

الثالث أن في الآية تصويرًا لواقعٍ فلا نَسْخَ إذًا ولا عتابَ

والقول بالنسخ لا دليلَ عليه ولكن الآية تصوير حقيقي لواقعٍ حقيقي ووراء هذا التصوير قصدٌ رباني كريم فهو لم يقصِدْ إلا إلى الموازنة بين السَّكَر والثَّمرات الأخرى التي يصِفُها بأنها حَسنة دون أن يصِفَ هذا السَّكَرَ نَفْسَه وبذلك صار لدى المؤمنين دافعٌ إلى الإحساس ببعض التحرُّج والوسوسة تجاه هذا النوع من الشراب

والنص يُلمِح إلى أن الرِّزقَ الحَسَنَ غيرُ الخمر وأن الخمر ليس رزقًا حسنًا وفي هذا توطئة لِما جاء بعدُ من تحريمها وإنما كان يصف الواقعَ في ذلك الوقت من اتخاذِهم الخمرَ من ثمرات النخيل والأعناب وليس فيه نصٌّ بحِلِّها بل فيه توطئة لتحريمها

وقد يؤيد هذا التخريجَ تذييلُ الآية بقوله تعالى ... إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ  (النحل 67) فمِثْل هذا التلميحِ البعيدِ بالموازنة يحتاجُ إلى إعمالِ العقل والحِسِّ البيانيِّ الرفيع لإدراك المقصِدِ الرَّبَّانيِّ من وراء هذه

وفي النهاية كل منا يبحث عن الحق والحقيقة وعلى الله القصد وهو يهدي السبيل

اولا قيل ان الخمر إثم والإثم حرام وسيقت الكثير من الإدلة القرآنية التي نحيل فيها لما جاء بردودهم منعا من التكرار وهنا أقول عافنا الله وإياكم

نعم الإثم حرام ولكن من قال أن الخمر اثم؟ نعود للنص القرآني قال سبحانه ... فِيهِمَا إِثْمٌ ... (البقرة 219) ولم يقل هما إثم والفرق واضح بين ... فِيهِمَا إِثْمٌ ... (البقرة 219) وهما إثم كأن أقول مثلا في الصندوق ذهب أو أقول الصندوق ذهب الفرق واضح في الأولى قد يكون الصندوق خشب أو كرتون أو حديد أو أي مادة ولكن فيه ذهب أما في الثانية فهو حصرا ذهب فلما يقول الحق ... فِيهِمَا إِثْمٌ ... (البقرة 219) فإن المتبادر للذهن أن إستخدامهما أو إتيانهما على نحو ما ينطوي على إثم أما إتيانهما على غير ذاك النحو ففيه منافع للناس أما غالب الإثم يعود لكثرة طرق الإستخدام الآثمه وغلبتها على طرق الإستخدام النافعة والله أعلم

ثانيا القول بأن الخمر رجس نعم الخمر والميسر رجسا من عمل الشيطان يجب أولا أن نعرف معنى الرجس ثم نحدد الحرام من الحلال وللرجس في القرآن معاني كثيرة فقد جاء في سورة الحج بمعنى المعبود في قوله تعالى ... فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ ... (الحج 30) أي المعبود منها وجاء بمعنى الحرام قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (الانعام 145) وجاء بمعنى القبح في العمل والكذب سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ ۖ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ ۖ إِنَّهُمْ رِجْسٌ ۖ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (التوبة 95) وجاء بمعنى الشك وبمعنى المرض وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (التوبة 125) وبمعنى الوسواس أو وسوسة الشيطان وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (الأحزاب 33) أذا فالرجس قد يكون هو المعصية في حد ذاته وقد يكون هو الطريق للمعصية ولننظر في معنى الرجس في قوله تعالى ... رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ  ... (المائدة 91)  وهنا معنى الرجس وسوسة الشيطان ويؤكد ذلك قوله تعالى إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ... (المائدة 91) إذا الرجس في هذه الأية هو الطريق للمعصية بوسوسة الشيطان وليس المعصية ذاتها أما المعصية فتتمثل بإقتران شرب الخمر بلعب الميسر أو بالشرب حتى السكر وذهاب العقل ثم أنه كقاعدة عامة فإن كل الرجس يحتوي حصرا على وسوسة الشيطان لأنه لولا وسوسة الشيطان ما عبدوا الأوثان من دون الله ولولا وسوسة الشيطان ما تخلفوا عن الجهاد ثم كذبوا وحلفوا لرسول الله وقبح عملهم ولولا وسوسة الشيطان ما شكوا ووقع المرض في قلوبهم إذا فوسوسة الشيطان هي أصل في الرجس وإرتكاب المعصية هي فرع بني على هذا الأصل فعندما يكون الفعل منسوبا للشيطان صادرا منه فلا حرام في الرجس على البشر فمثلا عندما يقول رب العزة ... لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ... (الأحزاب 33)  فإن ذلك الرجس الذي أصابهم وأذهبه عنهم رب العزة ليس حراما وقع منهم ولكنه وسوسة جائت من غيرهم وهو الشيطان وهو نفس المعنى في قوله سبحانه ... رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ  ... (المائدة 91) فإن الخمر والميسر هنا بمفهوم الرجس ليس حراما على البشر ولكن حراما منهم إجتماعهما لأن الفعل في الحالة الثانية يكون قد أنقلب من فعل الشيطان إلي فعل البشر كأن يحلفوا جهد إيمانهم فيقول عنهم سبحانه وتعالى ... إِنَّهُمْ رِجْسٌ ... (التوبة 95) يقبح أعمالهم أو تقترن وسوسة الشيطان بعبادة الأوثان فيرد الفعل إلي العصاة من البشر فيكون حراما ... فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ ... (الحج 30) ولذلك قرن الحق سبحانه وتعالى الخمر والميسر بالإنصاب والأزلام لتأكيد ذات المعنى لأن الوسوسة عندما يكون الأصل فيها الشيطان تكون الطريق للمعصية ولكن عندما يكون الأصل فيها فعل المكلف تكون هي المعصية ذاتها فالأنصاب هي ذاتها الأوثان المعبودة ... فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ ... (الحج 30) والأزلام هي الشرك الأكبر والله أعلم

ثالثا الكلام في واو العطف وواو الفصل يقول سبحانه رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ  (الرحمن 17) فلو كانت الواو فاصلة فنحن نعبد إلاهين أحدهما للمشرقين والأخر للمغربين تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فكيف عرفنا أنها عاطفة؟ فيكون هو الله نفسه رب المشرقين هو نفسه رب المغربين من قوله تعالى قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (الاخلاص 1)  إذا هو أحد فتكون الواو هنا عاطفة وكذلك قوله تعالى إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا ... (الفرقان 70) وقوله الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ... (الرعد 29) فلو أن الواو فاصلة فيكون الإيمان ثابت لا يزيد ولا ينقص وعمل الصالحات من عدمها لا يؤثر في الإيمان وهذا ما ذهب إليه بعض الأحناف أما أن تكون واو عطف فالإيمان هنا يزيد وينقص كما عند الشافعية ومن وافقهم وهذه المسائل تحتاج إلي دراسة في غير ذي موضع سنحاول بحثها إن شاء الله وفقا للقرآن فقط وأدلته مع إعمال المنطق الذي لا يتعارض مع كتاب الله ولكن أرجع هنا لموضوعنا الخمر والميسر كيف أعرف أن الواو عاطفة لا فاصلة؟ الإجابة بسيطه جدا هي كون إقترانهما ببعض في الأحكام في آيات القرآن فمثلا جاءا مع الأنصاب والأزلام في تقريب معنى الرجس ثم جاءا بمفرديهما بدون الأنصاب والأزلام في غير ذي موضع من سورة المائدة فتكون الواو بين الخمر والميسر وبين الأنصاب والازلام فاصلة أما الواو التي بينهما حصرا عاطفة فيكونان حراما إذا إقترنا ببعضهما فيسأل سائل فهل الميسر بمفردة حلال؟

أقول لا لأن المستفاد من تسلسل الآيات أن الله بعد أن نهى عنهما معا عاد وأستثنى الخمر بالآية لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا ... (المائدة 93) ومع ذلك فقد أحل بعض العلماء الرهان على ما عرف أنه من الميسر كأبن تيمية والله أعلم

رابعا وقيل في قوله تعالى لاَ تَقْرَبُواْ ...(النساء 43) وقال إنه أشد من التحريم وأنا معه في ذلك وأأيده تمام التأييد ولكن النهي في لاَ تَقْرَبُواْ ...(النساء 43) عائد على ماذا الخمر أم الصلاة؟ قطعا هو عائد على الصلاة ولما كانت القاعدة أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب وما لا يتم الحرام إلا به فهو حرام ولما كان النهي هنا عن الصلاة حال السكر فيكون النهي عن السكر على نفس المستوى فيكون السكر حراما منهيا عنه لآن الحرام هنا وهو الصلاة سكران لا تتم إلا بشرب الخمر حتى السكر فيكون السكر أيضا حرام ولزم علينا لرد على الشبهة التي أثارها أخي فوزي في قوله اما مسأله ان الخمر حلال بشرط ان لاتسكر فهذا ايضا ليس منطقيا لأن لبعض الناس القابليه على الشرب دون السكر اكثر من البعض

ويسمى ذلك (tolerance for alcohol) ومن ذا الذى يحكم على درجه السكر ومن سكر ومن لم يسكر بعد عملا بهذا المنطق يكون الله غير عادل فى احكامه لأن احدهم يحرم عليه ان يشرب ماهو حلال لشخص اخر ان يشربه واكثر هذه هذا هو رأيي والله اعلم وهنا يجب أولا أن نتعرض لمعنى الأحكام الشرعية عند أهل السنة وعند الشيعة ثم نتعرض لمعناها عندنا نحن القرآنيون الحكم الشرعي عند جميع الآمة الإسلامية من سنة وشيعة وخوارج وغيرهم هو خطاب الله إلي العباد المتعلق بأفعال العباد إقتضاء أو تخيير أو وضع والإقتضاء معناه الطلب والطلب إما طلب فعل أو طلب ترك فإذا كان الطلب طلب فعلا كان الفعل واجبا أو مندوبا وإذا كان الطلب طلب ترك كان الفعل حراما أو مكروها والتخيير بين الفعل والترك هو الإباحة والوضع هو الحكم على الأفعال بالصحة والفساد أما عندنا أهل القرآن فإنه لا يختلف كثيرا عن باقي الأمة غير أن الأفعال تتأرجح عندنا بين الواجب والمباح والحرام دون المكروه والمندوب فالمكروه لا يعدوا كونه حراما والمندوب لا يعدوا كونه مباحا أو واجبا والموضوع أيضا يحتاج إلي تفصيل في غير ذي موضع إن شاء الله وثانيا نعرض مثال للحكم الشرعي حتى نقرب المعنى ثم نعود لموضوع السكر من الخمر إذا إردنا أن نعرف الزواج حلال أم حرام؟ من قال حلال فقط أخطأ ومن قال حرام فقد أخطأ كيف؟ لو كان الرجل عنين لا يستطيع ممارسة الجنس فالزواج قطعا حرام ولو كان صالح للجنس ولكنه فقير فالزواج مباح ولعل الله يرزقه بعد الزواج ولكن لو كان قادر جنسيا وغني ماليا وطيب المعاشرة ويخاف على نفسه من الفتنة فالزواج قطعا واجب فمسألة واحدة وهي الزواج تأرجحت بين الحرام والحلال والواجب بإختلاف شخص المكلف وهو عين العقل فهل يقول عاقل أن الله غير عادل في أحكامه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ولكن الإختلاف في الأحكام جاء لإختلاف ذوات البشر في طبائعهم وخصائصهم فما يصلح لك قد لايصلح لي وهنا يختلف الحكم والنتيجة النهائية للإحكام صلاح المجتمع فيكون العدل قائم لا محالة والقول بغير ذلك هو عين الظلم لأن الظلم سيقع على المجتمع أو على آخر برئ كحالة الزوجة التي تتزوج من عنيين فإن بحثت عن متعتها مع آخر فسد المجتمع وإن صبرت وقع عليها الظلم ثم نأتي إلي موضوع شرب الخمر فإن الله جعل ميزان أعمالنا في هذا الموضوع بأيدينا في تحذيره لنا إن تولينا لقوله تعالى وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (المائدة 92) ثم في إجتماع الإيمان والعمل الصالح مع التقوى والإحسان لضبط النفس لقوله تعالى لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوا وَّآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (المائدة 93) والله أعلم

خامسا أما القول أما قول أن تحريم الخمر لم يذكر بمفرده و بالتالي فهو حلال فأنا اقول بان تحريم الخنزير لم يذكر بمفرده أأكد أن الواو في قوله الميتة والدم ولحم الخنزير هي واو فاصلة لأن كل عين من الأعيان بمفردها طعام فيصلح أن يقع عليها الفعل منفردة كأن يكون أكل الميتة منفردا أو أكل لحم الخنزير منفردا أو أكل أو شرب الدم منفردا فيصح أن نقول حرم عليكم أكل الميتة ويصح أن نقول حرم عليكم أكل لحم الخنزير ويصح أن نقول حرم عليكم أكل الدم فالكلام هنا تام ولكن لا يصح أن نقول حرم عليكم شرب الميسر أو حرم عليكم لعب الخمر ولا يصح أن نقول إنما لعب الخمر رجس من عمل الشيطان كما لا يصح أن نقول إنما شرب الميسر رجس من عمل الشيطان فإختلاف أصل الفعل بين الأعيان يعني أن الواو عاطفة لا يستقيم فعل دون الآخر وفي موضوع الميسر كما أسلفنا لم تأتي قرينة على أباحته فيظل الأولى إطلاق حكم الجمع بينه وبين الخمر على حكمه منفردا وإن خالف أبن تيمية في بعض أحكام الرهان كما أسلفنا

كما أقول ما قلته سابقا أن حكم المطلق يظل مطلقا ما لم يقيد بنص وقد قيد سبحانه حكم المطلق لقوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (المائدة 90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (المائدة 91) وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (المائدة 92) في موضوع الخمر لقوله تعالى لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوا وَّآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (المائدة 93) وظل المطلق مطلقا في موضوع الميسر والله أعلم

وكذلك القول بحثت عن كلمة جناح في القرآن (بضم الجيم) فوجدتها تتكرر ولكن اذا كانت حكم عام لجميع الأزمنة فأن ما وراءها يأتي بالفعل المضارع أقول لك لا ما وصلت إليه من نتيجه في كلمة جناح ليس صحيحا فالعبرة ليست بالفعل المضارع أو الماضي فجناح في القرآن دائما تأتي بعدها جملة شرطية إن أو إذا وإن وإذا لغة حرفي إمتناع للإمتناع أما إن فتبنى على الشك فيأتي بعدها مضارع للتأكيد على صحة نسبتها لأفعال الناس أما إذا فتبنى على اليقين فيأتي الفعل بعدها ماضي وليس مضارع أما إذا جاء الفعل ماضي بعد إن كقوله تعالى وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (الانفال 61) فإنها تفيد نفي جنوحهم للسلم على المطلق مع إمكانية جنوحهم على الظاهر وهي تحتاج دراسة أخرى في غير ذي موضع والله أعلم

سادسا نأتي للقول اما مسأله واو العطف وان الخمر لاتحرم الا وان كانت مجتمعه مع الميسر فذلك شيئ لا اجده مقنعا وحرف الواو سواء كان حرف العطف ام حرف الاضافه ام ماشاء لأى انسان ان يفسره غير منطقى تماما فما الفرق بين الواو فى الخمر والميسر وفى الانصاب والازلام فهل الأنصاب ايضا حلال الا اذا كانت مع الازلام وهل الميسر حلال ان لم يكن مجتمعا مع الخمر أظن أني قمت بالرد على هذا التسائل ضمنا في الردود السايقة وأضيف في جزئية فهل الأنصاب أيضا حلال إلا إذا كانت مع الأزلام؟ وأقول أن الأدلة لا تأخذ منفردة وإلا ستكون النتائج فاسدة ففي موضوع الأنصاب مثلا لا نكتفي بهذه الآية دليل واحد على تحريمها ولكن نجمع كل آيات تحريم الشرك بالله ونأخذ الحكم النهائي بأن أي من أفعال الشرك منفردة يقع حراما لمخالفته أصل التوحيد لآ إله إلا الله وقوله تعالى قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (الاخلاص 1) فلا يقتطع دليل من مجموع الإدلة ويقاس به على دليل آخر وإلا كان القياس فاسدا والاستدلال معيب فقياسك أخي الفاضل للإنصاب على الخمر قياس فاسد وإستدلالك معيب والله أعلم

سابعا قال تعالى يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَات مَا أَحَلَّ اللَّه لَكُمْ وقال تعالى قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (الانعام 145) وقال تعالى لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَءَامَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ فهل بعد كلام الله كلام وهل بعد قول الله قول؟ في قوله تعالى في سورة الأنعام قال أبن عربي مدنية نزلت يوم أنزل قوله تعالى اليوم ... أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ... (المائدة 3) وقال أبن عباس هي مدنية من آخر ما أنزل وهي محكمة سيسأل سائل في هذه الآية لم تذكر المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع مع أن ذلك كله حرام فما قولك كيف تكون محكمة ويوجد محرما من الطعام غير ما أشارت إليه؟ وهنا أقول أفهم أثابك الله وفتح عليك أبواب معرفته وكنوز علمه

1- في قوله تعالى حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (المائدة 3) إستثنى سبحانه وتعالى من الحرام في حالة المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكتيم فيكون الأصل فيها عند التذكية حلالا والإستثناء موتها دون تذكيتها حراما فتخرج من حكم قوله تعالى قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (الانعام 145)

2- قال تعالى قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (الانعام 145) محرما ولم يقول حراما فالمحرم بضم أوله وفتح ما قبل آخرة مفعل وهو أسم مفعول فيكون كله حراما لا يستثنى منه حلال أما في حالة المنخنقة وأخواتها لقوله تعالى حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (المائدة 3) فهي حراما إلا ما ذكيتم فيستثنى منها فلا تكون محرما وتكون عند عدم التزكية حرام والخمر أيضا يستثنى منها فلم يأتي حكمها في هذه الآية المحكمة والله أعلم والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المتعلم منكم شريف هادي

16- رأى الاحناف فى تحريم الخمر ورد بعض علماء المسلمين

النبيذ وفيه مسائل

الأولى معناه لغة ما ينبذ من عصير ونحوه والنبذ الطرح ومنه قول الله عز وجل فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا سورة )آل عمران 187( وقوله تعالى أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم والنَّبْذُ طَرْحُكَ الشيءَ أمامَكَ أو وراءَكَ أو عامٌّ والفعْلُ  كضَرَبَ والنَّبيذُ المُلْقَى وما نُبِذَ من عصيرٍ ونحوِه وقد نَبَذَه وأنْبَذَه وانْتَبَذَهُ ونَبَّذَه اصطلاحاً ما يلقى فيه تمر أو زبيب أو نحوهما ليحلو به الماء وتذهب ملوحته

1- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وكانوا يشربون النبيذ الحلو وهو أن ينبذ أي يطرح والنبذ الطرح في الماء تمر أو زبيب ليحلوا به الماء لاسيما كثير من مياه الحجاز فإن فيها ملوحة

ثانياً حكمه اتفق العلماء رحمهم الله على جواز الانتباذ قال ابن رشد رحمه الله فإنهم أجمعوا على جواز الانتباذ في الأسقية واختلفوا فبما عداها

ثالثاً الدليل على إباحة النبيذ

2- روى الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنه قال كان رسول الله صل الله عليه وسلم ينتبذ له في أول الليل فيشربه إذا أصبح يومه ذلك والليلة التي تجيء والغد والليلة الأخرى والغد إلى العصر فإن بقي شيء سقاه الخادم أو أمر به فصب

3- وقال رحمه الله حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن يحيى البهراني قال ذكروا النبيذ عند ابن عباس فقال كان رسول الله صل الله عليه وسلم ينتبذ له في سقاء شعبة من ليلة الاثنين فيشربه يوم الاثنين والثلاثاء إلى العصر فإن فضل منه أو صبه شيء سقاه الخادم

4- وقال رحمه الله وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة أبو كريب وإسحاق بن إبراهيم واللفظ لأبي بكر وأبي كريب قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي عمر عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقع له الزبيب فيشربه اليوم والغد وبعد الغد إلى مساء الثالثة ثم يأمر به فيسقى أو يهراق

5- وقال رحمه الله وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن الأعمش عن يحيى بن عمر عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبذ له في السقاء فيشربه يومه والغد وبعد الغد فإذا كان مساء الثالثة شربه وسقاه فإن فضل شيء أهراقه

6- وقال رحمه الله حدثنا محمد بن المثنى العنزي حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن يونس عن الحسن عن أمه عن عائشة قال كنا ننبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سقاء يوكى أعلاه وله عزلاء ننبذه غدوة فيشربه عشاء  وننبذه عشاء فيشربه غدوة

7- وقال رحمه الله وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قالا حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال لقد سقيت رسول الله بقدحي هذا الشراب كله العسل والنبيذ والماء واللبن

8- قال النووي رحمه الله في شرح مسلم فِي هَذِهِ الْأَحَادِيث دَلَالَة عَلَى جَوَاز الِانْتِبَاذ وَجَوَاز شُرْب النَّبِيذ مَا دَامَ حُلْوًا لَمْ يَتَغَيَّر وَلَمْ يَغْلِ وَهَذَا جَائِز بِإِجْمَاعِ الْأُمَّة وَأَمَّا سَقْيه الْخَادِم بَعْد الثَّلَاث وَصَبّه فَلِأَنَّهُ لَا يُؤْمَن بَعْد الثَّلَاث تَغَيُّره وَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَنَزَّه عَنْهُ بَعْد الثَّلَاث وَقَوْله سَقَاهُ الْخَادِم أَوْ صَبَّهُ مَعْنَاهُ تَارَة يَسْقِيه الْخَادِم وَتَارَة يَصُبّهُ  وَذَلِكَ الِاخْتِلَاف لِاخْتِلَافِ حَال النَّبِيذ فَإِنْ كَانَ لَمْ يَظْهَر فِيهِ تَغَيُّر وَنَحْوه مِنْ مَبَادِئ الْإِسْكَار سَقَاهُ الْخَادِم وَلَا يُرِيقهُ  لِأَنَّهُ مَال تَحْرُم إِضَاعَته وَيَتْرُك شُرْبه تَنَزُّهًا وَإِنْ كَانَ قَدْ ظَهَرَ فِيهِ شَيْء مِنْ مَبَادِئ الْإِسْكَار وَالتَّغَيُّر أَرَاقَهُ لِأَنَّهُ إِذَا أَسْكَرَ صَارَ حَرَامًا وَنَجِسًا فَيُرَاق وَلَا يَسْقِيه الْخَادِم لِأَنَّ الْمُسْكِر لَا يَجُوز سَقْيه الْخَادِم كَمَا لَا يَجُوز شُرْبه وَأَمَّا شُرْبه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْل الثَّلَاث فَكَانَ حَيْثُ لَا تَغَيُّر وَلَا مَبَادِئ تَغَيُّر وَلَا شَكّ أَصْلًا وَاللَّهُ أَعْلَم

هذا معنى النبيذ أما اباحة الاحناف لقليل النبيذ غير المسكر

المبحث الأول تعريف الخمر لغة وشرعا

أما تعريفها لغة

فإن بعض العلماء قد جعل الخمر لغة عام في جميع ما يسكر بينما ذهب غالب علماء اللغة إلى أن الخمر هي التي تتخذ من عصير العنب لكن أصل هذه الكلمة تعني التغطية والستر

9- قال ابن الأثير التَّخْمير التَّغْطِيه ومنه الحديث إنه أُتِي بإناء من لَبن فقال هلاَّ خَمَّرْتَه ولو بعُود تَعْرضُه عليه وفيه أنه كان يَمْسَح على الخُفّ والخِمَار أراد به العمامه لأن الرجل يُغَطّي بهِا رأسَه كما أن المرأه تغطِّيه بخمارها

10- قال ابن منظور في لسان العرب والخَمْرُ ما أَسْكَرَ من عصير العنب لأَنها خامرت العقل والتَّخْمِيرُ التغطية يقال خَمَّرَ وجْهَهُ وخَمِّرْ إِناءك والمُخامَرَةُ المخالطة

11- وقال أَبو حنيفة قد تكون الخَمْرُ من الحبوب فجعل الخمر من الحبوب

12- قال ابن سيده وأَظنه تَسَمُّحاً منه لأَن حقيقة الخمر إِنما هي العنب دون سائر الأَشياء والخَمْرُ ما خَمَر العَقْلَ وهو المسكر من الشراب وهي خَمْرَةٌ وخَمْرٌ وخُمُورٌ مثل تمرة وتمر وتمور

13- وقال الفيروز آبادي في قاموسه الخَمْرُ ما أسْكَرَ من عَصيرِ العِنَبِ أو عامٌّ كالخَمْرَةِ وقد يُذَكَّرُ والعُمومُ أصَحُّ لأَنَّها حُرِّمَتْ وما بالمدينةِ خَمْرُ عِنَبٍ وما كانَ شَرَابُهُم إلا البُسْرَ والتَّمْرَ سُمِّيَتْ خَمْراً لأنَّها تَخْمِرُ العَقْلَ وتَسْتُرُهُ أو لأَنَّها تُرِكَتْ حتى أدْرَكَتْ واخْتَمَرَتْ أو لأنها تُخَامِرُ العَقْلَ أي تُخَالِطه

الخمر في اصطلاح الفقهاء

اختلف أهل العلم في تعريف الخمر اصطلاحا بناء على اختلاف تعريفها في اللغة 

1- فذهب أهل المدينة وسائر الحجازيّين وأهل الحديث والحنابلة وبعض الشّافعيّة إلى أنّ الخمر تطلق على ما يسكر قليله أو كثيره سواءٌ اتّخذ من العنب أو التّمر أو الحنطة أو الشّعير أو غيرها

2- وذهب أكثر الشّافعيّة وأبو يوسف ومحمّدٌ من الحنفيّة وبعض المالكيّة إلى أنّ الخمر هي المسكر من عصير العنب إذا اشتدّ سواءٌ أقذف بالزّبد أم لا وهو الأظهر عند الشّرنبلاليّ

 3- وذهب أبو حنيفة وبعض الشّافعيّة إلى أنّ الخمر هي عصير العنب إذا اشتدّ وقيّده أبو حنيفة وحده بأن يقذف بالزّبد بعد اشتداده

يتبيّن ممّا سبق أنّ إطلاق اسم الخمر على جميع أنواع المسكرات عند الفريق الأوّل من باب الحقيقة فكلّ مسكرٍ عندهم خمرٌ وأمّا الفريق الثّاني والثّالث فحقيقة الخمر عندهم عصير العنب إذا غلى واشتدّ عند الفريق الثّاني وقذف بالزّبد عند الفريق الثّالث

وإطلاقه على غيره من الأشربة مجازٌ وليس بحقيقةٍ

هل هناك أثر لهذا الاختلاف؟؟

نعم ترتب على هذا الخلاف أن من قال أن الخمر تطلق مجازا على الأنبذة المسكرة المتخذة من غير عصير العنب أنه يحد وتحرم عليه فهو كالخمر لكن لا يكفر مستحلها بخلاف الخمر للإجماع على تحريمها ولأنها معلومة من الدين بالضرورة دون تلك فقد اختلف العلماء في تحريم القليل منها 

الأدلة

استدل الفريق الأول بما يلي

1- ما أخرجه البخاري رحمه الله بسنده عن أنس رضي الله عنه قال حرمت علينا الخمر يوم حرمت وما نجد يعني بالمدينة خمر الأعناب إلا قليلا وعامة خمرنا البسر والتمر

2- وبما أخرجه البخاري أيضا من حديث عمر رضي الله عنه أنه صعد المنبر فقال أما بعد نزل تحريم الخمر وهى من خمسة العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير والخمر ما خامر العقل

3- وبما أخرجه البخاري ومسلم رحمهما الله من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صل الله عليه وسلم سئل عن البتع فقال كل شراب أسكر فهو حرام

أما الفريق الثاني فاستدل بما يلي

1- إطباق أهل اللغة على تخصيص الخمر بالعنب ولهذا اشتهر استعمالها فيه

2- أن تحريم الخمر المتخذ من عصير العنب قطعي وتحريم ما عدا المتخذ من عصير العنب ظني

3- إنما سمي الخمر خمرا لتخمره لا أنه خامر العقل

الإعتراض 

اعترض على هذه الأدلة بما يلي

1- قال الحافظ ابن حجر رحمه الله قد ثبت النقل عن بعض أهل اللغة بأن غير المتخذ من العنب يسمى خمرا وقال الخطابي زعم قوم أن العرب لا تعرف الخمر إلا من العنب فيقال لهم أن الصحابة الذين سموا غير المتخذ من العنب خمرا عرب فصحاء فلو لم يكن هذا الاسم صحيحا لما أطلقوه

2- واعترض على الدليل الثاني فقال رحمه الله فلا يلزم من القطع بتحريم المتخذ من العنب وعدم القطع بتحريم المتخذ من غيره أن لا يكون حراما بل يحكم بتحريمه إذا ثبت بطريق ظني تحريمه وكذا تسميته خمرا والله أعلم

3- واعترض على الدليل الثالث بقوله ثبوت النقل عن أعلم الناس بلسان العرب بما نفاه هو وكيف يستجير أن يقول لا لمخامرة العقل مع قول عمر بمحضر الصحابة الخمر ما خامر العقل كأن مستنده ما ادعاه من اتفاق أهل اللغة فيحمل قول عمر على المجاز لكن اختلف قول أهل اللغة في سبب تسمية الخمر خمرا فقال أبو بكر بن الأنباري سميت الخمر خمرا لأنها تخامر العقل أي تخالطه قال ومنه قولهم خامره الداء أي خالطه وقيل لأنها تخمر العقل أي تستره

وقال المرداوي في الإنصاف وَذَكَرَ أَبُو الْخَطَّابِ فِي ضِمْنِ مَسْأَلَةِ جَوَازِ التَّعَبُّدِ بِالْقِيَاسِ أَنَّ الْخَمْرَ إذَا طُبِخَ لَمْ يُسَمَّ خَمْرًا وَيَحْرُمُ إذَا حَدَثَتْ فِيهِ الشِّدَّةُ الْمُطْرِبَةُ

ثُمَّ صَرَّحَ فِي مَنْعِ ثُبُوتِ الْأَسْمَاءِ بِالْقِيَاسِ أَنَّ الْخَمْرَ إنَّمَا سُمِّيَ خَمْرًا لِأَنَّهُ عَصِيرُ الْعِنَبِ الْمُشْتَدِّ وَلِهَذَا يَقُولُ الْقَائِلُ  أَمَعَك نَبِيذٌ أَمْ خَمْرٌ؟ قَالَ وَقَوْلُهُ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ الْخَمْرُ مِنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ وَقَوْلُ عمر رضي اللَّهُ عَنْهُ  الْخَمْرُ مَا خَامَرَ الْعَقْلَ مَجَازٌ لِأَنَّهُ يَعْمَلُ عَمَلَهَا مِنْ وَجْهٍ

قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ رَحِمَهُ اللَّهُ إنْ قَصَدَ بِذَلِكَ نَفْيَ الِاسْمِ فِي الْحَقِيقَةِ اللُّغَوِيَّةِ دُونَ الشَّرْعِيَّةِ فَلَهُ مَسَاغ فَإِنَّ مقصودنا يَحْصُلُ بِأَنْ يَكُونَ اسْمُ الْخَمْرِ فِي الشَّرْعِ يَعُمُّ الْأَشْرِبَةَ الْمُسْكِرَةَ وَإِنْ كَانَتْ فِي اللُّغَةِ أَخَصَّ وَإِنْ ادَّعَى أَنَّ الِاسْمَ الْحَقِيقِيَّ مَسْلُوبٌ مُطْلَقًا فَهَذَا مَعَ مُخَالَفَتِهِ لِنَصِّ الْإِمَامِ أَحْمَدَ رَحِمَهُ اللَّهُ خِلَافُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَهُوَ تَأْسِيسٌ لِمَذْهَبِ الْكُوفِيِّينَ وَيَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ إذَا حَلَفَ أَنْ لَا يَشْرَبَ خَمْرًا انْتَهَى

قال ابن الملقن رحمه الله في شرح حديث البتع فيه دلالة على تحريمه وتحريم كل مسكر وتحريم الجنس لا القدر لأنهم سألوا عن جنس البتع لا عن القدر المسكر منه وإلا لقالوا ما يحل منه وما يحرم؟ فوجب أن يكون الجواب عن الجنس المسؤل عنه لأنه لو كان جوابا للقدر المسكر لكان عدولا عما سئل عنه وذلك لا يجوز وهذا هو المعروف المعتاد من كلام العرب أنهم إذا سألوا عن الجنس قالوا هل هذا الشراب نافع أو ضار وإذا سألوا عن القدر قالوا كم مقدار ما يشرب منه؟ 

القول الراجح

الراجح والله أعلم هو قول من قال أن جميع المسكرات من باب الحقيقة فكل مسكر خمر لكن هل من باب الحقيقة اللغوية أم الشرعية؟ لا فرق حتى لو ثبت أنها من باب الحقيقة الشرعية فلا شك أنها مقدمة على الحقيقة اللغوية

قال ابن عبد البر كما نقل عنه الحافظ ابن حجر في الفتح قال الكوفيون أن الخمر من العنب لقوله تعالى أعصر خمرا قال فدل على أن الخمر هو ما يعتصر لا ما ينتبذ قال ولا دليل فيه على الحصر

وقال أهل المدينة وسائر الحجازيين وأهل الحديث كلهم كل مسكر خمر وحكمه حكم ما أتخذ من العنب ومن الحجة لهم أن القرآن لما نزل بتحريم الخمر فهم الصحابة وهم أهل اللسان أن كل شيء يسمى خمرا يدخل في النهي فأراقوا المتخذ من التمر والرطب ولم يخصوا ذلك بالمتخذ من العنب وعلى تقدير التسليم فإذا ثبت تسمية كل مسكر خمرا من الشرع كان حقيقة شرعية وهي مقدمة على الحقيقة اللغوية

قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله يستفاد من الأحاديث المتقدمة أحاديث ساقها الشيخ رحمه الله في تحريم الخمر فوائد هامة نذكر بعضها

أولا تحريم الخمر وهذا أمر مجمع عليه بين المسلمين والحمد لله غير أن طائفة منهم وفيهم بعض المتبوعين خصوا التحريم بما كان من عصير العنب خاصة وأما ما سوى ذلك من المشروبات المسكرة مثل السكر وهو نقيع التمر إذا غلى بغير طبخ والجعة وهو نبيذ الشعير والسكركة وهو خمر الحبشة من الذرة فذلك كله حلال عندهم إلا المقدار الذي يسكر منه وأما القليل منه فحلال بخلاف خمر العنب فقليله ككثيره في التحريم

وهذا التفريق مع مصادمته للنصوص القاطعة في تحريم كل مسكر كقول عمر رضي الله عنه نزل تحريم الخمر يوم نزل وهي من خمسة أشياء من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير والخمر ما خامر العقل وكقوله صلى الله عليه وسلم كل مسكر خمر وكل خمر حرام وقوله ما أسكر كثيره فقليله حرام

أقول هذا التفريق مع مصادمته لهذه النصوص وغيرها فهو مخالف للقياس الصحيح والنظر الرجيح إذ أي فرق بين تحريم القليل الذي لا يسكر من خمر العنب المسكر كثيره وبين تحليل القليل الذي لا يسكر من خمر الذرة المسكر؟ وهل حرم القليل إلا لأنه ذريعة إلى الكثير المسكر فكيف يحلل هذا و يحرم ذاك والعلة واحدة؟ تالله إن هذا من الغرائب التي لا تكاد تصدق نسبتها إلى أحد من أهل العلم لولا صحة ذلك عنهم وأعجب منه الذي تبنى القول به هو من المشهورين بأنه من أهل القياس والرأي

قال ابن القيم في تهذيب السنن بعد أن ساق بعض النصوص المذكورة فهذه النصوص الصحيحة الصريحة في دخول هذه الأشربة المتخذة من غير العنب في اسم الخمر في اللغة التي نزل بها القرآن وخوطب بها الصحابة مغنية عن التكلف في إثبات تسميتها خمرا بالقياس مع كثرة النزاع فيه فإذ قد ثبت تسميتها خمرا نصا فتناول لفظ النصوص لها كتناوله لشراب العنب سواء تناولا واحدا فهذه طريقة منصوصة سهلة تريح من كلمة القياس في الاسم والقياس في الحكم ثم إن محض القياس الجلي يقتضي التسوية بينها لأن تحريم قليل شراب العنب مجمع عليه وإن لم يسكر وهذا لأن النفوس لا تقتصر على الحد الذي لا يسكر منه وقليله يدعو إلى كثيره وهذا المعنى بعينه في سائر الأشربة المسكرة فالتفريق بينها في ذلك تفريق بين المتماثلات وهو باطل فلو لم يكن في المسألة إلا القياس لكان كافيا في التحريم فكيف وفيها ما ذكرناه من النصوص التي لا مطعن في سندها ولا اشتباه في معناها بل هي صحيحة وبالله التوفيق

وأيضا فإن إباحة القليل الذي لا يسكر من الكثير الذي يسكر غير عملي لأنه لا يمكن معرفته إذ أن ذلك يختلف باختلاف نسبة كمية المادة المسكرة الكحول في الشراب فرب شراب قليل كمية الكحول فيه كثيرة وهو يسكر ورب شراب أكثر منه كمية الكحول فيه أقل لا يسكر وكما أن ذلك يختلف باختلاف بنية الشاربين وصحتهم كما هو ظاهر بين وحكمة الشريعة تنافي القول بإباحة مثل هذا الشراب وهي التي تقول دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه

واعلم أن ورود مثل هذه الأقوال المخالفة للسنة والقياس الصحيح معا في بعض المذاهب مما يوجب على المسلم البصير في دينه الرحيم بنفسه أن لا يسلم قيادة عقله وتفكيره وعقيدته لغير معصوم مهما كان شأنه في العلم والتقوى والصلاح بل عليه أن يأخذ من حيث أخذوا من الكتاب والسنة إن كان أهلا لذلك وإلا سأل المتأهلين لذلك 

وبالإضافة إلى ذلك فإنا نعتقد أن من قال بهذا القول من العلماء المشار إليهم فهو مأجور على خطئه للحديث المعروف لأنهم قصدوا الحق فأخطئوه وأما من وقف من أتباعهم على هذه الأحاديث التي ذكرنا ثم أصر على تقليدهم على خطأهم وأعرض عن إتباع الأحاديث المذكورة فهو ولا شك على ضلال مبين وهو داخل في وعيد هذه الأحاديث التي خرجناها ولا يفيده شيئا تسميته لما يشرب بغير اسمه مثل الطلاء والنبيذ أو الويسكى أو الكونياك وغير ذلك من الأسماء التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث الكريمة

وصدق الله العظيم إذ يقول إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ... (النجم 23) انتهى كلام الشيخ رحمه الله

علق الشيخ رحمه الله هنا في الحاشية فقال على أنه يحتمل أنه قد ثبت له الخطأ فيما بعد فرجع عنه ثم لم يشتهر ذلك عنه فقد رأيت في فضائل أبي حنيفة عن حماد بن إبراهيم قال أخطأ الناس في قولهم كل مسكر حرام إنما هو كل سكر حرام قال شعيب كأني أسمعه من فيه يعني أبا حنيفة يقول إني أخاف أن يكون هو الذي أخطأ وإسناده جيد

الرابط

17- تعريف انوع الوساوس

1- السؤال: ما رأي فضيلتكم في رجلٍ يوسوس له الشيطان بوساوس عظيمة فيما يتعلق بالله عز وجل وهو خائف من ذلك جداً؟

الإجابة: ما ذُكر من جهة مشكلة السائل التي يخاف من نتائجها أقول له أبشر بأنه لن يكون لها نتائج إلا النتائج الطيبة لأن هذه وساوس يصول بها الشيطان على المؤمنين ليزعزع العقيدة السليمة في قلوبهم ويوقعهم في القلق النفسي والفكري ليكدر عليهم صفو الإيمان بل صفو الحياة إن كانوا مؤمنين

وليست حاله بأول حال تعرض لأهل الإيمان ولا هي آخر حال بل ستبقي ما دام في الدنيا مؤمن

لقد كانت هذه الحال تعرض للصحابة رضي الله عنهم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به فقال و قد وجدتموه؟ قالوا نعم قال ذاك صريح الإيمان رواه مسلم وفي الصحيحين عنه أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينتهِ وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فقال إني أحدث نفسي بالشيء لأن أكون حممة أحب إلى من أن أتكلم به فقال النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي رد أمره إلى الوسوسة رواه أبو داود

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله في كتاب الإيمان والمؤمن يبتلى بوساوس الشيطان وبوساوس الكفر التي يضيق بها صدره كما قالت الصحابة يا رسول الله إن أحدنا ليجد في نفسه ما لأن يخر من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به فقال ذاك صريح الإيمان وفي رواية ما يتعاظم أن يتكلم به قال الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة أي حصول هذا الوسواس مع هذه الكراهة العظيمة له ودفعه عن القلب هو من صريح الإيمان كالمجاهد الذي جاءه العدو فدافعه حتى غلبه فهذا عظيم الجهاد إلى أن قال ولهذا يوجد عند طلاب العلم والعبادة من الوساوس والشبهات ما ليس عند غيرهم لأنه أي الغير لم يسلك شرع الله ومنهاجه بل هو مقبل على هواه في غفلة عن ذكر ربه وهذا مطلوب الشيطان بخلاف المتوجهين إلى ربهم بالعلم والعبادة فإنه عدوهم يطلب صدهم عن الله تعالى

فأقول لهذا السائل إذا تبين لك أن هذه الوساوس من الشيطان فجاهدها وكابدها واعلم أنها لن تضرك أبداً مع قيامك بواجب المجاهدة والإعراض عنها والانتهاء عن الانسياب وراءها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله تجاوز عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل به أو تتكلم متفق عليه

وأنت لو قيل لك هل تعتقد ما توَسْوَسُ به وهل تراه حقّاً؟ وهل يمكن أن تصف الله سبحانه به؟ لقلت ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم ولأنكرت ذلك بقلبك ولسانك وكنت أبعد الناس نفوراً عنه إذاً فهو مجرد وساوس وخطرات تعرض لقلبك وشباك شرك من الشيطان الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم ليرديك ويلبس عليك دينك

ولذلك تجد الأشياء التافهة لا يُلقي الشيطان في قلبك الشك فيها أو الطعن فأنت تسمع مثلاً بوجود مدن مهمة كبيرة مملوءة بالسكان والعمران في المشرق والمغرب ولم يخطر ببالك يوماً من الأيام الشك في وجودها أو عيبها بأنها خراب ودمار لا تصلح للسكنى وليس فيها ساكن ونحو ذلك إذ لا غرض للشيطان في تشكيك الإنسان فيها ولكن الشيطان له غرض كبير في إفساد إيمان المؤمن فهو يسعى بخيله ورجله ليطفئ نور العلم والهداية في قلبه ويوقعه في ظلمة الشك والحيرة والنبي صلى الله عليه وسلم بيَّن لنا الدواء الناجع الذي فيه الشفاء وهو قوله فليستعذ بالله ولينته فإذا انتهى الإنسان عن ذلك واستمر في عبادة الله طلباً ورغبة فيما عند الله زال ذلك عنه بحول الله فأعرِض عن جميع التقديرات التي ترد على قلبك في هذا الباب وها أنت تعبد الله وتدعوه وتعظمه ولو سمعت أحداً يصفه بما توسوس به لقتلته إن أمكنك إذاً فما توسوس به ليس حقيقة واقعة بل هو خواطر ووساوس لا أصل لها كما لو انفتح على شخص طاهر الثوب قد غسل ثوبه لحينه ثم أخذ الوهم يساوره لعله تنجس لعله لا تجوز الصلاة به فإنه لا يلتفت إلى هذا
ونصيحتي تتلخص فيما يأتي
أ- الاستعاذة بالله والانتهاء بالكلية عن هذه التقديرات كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم
ب- ذكر الله تعالى وضبط النفس عن الاستمرار في الوساوس
ت- الانهماك الجدي في العبادة والعمل امتثالاً لأمر الله وابتغاء لمرضاته فمتى التفت إلى العبادة التفاتاً كلياً بجد وواقعية نسيت الاشتغال بهذه الوساوس إن شاء الله
ث- كثرة اللجوء إلى الله والدعاء بمعافاتك من هذا الأمر
وأسأل الله تعالى لك العافية والسلامة من كل سوء ومكروه

مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلدالاول - باب الإسلام والإبمان

2- السؤال: أنا عمري 15 سنة ولله الحمد ملتزمة ولبست الحجاب الشرعي مؤخرا ومحافظة على صلواتي والسنن الرواتب والأذكار اليومية وصيام التطوع من اثنين وخميس كما أني متميزة في دراستي وأتمنى أن أتخرج طبيبة أعمل لخدمة الدين وأفيد المسلمين لكني من فترة أعيش ضيقا في صدري ففي العطلة الصيفية كلما بدأت بقراءة القرآن تحدثني نفسي أني كافرة وأني في النار

والآن إذا أردت الدراسة والتفوق يحدثني الشيطان أني مقصرة في طلب العلم الشرعي وأني مهتمة بأمور الدنيا فالدراسة لا تنفع بشيء فيقول لي عباداتك قليلة وأنت في النار حتى أني فكرت بالانقطاع عن الدراسة وطلب العلم الشرعي وحفظ القرآن أنا في العطلة أتمنى حفظ كتاب الله والتفقه فيه لكن أثناء الدراسة الوقت يصبح قصيرا كلما أستغفر الله وأذكر اسم الله يأتي في مخيلتي أني استبدلت اسم الله بالشيطان كما أني كلما بدأت بقراءة الأذكار يأتيني الشيطان ويقول لي كيف الله مطلع عليك وأنت في غرفتك؟
من فضلكم وصفة لتجاوز هذه الوساوس والهموم فحياتي أصبحت صعبة كما أن أمي مرضت من أجلي فهذا شيء أقوى مني ولم أتمكن من تجاوزه بل هو يزداد يوما بعد الآخر

الإجابة: وبخصوص ما ورد برسالتك عن هذه الوساوس التي جاءتك فهي نوع من حرب الشيطان عليك لأن الشيطان لعنه الله عندما عجز أن يمنعك من العبادات والطاعات وعجز عن منعك تتركين هذه الطاعات والعبادات بدأ يتجه إلى قلبك لإفساد علاقتك مع الله لأن الشيطان يا بُنيتي يُركز حربه على محورين المحور الأول الشهوات والمحور الثاني الشبهات أما الشهوات فهي المعاصي الظاهرة التي تكون عن طريق العين أو اليد أو اللسان أو غير ذلك من المعاصي التي يفعلها معظم الناس وهذا نوع من حرب الشيطان على المسلمين

وأما الشبهات فهي تكون على القلب بمعنى أنه يثير هذه الشكوك وهذه الوساوس التي وردت في رسالتك هذه كلها من الشيطان ولذلك أتمنى

أولاً: كلما بدأت هذه الأفكار تشعرين بأنها بدأت تدخل في ذاكرتك حاولي أن تشتتي هذه الأفكار لا تستسلمي لها وحاولي أن تقاومي فكريًا

ثانيًا: إذا كنت على حال حاولي أن تغيري هذا الحال يعني إذا كنت جالسة فقومي وإذا كنت وحدك فحاولي أن تخرجي من غرفتك وأن تتكلمي مع الوالدة أو مع أخواتك أو مع أي أحد أو أن تنظري إلى النافذة أو أن تقرئي في شيء المهم أن تشغلي بالك بأي شيء آخر غير الذي في أنت فيه عندما يأتيك الشيطان كذلك أيضًا عندما تشعرين بهذه الأفكار استعيذي بالله تعالى واتفلي على يسارك ثلاث مرات قولي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم واتفلي ثلاث مرات على يسارك وحاولي أن تشغلي بالك بأي شيء

توجهي إلى الله تبارك وتعالى بالدعاء الحمد لله أنت على خير وأعمالك رائعة وهذا الذي يغيظ الشيطان ويجعله يركز عليك ولذلك سوف تتعرضين لحملات أشد من هذه الحملات لأن الشيطان هذا دوره لأنه أعدى أعداء الإنسان كما قال الله تبارك وتعالى إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (فاطر 6) فلأن الشيطان عجز عن إيقافك عن العبادة أو منعك من الحجاب الشرعي فإنه بدأ يغزوك عن طريق هذه الشبهات والوساوس التي يقذفها في قلبك حتى تؤثر في علاقتك مع الله فأنت عندما تأتيك هذه الوساوس كما ذكرت حاولي أن تطارديها ولا تستسلمي لها ذهنيًا وفعليًا ذهنيًا بأن تحاولي أن تشتتي الفكرة بالتفكير في أي شيء آخر وفعليًا كما ذكرت لك بأن تغيري الحالة التي أنت عليها يعني إذا كنت نائمة فقومي وإذا كنت جالسة فتحركي تكلمي مع أحد انظري إلى النافذة كلمي الوالدة كلمي أي أحد المهم أن تشتتي هذه الأفكار

كذلك عليك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يصرف عنك كيد الشيطان ووساوسه كما أوصيك بالمحافظة جدًّا على أذكار الصباح والمساء بانتظام وحاولي أن تكوني على طهارة معظم الوقت إن كان ذلك ميسورًا وسهلاً بالنسبة لك حاولي أن تُحددي وقتًا للمذاكرة والتزمي بهذا الوقت وقتًا محددًا واجعلي مذاكرتك عادة بمعنى مثلاً أن تبدئي من الساعة السادسة إلى الساعة السابعة أو الثامنة ليس لك أي عمل آخر إلا المذاكرة حتى تنتهي من مراجعة الواجبات اليومية التي عليك ومراجعة الدروس المطلوبة منك

أقترح بأن تؤجلي موضوع حفظ القرآن الكريم إلى العطلة الصيفية لأن الوقت قصير وقد لا يتيسر لك أن تحفظي القرآن مع مراجعة الدروس ولذلك يكفيك قراءة ورد من المصحف يوميًا سواء كان نصف جزء أو ربع جزء أو جزء حسب ما يتيسر لك مع أذكار الصباح والمساء وحافظي على أذكار النوم  يا بُنيتي واجتهدي أن تنامي على طهارة وتوجهي إلى الله بالدعاء أن يعافيك الله تعالى وأكثري من الاستغفار وأكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم في أوقات الفراغ أكثري من الصلاة على النبي  صل الله عليه وسلم وركزي فعلاً في دراستك، وانتبهي لشرح المعلمات واعلمي أنك في تحدي ولا بد أن تنتصري على الشيطان لأن الله قال إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (النساء 76) وقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  إن الشيطان ليفرك من المؤمن أي يخاف من المؤمن فثقي وتأكدي أنك أقوى منه مئات المرات وأنه ضعيف هزيل حقير لا يستطيع أن يؤثر فيك بشيء ولكن هذه حرب قذرة يشنها على قلبك حتى يُفسد عليك علاقتك بربك فلا تمكنيه من ذلك وحاولي المقاومة .... هذا وبالله التوفيق

الرابط


منقول عن الدكتور عمرو أبوخليل

1- وسواس الطهارة والوضوء

وهو أشهر أنواع الوسواس الدينى حيث يطيل المريض فى مدة الوضوء أو مدة الاغتسال فربما دخل المريض ليتوضأ لصلاة المغرب فيخرج بعد صلاة العشاء تحت دعوى اسباغ الوضوء وهو فى الحقيقة يكرر الوضوء عدة مرات لفكرة مسيطرة عليه أن الماء لم يصل جيدا الى الاعضاء المختلفة يتكرر الامر مع أخرين فى الاغتسال ..... فيكرر غسل الاعضاء المختلفة خاصة الاعضاء التناسلية ويزداد الامر سوء عند بعض الاناث بعد الدورة الشهرية حيث يفرطون فى غسلها تصورا لوجود دم غير واضح أو افرازات لم يصل لها ماء الاغتسال . وهناك أيضا من يكرر الوضوء لاحساسه بخروج الريح ( الغازات ) بشكل متكرر سواء قبل الصلاة أو أثنائها فهو يتوضأ مرة واحدة بشكل طبيعى ولكنه يكرر لتصوره تكرار الحدث . وهناك من يطيل فى الاستنجاء ( غسل الدبر بعد قضاء الحاجة ) وربما امتد تواجده داخل دورة المياة لدرجة تؤدى الى أزمة لشركائه فى السكن لطول الفترة التى يقضيها فى دورة المياه .وهناك الشعور بنزول الافرازات عند الفتيات والذى يؤدى بهم لتكرار الاغتسال والوضوء والحقيقة أن الفهم الصحيح لما يستحق الاغتسال عند المرأة وما يستحق الوضوء هو البداية السليمة للعلاج فالفتاة والمرأة تحتاج للاغتسال عند الوصول للذروة ونزول ما يسمى بماء المرأة وعدا ذلك فان ماينزل من افرازات أثناء الاثارة لا يستوجب الاغتسال بل يجزىء فيه غسل المهبل بالماء ثم الوضوء للصلاة وإفرازات الاثارة فقط هى ما يستحق ذلك أما غيرها فهى إفرازات عادية عند بعض الفتيات . ويقابل ذلك عند الاولاد والذكور الشعور بنزول منى أو الاحتلام أثناء النوم أو خروج المذى ومعه يكرر النظر الى ملابسه الداخلية أو يكرر الاغتسال دون سبب حقيقى 

2- وسواس سب الذات الالهية أو الرسول

وهو شعور الفرد بأنه يسب الله أو الرسول أو يقول كلمات الكفر مما يجعله يشعر بالتوتر الشديد ويظل يكرر فى بعض الاحيان شهادة ألا إله إلا الله على اعتبار أنه بذلك يدخل الاسلام من جديد بعد كفره وربما ذهب البعض الى الاغتسال ثم قراءة الشهادة كصورة من صور الدخول فى الاسلام وهذا الشخص بالطبع مريض وإسلامه لم يمس ولم يكفر بالطبع وهذه الافكار هى وساوس قهرية نتيجة لتغير فى كيمياء المخ تحتاج الى العلاج الدوائى والنفسى السلوكى والمعرفى

5- وسواس تحويل الدعاء والقران الى سب

وهو يشبه وسواس سب الذات الالهية ولكنه مرتبط بقراءة القران أو الاذكار حيث يتحول كل مرور على اسم الجلالة الى سب أو كل دعوة للخير أو عمل المعروف الى كفر وبالطبع يضيق المريض فى هذه الحالة من قراءة القران أو سماعه ويتجنبه قراءة وسماعا لما يسببه هذا السب المرتبط بقراءة القران وسماعه من توتر وإضطراب

4- وسواس أسئلة التشكيك فى العقيدة

هنا تطرأ على ذهن الشخص المريض أسئلة لا متناهية حول الله ووجوده وطبيعته ومن خلقه وعن حقيقة كون الاسلام هو الدين الحق وأسئلة حول الانبياء والملائكة واليوم الاخر والمريض يحاول الاجابة على الاسئلة من خلال قراءة كتب العقيدة أو سؤال المشايخ حول هذه القضايا متخيلا أنها مشكلة عقائدية ستحل بالحصول على الاجابات الصحيحة وهو لا يدرى أنه كلما حصل على إجابات زادت الاسئلة وتشعبت وإنتقلت الى نقاط جديدة 

5- وسواس النية وهو يتكرر مع كل العبادات

بدء من الوضوء ومرورا بالدخول فى الصلاة والصيام ..... فتأتيه الفكرة أن نيته لم تنعقد بصورة صحيحة ويظل واقفا أمام ماء الوضوء أوفى بداية الصلاة فى حالة معاناة شديدة تمنعه من بداية الوضوء أو بداية الصلاة لانه يشعر أن وضؤه سيبطل أو صلاته لان نيته لم تنعقد بصورة سليمة

6- وسواس التأكيد على ألفاظ التكبير والدعاء

وهنا يشعر المريض أنه لم يقل الكلمة بالشكل المطلوب فهو عندما يكبر للصلاة مثلا يكرر التكبير لانه ليس متيقنا أنه قد كبر بالفعل وهكذا عند قراءة الفاتحه أو سور القرأن ويمتد عند البعض عند قراءة الاذكار فهو يضغط على الحروف والكلمات ويبرزها ويوضحها شعورا منه بانه بغير ذلك لا تصبح الاذكار مقبولة وقد يصل الامر ببعضهم فى الانواع السابقة من الوسواس الى وقف الصلاة لما يشعرونه من جهد ومعاناة فى الدخول للصلاة أو قراءة القرأن أو الاذكار 

18- الرد على الحجج والاراء

1- إنّ الله عزّ وجلّ لم يجعل في شيء ممّا حرم دواءً ولا شفاءً 

إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تتداووا بالحرام رواه أبو داود وفي حديث البخاري إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها

عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ قَالَتِ الأَعْرَابُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا نَتَدَاوَى قَالَ نَعَمْ يَا عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً أَوْ قَالَ دَوَاءً إِلا دَاءً وَاحِدًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُوَ قَالَ الْهَرَمُ وَفِي الْبَاب عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي خُزَامَةَ عَنْ أَبِيهِ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ رواه الترمذي ـ أبي داود ـ ابن ماجة

فهي تشير إلى عدم وجود انحصار الدواء في المحرم بل تقرّر أنّ المحرّم لا يمكن أن يجيء منه الشفاء والدواء وبهذا يبطل الفرض الذي نحن فيه هو انحصار رفع الداء بالحرام أو ارتفاع الداء بالحرام

أثبت العلم بما لا شك فيه ولا ريب أنّ الايثانول - الكحول يمكن استفادة الدواء منه وقد ينحصر الدواء فيه في بعض الحالات
اذا كان الكحول (الخمر) محرما فحينئذ تطرح هذه الروايات للخلل في متنها الذي يكون مخالفاً للواقع الخارجي ويعود الفرض ويحكّم قانون التزاحم

ويمكن أن يقال إنّ هذه الروايات المانعة من وجود الدواء في الحرام هي ناظرة إلى الواقع الخارجي الذي كان في وقت صدور الروايات فكان الدواء غير موجود فيما هو محرّم

أمّا في زمان آخر كزماننا إذا تمكّن العلم بأدواته الدقيقة وعمقه الكبير أن يوجد دواءً من النجاسات أو المحرّمات وانحصر الدواء به فنرجع إلى القاعدة حتى لو لم يكن المتن الروائي مخالفاً للواقع الخارجي وقت صدورها

بل يمكن أن يقال إنّ هذه الروايات مختصة بصورة الخمر وشرابه على هيأته الخمرية بينما كلامنا في صورة استخراج الدواء من المحرم بحيث تزول صفة الخمرية أو صفة الحرام ويتّصف بصفة اُخرى هي صفة الدواء

وهو قول غير سديد لان الخالق العليم الخبير وسع علمه كل شئ وعلمة يصلح لكل الازمنة ولا يمكن التصور بان ما حرمة الخالق العزيز القدير يكون فى اى وقت او باى صورة دواء

2- عن ابن عمر أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة رواه الجماعة إلا الترمذي

قال تعالى لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا (الفرقان 16) ... لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ (النحل 31) هذا قول الله ومن اصدق من الله حديثا

وقد اعلمنا الله اللطيف الخبير بان شارب الخمر يمكنة ان يكون من اصحاب الجنة لقوله تعالى لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوا وَّآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (المائدة 93) وقوله تعالى حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (المائدة 3) وقوله تعالى قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (الانعام 145) وقوله تعالى  وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ۖ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ۚ ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (الانعام 146)

فقوله تعالى قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ ... (الانعام 145) قد حددت بما لايدعى مجالا  للشك بان المحرم من الطعام او الشرب لايكون الا فى ماذكر

فيقول قائل الاية تتكلم على الطعام وليس الشراب والخمر من الشراب ولم تذكر فى الاية لهذا السبب وقد يكون ذلك سبب وجيها ولكن ماذا عن الدم المسفوح هل هو طعام ام شراب؟ كذلك لم تذكر الاية طعام بل ذكرت طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ اى كل ما يدخل الفم من طعام او شراب كذلك قوله تعالى إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ منهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فإِنَّهُ مِنِّي (البقرة 249)

فيقول اخر هذا ليس بدليل لان الله قد حرم  الْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ ولم تذكر فى الاية نقول ان الله العليم الخبير قد ذكرهم فى قوله تعالى ... إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً ... (الانعام 145) لان كل ما سبق انعام هلكت فقط يختلف هلاكهم الاولى خنقا والثانية ضربا والثالثة رميا بحجر والرابعة نطحا والخامسة قتلا وقوله تعالى ... إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ ... (المائدة 3) تدل ان الاصل عدم التحريم ولكن التحريم فى كونهم ميتة كذلك هذا استثناء مما سبق أي إلا ما أدركتموه حيّاً من هذه الأشياء إذا أدركتموه بعد إصابته بشيء من هذه الأمور وفيه حياة مستقرة وذكيتموه فإنه حلال أما ما أدركتموه وقد مات بسبب الإصابة أو أدركتموه حيّاً في الرمق الأخير وحياته غير مستقرة كحياة المذبوح فهذا أيضاً لا يحل لأنه في حكم الميت وقوله تعالى ... إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ ... (المائدة 3) وجب ذكرها لقوله تعالى يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (المائدة 4)

فيقول ثالث ماذا عن ... وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ... (المائدة 3) لم تذكر فى الاية فنقول تدبر قوله تعالى ... وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ... (المائدة 3)

فيقول رابع ماذا عن الازلام فهى لم تذكر فنقول لانها ليست بطعام او شراب هى قسم والاية توضح المحرم من الطعام او الشراب

وقوله تعالى وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ۖ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ۚ ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (الانعام 146) دليل بان الخمر لم تحرم فى اليهودية وتحريم شحوم البقر والغنم كان جزاء لبغيهم ثم قوله تعالى وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (ال عمران 50) دليل بان الخمر لم تحرم  فى المسيحية

3- * قال الإمام أحمد حدثنا شريج حدثنا أبو معشر عن أبي وهب مولى أبي هريرة عن أبي هريرة قال حرمت الخمر ثلاث مرات - قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما فأنزل الله يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ... (البقرة 219) فقال الناس ما حرم علينا إنما قال فيهما إثم كبير وكانوا يشربون الخمر حتى كان يوما من الأيام صلى رجل من المهاجرين أم أصحابه في المغرب خلط في قراءته فأنزل الله عز وجل آية أغلظ منها يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ (النساء 43) وكان الناس يشربون حتى يأتي أحدهم الصلاة وهو مفيق ثم أنزلت آية أغلظ من ذلك يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (المائدة 90) قالوا انتهينا ربنا وقال الناس يا رسول الله ناس قتلوا في سبيل الله وناس ماتوا على سرفهم كانوا يشربون الخمر ويأكلون الميسر وقد جعله الله رجسا من عمل الشيطان؟ فأنزل الله تعالى لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوا وَّآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (المائدة 93) وقال النبي صل الله عليه وسلم لو حرم عليهم لتركوه كما تركتم  انفرد به أحمد

* وقال الإمام أحمد حدثنا خلف بن الوليد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لما نزل تحريم الخمر قال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت هذه الآية التي في البقرة يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ... (البقرة 219) فدعي عمر فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت الآية التي في سورة النساء يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ (النساء 43) فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقام الصلاة نادى ألا يقربن الصلاة سكران فدعي عمر فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت الآية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (المائدة 90) فدعي عمر فقرئت عليه فلما بلغ فهل أنتم منتهون قال عمر انتهينا

* وقد نقل ابن كثير في تفسيره روايات عدّة في تأكيد أن المائدة آخر سورة نزلت من القرآن الحكيم إذ نقل عن الترمذي والحاكم روايتهما عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال آخر سورة أُنزلت المائدة والفتح كما نقل عن الحاكم روايته عن جبير بن نفير قال حججت فدخلت على عائشة فقالت لي يا جبير تقرأ المائدة؟ فقلت نعم فقالت أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه وقد وصف الحاكم هذه الرواية أنها صحيحة على شرط الشيخين راجع تفسير ابن كثير (ج 2 ص 3)

* أن الاتفاق هو على أن المائدة إنما نزلت بعد حجة الوداع ولذا نقل ابن كثير في تفسيره عن رواية أحمد وابن مردويه أنها نزلت على رسول الله صل الله عليه وآله وهو راكب على الناقة وكادت من ثقلها تدق عنق الناقة المصدر نفسه وما بين حجة الوداع وبين استشهاد النبي الأعظم صل الله عليه وآله وسلم قرابة شهرين

* وعن أبي سعيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس إن الله يبغض الخمر ولعل الله سينزل فيها أمرا فمن كان عنده منها شيء فليبعه ولينتفع به قال فما لبثنا إلا يسيرا حتى قال صل الله عليه وسلم  إن الله حرم الخمر فمن أدركته هذه الآية وعنده منها شيء فلا يشرب ولا يبيع قال فاستقبل الناس بما كان عندهم منها طرق المدينة فسفكوها رواه مسلم

الوحى انزل على رسول الله قرابة ثلاث وعشرون سنة فمعنى ذلك ان الخمر كانت حلالا قرابة ثلاث وعشرون سنة ولم تحرم على المسلمين باتفاق مجمع علية لان قوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (المائدة 90) اخر ما انزل من القراءن قبل شهرين من وفاة رسول الله

ودلالتها بان الخمر فى كل وقت الوحى كانت حلالا وكان السلف الصالح اصحاب رسول الله يشرب الخمر واحديثهم دلت كذلك على ان الرسول قد اهدى خمر من اجود الانواع المصنعة فى العراق والشام وجودة الخمر فى مدة تعتيقها

فكيف نقبل بان الخمر درجت فى التحريم حتى لا ينفر الناس من الدين الجديد لحبهم الشديد للخمر؟ فأخذت ثلاث وعشرون سنة فى التدرج وهل التحليل والتحريم متوقف على اهواء البشر تدبر قوله تعالى وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ (المؤمنون 71) وقوله تعالى فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (البقرة 251) وقوله تعالى قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَٰذَا فَإِن شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (الانعام 150)

السؤال هنا كيف يأمرنا الله تعالى بان لا نتبع اهواء الناس ثم يقال بتدرج التحريم حتى لا ينفر الناس من الدين الجديد لحبهم الشديد للخمر فأخذت ثلاث وعشرون سنة حتى يجزم بحرمة الخمر؟ اليس فى ذلك اتباع لاهواء الناس من اله الناس وهو الله الذى ان اراد شئ فانما يقول له كن فيكون لقوله تعالى وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ (المؤمنون 71) وقوله تعالى إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (يس 82) وقوله تعالى ... إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (مريم 35) وقوله تعالى إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (النحل 40) وقوله تعالى وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (البقرة 117) وقوله تعالى لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (الانبياء 23) وقوله تعالى ... إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ   (هود 107) وقوله تعالى فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (البروج 16)

4- تدور كل الاراء المؤيدة لتحريم الخمر ان كلمة الاجتناب هى اساس تحريم الخمر بل ذهبو بان الاجتناب تعنى الابتعاد النهائى منها

* وأن قوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (المائدة 90)  فيها الأمر بمطلق الاجتناب وهو يستلزم أن لا ينتفع بشيء معه من الخمر في حال من حالاته في غير وقت الصلاة وفي حال السكر وحال عدم السكر وجميع المنافع في العين والثمن

فاجتنبوا الطاغوت لايقصد بها عبادتة لان ان كان من عبدة الطاغوت فما هى الفائدة التى ستعود علية ان ذكرت مبهمة بالقراءن الكريم ولان الله العزيز الجبار قد نهانا عن عبادتة صراحة فى قوله تعالى  أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا  (النساء 51) وقوله تعالى وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فَبَشِّرْ عِبَادِ (الزمر 17) وقوله تعالى  قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ (المائدة 60) وقوله تعالى أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (يس 60) وقوله تعالى يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا (مريم 44)

البشر ليسوا فقط مؤمنين وكافرين هنالك نوع اخر من البشر لم تنالهم اى دراسة فى مسألة وسواس الشيطان على حسب علمى المتوضع وهم الحيارى وهو الحيران بين الكفر والايمان ولقوله تعالى قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۖ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (الانعام 71) وذلك الذى يعبد الله على شرط ان يصبة النعيم لقوله تعالى وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ  (الحج 11) وقوله تعالى وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ (البقرة 143) فذلك الحيران وهذا الذى يعبد الله على حرف اسهل الفرائس للشيطان وللاسف الشديد كثير منا كذلك ولقوله تعالى ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ (الواقعة 13) وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ (الواقعة 14) وقوله تعالى ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ (الواقعة 39) وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ (الواقعة 40)

فالمؤمن المخلص لله العزيز العليم قد يئس الشيطان منة كما اعلمنا الله تعالى  قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (ص 79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (ص 80) إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (ص 81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (ص 82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (ص 83)  قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (ص 84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (ص 84)

واذا نظرنا بما اعلمنا الله تعالى إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (ص 83) قد يظن العبد المخلص لله العزيز العليم انة معصوم من وسوسة الشيطان تدبر قوله تعالى أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (العنكبوت 2) وقوله تعالى يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (الاعراف 27) وكما اعلمنا الله تعالى قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (الاعراف 14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (الاعراف 15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (الاعراف 16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (الاعراف 17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا ۖ لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (الاعراف 18) اذا تدبرنا بما اعلمنا الله فى قوله تعالى ... لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (الاعراف 16) نفهم ان الشيطان يتربص بالبشر حقدا عليهم لاعتقاده انهم كانو سببا لطرده من رحمت الله جل فى علاه والحقيقة ان الغرور والتكبر هو ما اوصله الى لعنة الله الغفور الرحيم لقوله تعالى وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ (الحجر 35) وقوله تعالى فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (ص 73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (ص 74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (ص 75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (ص 76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (ص 77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ (ص 78) ولو كان بدلا من الغرور والتكبر طلب مغفرة الله لوجد الله غفور رحيم لقوله تعالى وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً (النساء 110) وقوله تعالى فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (الاعراف 22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (الاعراف 23) وقوله تعالى فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (البقرة 37) 

او ياتيهم فى وقت ضعفهم مثل ما حدث ليوسف كما اعلمنا الله تعالى وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (يوسف 42) ومن رحمة الله الغفور الرحيم على عبادة المخلصين ان يصرف عنهم السوء كما اعلمنا الله فى قوله تعالى وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (يوسف 24) وقوله تعالى  أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانْظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ ۖ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة 259)

او يظن البعض ان الشيطان يعلم الغيب لقوله كما اعلمنا الله تعالى إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (ص 83) والحقيقة قوله بنى على فعل الملائكة حينما امرو بالسجود لادم لقوله تعالى وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (الاعراف 11) ولقوله تعالى إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (ص 71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (ص 72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (ص 73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (ص 74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (ص 75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (ص 76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (ص 77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ (ص 78) وبنى على فعله هو لقوله تعالى إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (ص 74) وقوله تعالى قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (ص 76) فاقر بانه ليس من عباد الله المخلصين وتأكيدا بان الشياطين لاتعلم الغيب جاء قوله تعالى فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (سبأ 14)

النوع الاخر من وسوسة الشيطان لذلك الحيران 

فبعد ان يتمكن منة الشيطان ووقت اختيار عمل المعصية ولا رجعة للاختيار يوسوس له الشيطان بشى عجيب ويدعوه لذكر الله وعدم الذهاب ويدعوه للصلاة بدلا من فعل المعصية  ويستشهد بايمان الرسل وصبرهم وايمان رسوله ووعد الله له بالجنة والامثلة كثيرة او ذلك الذى يعبد الله على شرط ان يصبة النعيم لقوله تعالى وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (الحج 11) فيأتيه الشيطان وقت غضبه الشديد من المصيبة التى وقعت بة ويدعوه للايمان بالله والصبر على البلاء

فيقول البعض هل الشيطان يعظ ؟

الحقيقة لا الشياطين لا تعظ !!!

وانما مرادة بعد ان تمكن من قلب الحيران لفعل المعصية فتكون وسوستة عائق امامة لعمل المعصية فيسب الدين والرسول والذات الالهية بغير علم فيغلظ قلبة ومن ثم يوسوس لة بكبر فعلة وان الله لن يغفر لة ابدا ثم يتركة لمصيرة المحتوم التى وصف لمن يحيا على الارض بالفساد وسفك الدماء لقوله تعالى وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ  (البقرة 30)

وللنجاة تذكر قوله تعالى الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة 268) وقوله تعالى وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (الاعراف 200) وقوله تعالى وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (فصلت 36) وقوله تعالى فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (ال عمران 36) وقوله تعالى الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة 268) وقوله تعالى فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ  (النحل 98)

ويلاحظ تطابق كلمات الايتين (الاعراف 200) و (فصلت 36)  وجاءت فى الاولى ... فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (الاعراف 200) وتاكيدا لقدرة الله على نصرك جاءت فى الثانية  ... فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (فصلت 36)

5- وقوله تعالى قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (الزمر 13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (الزمر 14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (الزمر 15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ ۚ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (الزمر 16) وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ (الزمر 17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (الزمر 18)

عندما نتدبر قوله تعالى  وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا ... (الزمر 17) من صور العبادة ان تطيع المعبود فيما امرك ان تفعلة او نهاك عن فعلة ويدل قوله تعالى  ... أَن يَعْبُدُوهَا ... (الزمر 17) بان عبادة الطاغوت هى احد وساوس الشياطين وليست كل وساوسة فقوله تعالى الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ... (الزمر 18) اكدت بان بعض ما قد يوسوس بة الشياطين قد يكون قول حسن فجاز لنا اتباعة لقوله تعالى ... فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ... (الزمر 18) ويدل قوله تعالى فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ ... (الزمر 15) على حرية الاختيار وقوله تعالى وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا ... (الزمر 17) هى اختيار الذين انابوا الى الله بالا يعبدو الطاغوت اذا وسوس لهم فبشر هؤلاء العباد الذين اجتنبوا الطاغوت اى حذروه فما كان من قوله حسن اتبعوه وان امرهم بعبادتة كان اختيارهم ان لا يعبدوا الطاغوت فلهم البشرى من الله فبشرهم

6- وقوله تعالى سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَىٰ ( الاعلى 10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (الاعلى 11)

تفسير الجلالين سَيَذَّكَّرُ بها مَنْ يَخْشَىٰ يخاف الله تعالى كقوله فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ (ق 45) وَيَتَجَنَّبُهَا أي الذكرى أي يتركها جانبا لا يلتفت إليها الْأَشْقَى بمعنى الشقي أي الكافر

تفسير الميسر سيتعظ الذي يخاف ربه ويبتعد عن الذكرى الْأَشْقَى  والذي لا يخشى ربه الذي سيدخل نار جهنم العظمى يقاسي حرَّها ثم لا يموت فيها فيستريح ولا يحيا حياة تنفعه

اتفق مع التفسير السابق واضيف بان مدلول الايتين هو ان يجتنب الانسان النار وان له الخيار

أ- ان يتذكر وان يتدبر ايات وقدرة الله العزيز الجبار لقوله تعالى سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَىٰ ( الاعلى 10)

ب- ان يتجنب التدبر فى ايات الله فيشقى لقوله تعالى وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (الاعلى 11)

7- وقوله تعالى وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (النحل 67)

قال ابن عباس رضي الله عنهما نزَلَتْ هذه الآية قبل تحريم الخَمر 

وقال ابن العربي أَسَدُّ هذه الأقوال قولُ ابن عباس ويخرُجُ ذلك على أحدِ معنيين أن يكون ذلك قبل تحريم الخمر او أن يكون المعنى أنعَم اللهُ عليكم بثمراتِ النخيل والأعناب تتَّخِذون منه ما حرَّم اللهُ عليكم اعتداءً منكم وما أحلَّ لكم اتفاقًا أو قصدًا إلى منفعة أنفسِكم
وقيل الكلام في واو العطف وواو الفصل يقول سبحانه رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ  (الرحمن 17) فلو كانت الواو فاصلة فنحن نعبد إلاهين أحدهما للمشرقين والأخر للمغربين تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فكيف عرفنا أنها عاطفة؟

فصل الصفات بالواو عند صعوبة أو استحالة اجتماع الصفات في موصوف واحد في الوقت نفسه في الأحوال العادية

تفصل الصفات المفردة بالواو إذا كان يصعب أو يستحيل اجتماع هذه الصفات في الموصوف الواحد المنفرد في الوقت نفسه في الأحوال العادية فهل يستحيل اجتماع الصفات  تدبر قوله تعالى يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا (البقرة 219) فللخمر منافع كذلك الرزق الحسن فلم يصعب او استحالة اجتماع الصفة فى موصوف واحد

فيكون هو الله نفسه رب المشرقين هو نفسه رب المغربين من قوله تعالى قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (الاخلاص 1)  إذا هو أحد فتكون الواو هنا عاطفة وكذلك قوله تعالى إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا ... (الفرقان 70) وقوله تعالى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ... (الرعد 29) فلو أن الواو فاصلة فيكون الإيمان ثابت لا يزيد ولا ينقص وعمل الصالحات من عدمها لا يؤثر في الإيمان فالواقع والحقيقة الإيمان يزيد وينقص واعراب قوله تعالى وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (النحل 67) كالتالى

الواو وَ عاطفة مِنْ ثَمَرَاتِ جار ومجرور خبر لمبتدأ مقدّر أي ثمر النخيل مضاف إليه مجرور وَالْأَعْنَابِ معطوف على النخيل بالواو مجرور تَتَّخِذُونَ مضارع مرفوع والواو فاعل مِنْ حرف جرّ والهاء هُ ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب تَتَّخِذُونَ - سَكَرًا مفعول به منصوب الواو وَ عاطفة رِزْقًا معطوف على سَكَرًا منصوب حَسَنًا نعت ل رِزْقًا

8- والقول بأن الخمر رجس نعم الخمر والميسر رجسا من عمل الشيطان ومن اصدق من الله حديثا ونضيف الى ما قالة اهل القراءن

* أذا فالرجس قد يكون هو المعصية في حد ذاته وقد يكون هو الطريق للمعصية ولننظر في معنى الرجس في قوله تعالى ... رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ  ... (المائدة 91)  وهنا معنى الرجس وسوسة الشيطان ويؤكد ذلك قوله تعالى إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ... (المائدة 91) إذا الرجس في هذه الأية هو الطريق للمعصية بوسوسة الشيطان وليس المعصية ذاتها أما المعصية فتتمثل بإقتران شرب الخمر بلعب الميسر أو بالشرب حتى السكر وذهاب العقل ثم أنه كقاعدة عامة فإن كل الرجس يحتوي حصرا على وسوسة الشيطان 

لأنه لولا وسوسة الشيطان ما عبدوا الأوثان من دون الله ولولا وسوسة الشيطان ما تخلفوا عن الجهاد ثم كذبوا وحلفوا لرسول الله وقبح عملهم ولولا وسوسة الشيطان ما شكوا ووقع المرض في قلوبهم إذا فوسوسة الشيطان هي أصل في الرجس وإرتكاب المعصية هي فرع بني على هذا الأصل فعندما يكون الفعل منسوبا للشيطان صادرا منه فلا حرام في الرجس على البشر فمثلا عندما يقول رب العزة ... لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ... (الأحزاب 33)  فإن ذلك الرجس الذي أصابهم وأذهبه عنهم رب العزة ليس حراما وقع منهم ولكنه وسوسة جائت من غيرهم وهو الشيطان وهو نفس المعنى في قوله سبحانه ... رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ  ... (المائدة 91) فإن الخمر والميسر هنا بمفهوم الرجس ليس حراما على البشر ولكن حراما منهم إجتماعهما لأن الفعل في الحالة الثانية يكون قد أنقلب من فعل الشيطان إلي فعل البشر

فنقول اذا تدبرنا قوله تعالى يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (الطور 23) فالخمر ستبقى على تعريفها بانها تخامر العقل وان كانت لذة للشاربين لقوله تعالى ... وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ ... (محمد 15) وقوله  تعالى إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (الانسان 5) وقوله تعالى وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (الانسان 17) اذا الذى تغير هو ما يحدث للانسان فلا وسوسة من الشيطان التى حرمت علية الجنة ولقوله تعالى ... لَّا لَغْوٌ فِيهَا ... (الطور 23) فلا يفتن او يقع منة فعل يوجب التاثيم لقوله تعالى وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (الاعراف 43)

فنفهم بان الخمر بذاتها لا حرمة بها والا لما وعد الله عبادة المخلصين بشربها فى الجنة وان التحذير منها فى الحياة الدنيا لما يحملة صدور البشر من الغل ومن اصدق من الله حديثا وبسبب الغل قد تقع العداوة والبغضاء بين العباد فيقع فى معصية

وقد لا يقع الغل بين العباد اذا ما اتقوا وامنوا وعملو الصالحات ثم اتقوا وامنوا ثم اتقوا واحسنوا والله يحب المحسنين 

9- ولا اتفق مع تفسير اهل القرءان حين قال أما المعصية فتتمثل بإقتران شرب الخمر بلعب الميسر أو بالشرب حتى السكر وذهاب العقل 

قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (المائدة 90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (المائدة 91) وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (المائدة 92)

فلا دليل على ان المعصية وقعت فى حالة شرب الخمر بشرط ان يكون مقترنا بلعب الميسر

* والقول بإن الخمر والميسر هنا بمفهوم الرجس ليس حراما على البشر ولكن حراما منهم إجتماعهما لأن الفعل في الحالة الثانية يكون قد أنقلب من فعل الشيطان إلي فعل البشر

هذا كلام عجيب ان يكون هنالك حلالا مشروط فى فعله فيحل لك شراب الخمر ولكن بشرط لا تشربها مع لعب الميسر !!!
فلنتدبر قوله تعالى  إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (المائدة 91)

ذكر ... الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ... (المائدة 90) دون ... وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ ... (المائدة 90) ليس لتكون دليلا على وقوع المعصية باقترانهما ولكن لان من بين ما ذكر لا يقع العداوة والبغضاء الا من الخمر والميسر

من الخمر عندما يلعب الخمر بعقل شاربها ويرتكب ما يغضب الاخرين فيكون ... بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ ... (المائدة 91)

من الميسر لانك ان خسرت تعادى من كسب واذا كسبت يعديك من خسر فيكون ... بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ ... (المائدة 91)

وعند ماقيل لايوجد الا بالخمر فذكرت منفردة لقوله تعالى ... وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ ... (محمد 15) او بالاشارة لها منفردة عن الميسر والانصاب والازلام لقوله تعالى لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا ... (المائدة 93)

فذكر الله فى قوله تعالى ... الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ ... (المائدة 90) مجتمعين لانهم يشتركوا فى كونهم ... رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ... (المائدة 90) وذكرت فى قوله تعالى  ... الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ... (المائدة 91) فقط لان من بين ما ذكر لا يقع العداوة والبغضاء الا من الخمر والميسر وذكرت الخمر منفردة فى وصف طعمها لقوله تعالى  ... وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ ... (محمد 15) وقوله تعالى  لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا ... (المائدة 93) لان لا طعم للميسر والانصاب والازلام

فيقول قائل انتبه لما تقول اذا كنا متفقين على ان لا طعم للميسر والازلام  وانما الانصاب لها طعم فيكون قوله تعالى لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا ... (المائدة 93) قد احل ما حرم من قبل لقوله تعالى ... وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ... (المائدة 3) فاذا طعموا ما اهل لغير الله فلا جناح عليهم او يقول قائل لم تذكر مع الخمر وكلاهما لة طعم فنقول تدبر قوله تعالى لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ... (المائدة 93) فشرط لاجناح عليهم ان يكونوا مؤمنين ويعملون الصالحات فان كانوا كذلك تعنى انهم لن يطعموا ما اهل لغير الله

كذلك يتعارض قول اهل القراءن بما اطمئن الية قلبهم لقولهم

* ثم أنه كقاعدة عامة فإن كل الرجس يحتوي حصرا على وسوسة الشيطان لأنه لولا وسوسة الشيطان ما عبدوا الأوثان من دون الله ولولا وسوسة الشيطان ما تخلفوا عن الجهاد ثم كذبوا وحلفوا لرسول الله وقبح عملهم ولولا وسوسة الشيطان ما شكوا ووقع المرض في قلوبهم إذا فوسوسة الشيطان هي أصل في الرجس وإرتكاب المعصية هي فرع بني على هذا الأصل فعندما يكون الفعل منسوبا للشيطان صادرا منه فلا حرام في الرجس على البشر فمثلا عندما يقول رب العزة ... لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ... (الأحزاب 33)  فإن ذلك الرجس الذي أصابهم وأذهبه عنهم رب العزة ليس حراما وقع منهم ولكنه وسوسة جائت من غيرهم وهو الشيطان وهو نفس المعنى في قوله سبحانه ... رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ  ... (المائدة 91)

فالمعصية لاتتمثل فى شرب الخمر على اى شكل كان للمتعة او للدواء ولكن تتمثل المعصية فى فعل ما يغضب الله فيمكن ان تقع المعصية بدون شرب خمر او لعب ميسر او تقع بعد شرب الخمر او لعب الميسر وهنا وجب التنبية ان بشرب الخمر قد تقع منك معصية وان وقعت منك معصية تحاسب عليها لقوله تعالى إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (الزمر 7) وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا ... (يونس27) وقوله تعالى مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا ... (غافر 40)

وقد يقول قائل بغير علم اذا وقعت المعصية من شارب خمر فلا يحاسبة الله لان الله اللطيف الخبير يحاسب المكلف العاقل لقوله تعالى ... لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا ... (البقرة 233) وقوله تعالى اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (العلق 1) وقوله تعالى وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (العنكبوت 43) وقوله تعالى ... كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (البقرة 219) وقوله تعالى ... كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (البقرة 266) قوله تعالى كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (البقرة 73) وقوله تعالى كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (البقرة 242) وقوله تعالى ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (الأنعام 151) وقوله تعالى إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (يوسف 2) وقوله تعالى لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ...  (المائدة 89)

نفهم منها ان الله اللطيف الخبير يحاسب اصحاب العقل الواعى الذى يتدبر ويتفكر ويعزم ولا يحاسبنا عند غياب عقولنا ونحن اطفال واثناء النوم مثلا او مرضى او عارضا مرضيا يجعلك غير مسئول عن افعالك وعمل المعصية   فنفهم وجوبية التحذير من شرب الخمر فى قوله تعالى إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (المائدة 91) فبعد هذا التحذير ان قمت بفعل معصية وانت شارب خمر او فاقد السيطرة على نفسك بسبب الخمر تقع المعصية ووجب العقاب

ولا تستطيع القول ولكن بعد شرب الخمر عارضة تجعلك غير مسئول عن افعالك لان الله قد تقدم لك بالوعيد لقوله تعالى قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ (ق 28) والتحذير لقوله تعالى إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (المائدة 91)

ولا دليل أن الشرب حتى السكر وذهاب العقل معصية قد وقعت لانك اذا قبلت ان يكون الرجس هو الطريق للمعصية وقوله لننظر في معنى الرجس في قوله تعالى ... رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ  ... (المائدة 91) هنا معنى الرجس وسوسة الشيطان ويؤكد ذلك قوله تعالى إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ... (المائدة 91) إذا الرجس في هذه الأية هو الطريق للمعصية بوسوسة الشيطان وليس المعصية ذاتها لأنه لولا وسوسة الشيطان ما عبدوا الأوثان من دون الله ولولا وسوسة الشيطان ما تخلفوا عن الجهاد ثم كذبوا وحلفوا لرسول الله وقبح عملهم ولولا وسوسة الشيطان ما شكوا ووقع المرض في قلوبهم إذا فوسوسة الشيطان هي أصل في الرجس وإرتكاب المعصية هي فرع بني على هذا الأصل فعندما يكون الفعل منسوبا للشيطان صادرا منه فلا حرام في الرجس على البشر فمثلا عندما يقول رب العزة ... لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ... (الأحزاب 33) فإن ذلك الرجس الذي أصابهم وأذهبه عنهم رب العزة ليس حراما وقع منهم ولكنه وسوسة جائت من غيرهم وهو الشيطان وهو نفس المعنى في قوله سبحانه ... رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ  ... (المائدة 91) فإن الخمر والميسر هنا بمفهوم الرجس ليس حراما على البشر

ثم يكون فعل الشراب حتى السكر وذهاب العقل معصية؟ 

10- قوله تعالى لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوا وَّآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (المائدة 93)

* وقال الناس يا رسول الله ناس قتلوا في سبيل الله وناس ماتوا على سرفهم كانوا يشربون الخمر ويأكلون الميسر وقد جعله الله رجسا من عمل الشيطان؟ فأنزل الله تعالى لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوا وَّآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (المائدة 93) وقال النبي صل الله عليه وسلم لو حرم عليهم لتركوه كما تركتم  انفرد به أحمد

* فقالوا أو قال بعضهم قتل فلان وفلان وهي في بطونهم قال فأنزل الله تعالى لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (المائدة 93)

* فقال رجل يا رسول الله فما منزلة من مات وهو يشربها؟ فأنزل الله تعالى لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوا وَّآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (المائدة 93) فقال رجل لقتادة أنت سمعته من أنس بن مالك؟ قال نعم وقال رجل لأنس بن مالك  أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم أو حدثني من لم يكذب ما كنا نكذب ولا ندري ما الكذب؟

هذا هو التفسير السائد لمن يرى ان الخمر محرمة ولا اعلم كيف لمن مات وانقطع عملة ان يتقى ويؤمن ويعمل صالحا ثم يتقى ويؤمن (ثم حرف عطف تفيد الترتيب مع التراخى فى الزمن) ثم مرة اخرى ان يتقى ويحسن وقال تعالى حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (المؤمنون 99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (المؤمنون 100) وقوله تعالى إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا   (النساء 17) وقوله تعالى ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (النحل 119)

الاية صريحة لا اثم على من طعم الخمر بشرط ان يتقى ويؤمن ويعمل صالحا ويكون من المحسنين فتذكرت قوله تعالى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (الحج 46)

11- والقول بان قوله تعالى فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (المائدة 91) دليل على التحريم المطلق بامر من الله العلى الجبار بالانتهاء من شربة وكانت حجتهم قولهم فهل انتم منتهون عن شرب هذه والمياسرة بهذا وعاملون بما أمركم به ربُّكم من أداء ما فرَض عليكم من الصلاة لأوقاتها ولزوم ذكره الذي به نُجْح طلباتكم في عاجل دنياكم وآخرتكم؟ لقوله تعالى إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (المائدة 91)

فقد فسر الماء بعد الجهد بالماء
هل حرف استفهام لطلب التَّصديق الإيجابي أي إدراك النسبة الإيجابيّة ويُجاب عنه بـ نعم أو لا وإذا دخل على المضارع خصَّصهُ للاستقبال 

هل حرف استفهام يُسأل به عن مضمون الجملة وقد يراد بالاستفهام به النَّفي لقوله تعالى فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ (غافر 47) وقوله تعالى هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إلاَّ الإِحْسَانُ تفيد النفي بدليل ورود إلاّ بعدها أو العرض 

اما قوله تعالى فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (المائدة 91) لاشيئ يفيد ان المطلوب الاجابة بنعم انتهينا مثل قوله تعالى فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا وكانت اجابة ذو القرنين تعنى لا وقوله تعالى فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ (الانبياء 80) فتكون حرية الاجابة ب نعم او لا وقوله تعالى فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ (الانبياء 108) فتكون حرية الاجابة ب نعم او لا وقوله تعالى فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ (هود 14) فتكون حرية الاجابة ب نعم او لا


قوله تعالى فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (المائدة 91) يفيد حرية الاختيار بين نعم او لا ولا تأثيم

وانما يقع الاثم اذا وسوس الشيطان لكم واستجبتم له لفعل المعصية 

ولا يقع الاثم لقوله تعالى ... إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوا وَّآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (المائدة 93)

12- اما القول في تأويل قوله تعالى ... وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ... (البقرة 223)  اختلف أهل التأويل في معنى ذلك 

* فقال بعضهم  معنى ذلك قدموا لأنفسكم الخير وذكر من قال ذلك حدثني موسى قال ثنا عمرو قال ثنا أسباط عن السدي أما قوله  ... وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ... (البقرة 223) فالخير

وقال آخرون بل معنى ذلك  ... وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ... (البقرة 223) ذكر الله عند الجماع وإتيان الحرث قبل إتيانه ذكر من قال ذلك حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال ثني محمد بن كثير عن عبد الله بن واقد عن عطاء قال أراه عن ابن عباس  ... وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ... (البقرة 223)  

قال التسمية عند الجماع يقول بسم الله والذي هو أولى بتأويل الآية ما روينا عن السدي وهو أن قوله ... وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ... (البقرة 223) أمر من الله تعالى ذكره عباده بتقديم الخير والصالح من الأعمال ليوم معادهم إلى ربهم عدة منهم ذلك لأنفسهم عند لقائه في موقف الحساب فإنه قال تعالى ذكره وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (البقرة 110) وإنما قلنا ذلك أولى بتأويل الآية لأن الله تعالى ذكره عقب قوله ... وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ... (البقرة 223)  بالأمر باتقائه في ركوب معاصيه فكان الذي هو أولى بأن يكون الذي قبل التهديد على المعصية عاما الأمر بالطاعة عاما
فإن قال لنا قائل وما وجه الأمر بالطاعة بقوله ... وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ... (البقرة 223)  من قوله  نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ... (البقرة 223)؟ قيل إن ذلك لم يقصد به ما توهمته وإنما عنى به وقدموا لأنفسكم من الخيرات التي ندبناكم إليها بقولنا { يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين } وما بعده من سائر ما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم  فأجيبوا عنه مما ذكره الله تعالى ذكره في هذه الآيات ثم قال تعالى ذكره قد بينا لكم ما فيه رشدكم وهدايتكم إلى ما يرضي ربكم عنكم فقدموا لأنفسكم الخير الذي أمركم به واتخذوا عنده به عهدا لتجدوه لديه إذا لقيتموه في معادكم واتقوه في معاصيه أن تقربوها وفي حدوده أن تضيعوها واعلموا أنكم لا محالة ملاقوه في معادكم فمجاز المحسن منكم بإحسانه والمسيء بإساءته واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين

ما قيل هو ترجمة لمعنى كلمات دون النظر الى مدلولاتها وفسرت كلماتها على مطلقها وَقَدِّمُوا قدمو لانفسكم الخير وَاتَّقُوا اللَّهَ الأمر باتقائه في ركوب معاصيه

قوله تعالى ... وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ... (البقرة 223) الاية تتكلم عن علاقة الرجال بالنساء ان تقول بسم بالله انت تفعل ذلك عندما تبدأ اى شئ وتقدم الخير اذا كنت من عباد الله المخلصين فمن ايات الله ان خلق من انفسنا ازواجا لنسكن اليها وجعلها مبنية على المودة بين الزوجين والمودة تعنى التوادّ والتّواصل بينكم بالمحبَّةُ وَالوِئَامٌ وتعريف علم النفس هو المودة شعور بالانسجام بين شخصين أو أكثر ينبع من الاحتكاك الاجتماعي والعاطفي الدائم ولقوله تعالى وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الروم 21) وقوله تعالى نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (البقرة 223) وقوله تعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (الحجرات 13)

الاية تطلب من الرجال ان يقدمو لانفسهم قبل ان يأتوا حرثهم من النساء بالكلام الطيب كذكر محاسن زوجاتهم من جمال ورقة حتى وان كانت عكس الحقيقة فانت ارتضيت بها ولقوله تعالى ... وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ... (البقرة 216) وان يتقى الله لقوله تعالى وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (البقرة 235) وقوله تعالى وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (البقرة 222) هكذا تتقى الله الخبير العليم بان تعتزل النساء فى المحيض وان تاتى حرثك من حيث امرك الله وان تتقى فتعدل بين النساء لقوله تعالى وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا  (النساء 129) وتدبر قوله تعالى الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (النساء (34) وقيل الضرب برقة عملا بروح القراءن الذى انزله الله رحمة للمحسنين لقوله تعالى هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ (لقمان 3) واذا طلقتموهن  فلا تخرجوهن الا لعدتهن لعل الله يحدث امرا لقوله تعالى يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا (الطلاق 1) وَلَا يَخْرُجْنَ لقول الله ... إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ... (الطلاق 1)

19- التحريم

هنالك انواع من التحريم

1- تحريم عام من الله

لقوله تعالى إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (البقرة 173)

وقوله تعالى الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (البقرة 275)

2- تحريم خاص من الله لقوم

لقوله تعالى فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (النساء 160)

وقوله تعالى قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (المائدة 26)

3- تحريم خاص من الله لشخص

لقوله تعالى وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (القصص 12)

وقوله تعالى لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا (الأحزاب 52)

4- تحريم خاص من الله مرتبط بوقت

لقوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَٰلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (المائدة 95)

وقوله تعالى قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (المائدة 26)

5- تحريم من العبد لنفسة

لقوله تعالى كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (آل عمران 93)

وقوله تعالى قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (الأنعام 140)

6- تحريم من العبد على احد دون احد

لقوله تعالى وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَٰذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَىٰ أَزْوَاجِنَا وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (الأنعام 139)

7- تحريم من العبد لبعض الوقت

لقوله تعالى إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (التوبة 37)

20- هل حقا الاجتناب اقوى من التحريم

اذا كان الاجتناب تعنى الابتعاد وأن قوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (المائدة 90) فيها الأمر بمطلق الاجتناب وهو يستلزم أن لا ينتفع بشيء معه من الخمر في حال من حالاته في غير وقت الصلاة وفي حال السكر وحال عدم السكر وجميع المنافع في العين والثمن

ولكن لم يحرم الله العليم الخبير على البشر اى من محرماتة تحريما مطلقا فمثلا

حرم الميتة         وحلل صيد البر والبحر
حرم الدم           وحلل الكبد والطحال
حرم الزنى         وحلل النكاح
حرم الخنزير      وحلل اكلة ان كنت مضطرا

فقوله تعالى ... اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ ... (الزمو 17) اذا اخذنا بمطلق الاجتناب ستعنى اذا دعاك الشيطان لذكر الله فلا تذكر الله ابدا واذا دعاك للصلاة فلا تصلي ابدا واذا دعاك الى طاعة الله فلا تطع الله ابدا

تدبر قوله تعالى كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِي (الحشر 16) وقوله تعالى وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (الأنفال 48) اذا كان الاجتناب تعنى الابتعاد وفيها الأمر بمطلق الاجتناب فهل على المسلم الا يخاف اللَّه العزيز الجبار اجتنابا للشيطان ... وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (الأنفال 48)؟

كذلك الحيران بعد ان يتمكن منة الشيطان ووقت اختياره عمل المعصية ولا رجعة للاختيار يوسوس له الشيطان بشى عجيب ويدعوه لذكر الله وعدم الذهاب ويدعوه للصلاة بدلا من فعل المعصية  ويستشهد بايمان الرسل وصبرهم وايمان رسوله ووعد الله له بالجنة والامثلة كثيرة

وقوله تعالى ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (الحج 30) وقول الزور هو القول بغير الحقيقة - الكذب فيجب الامتناع عن الكذب ان كان لمضرة او كان لاصلاح فيجب عليك ان تخبر عدوك بميعاد هجومك عليه ليأخذ حذرة او ان تقول لزوجتك بقبحها وان كانت كذلك فتكون الحياه الزوجية جحيم او اذا سألك صديقان متخاصمان للشهادة وكان هنالك ما يدينهما تقوله فتذيد حدة الخلاف بينهما وان كنت تريد الاصلاح بينهم

الملاحظ ان الحكم على الخمر قد شابه الهوى من المفسرين بالنظر فقط لاثمها ظنا بان الله قد حرمها بغير دليل الا قول البشر ولم يشرح او يشار فى تفاسيرهم بان ما يبنى علية التحريم القاطع  كانت اخر ما نزلت فى القراءن كما اتفق علية ودلالتها بان الخمر فى كل وقت الوحى كانت حلالا وكان السلف الصالح اصحاب رسول الله يشرب الخمر واحديثهم دلت كذلك على ان الرسول قد اهدى خمر من اجود الانواع المصنعة فى العراق والشام وجودة الخمر فى مدة تعتيقها

فكيف نقبل بان الخمر درجت فى التحريم حتى لا ينفر الناس من الدين الجديد لحبهم الشديد للخمر؟ فأخذت ثلاث وعشرون سنة فى التدرج وهل التحليل والتحريم متوقف على اهواء البشر تدبر قوله تعالى وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ (المؤمنون 71) وقوله تعالى فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (البقرة 251) وقوله تعالى قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَٰذَا فَإِن شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (النعام 150)

واعلم أن ورود مثل هذه الأقوال المخالفة للعقل والقياس الصحيح يوجب على المسلم البصير في دينه الرحيم بنفسه أن لا يسلم قيادة عقله وتفكيره وعقيدته لغير معصوم مهما كان شأنه في العلم والتقوى والصلاح بل عليه أن يأخذ من حيث أخذوا من الكتاب والسنة المؤكدة بالقراّن

وبالإضافة إلى ذلك اعتقد أن من قال بهذا القول من العلماء المشار إليهم فهو مأجور على خطئه للحديث المعروف لأنهم قصدوا الحق فأخطئوه وأما من وقف من أتباعهم على هذه الأحاديث التي ذكرنا ثم أصر على تقليدهم على خطأهم وأعرض عن التدبر والتعقل فهو ولا شك على ضلال مبين وهو داخل في وعيد الله فى قوله تعالى سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَىٰ ( الاعلى 10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (الاعلى 11)

وصدق الله العظيم إذ يقول قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَٰذَا فَإِن شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (الانعام 150) وقوله تعالى وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (يونس 95) وقوله تعالى وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (النحل 116) وقوله تعالى وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (المائدة 48) وقوله تعالى وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (يونس 82) وقوله تعالى فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (القصص 50)

نفهم منها ان الله اللطيف الخبير يحاسب اصحاب العقل الواعى الذى يتدبر ويتفكر ويعزم ولا يحاسبنا عند غياب عقولنا ونحن اطفال واثناء النوم مثلا او مرضى او عارضا مرضيا يجعلك غير مسئول عن افعالك وعمل المعصية   فنفهم وجوبية التحذير من شرب الخمر فى قوله تعالى إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (المائدة 91) فبعد هذا التحذير ان قمت بفعل معصية وانت شارب خمر او فاقد السيطرة على نفسك بسبب الخمر تقع المعصية ووجب العقاب

ولا تستطيع القول ولكن بعد شرب الخمر عارضة تجعلك غير مسئول عن افعالك لان الله قد تقدم لك بالوعيد لقوله تعالى قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ (ق 28) والتحذير لقوله تعالى إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (المائدة 91)

تدبر قوله تعالى قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (الأعراف 32) يتسائل العليم الخبير من الذى يحرم ما احل الله من الزينة والطيبات من الرزق والتى اخرجها لعباده وقوله تعالى ... قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ... (الأعراف 32) تعنى ان ما احل لكم فى الدنيا هى خالصة لكم يوم القيامة والمقصود جنة الخلد لان الزينة والطيبات من الرزق فى الجنة وليس وقت الحساب وان كان اصحاب الجنة فرحين مستبشرين

ويمكن قراءة الاية بان ما ذكر بانة رزق طيب لكم فى جنة الخلد هو كذلك فى الحياة الدنيا ... قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ...  خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ... (الأعراف 32) ففى جنة الخلد كل الرزق من الطيبات وعباد الله الطالحين الفائزين بالجنة كل ما يطعموا من ثمرات يقولون هذا الذى رزقنا من قبل لقوله تعالى وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (البقرة 25) والخمر من الطيبات من الرزق فمزاجه كافورا وزنجبيلا ولذة للشاربين وكلما رزق منها عباد الله الصالحين فى جنة الخلد ... قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ... (البقرة 25) ام سيصمتون؟

تدبر قوله تعالى قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَٰذَا فَإِن شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ  (الأنعام 150)

الله الخبير العليم يشهدنا انة تعالى لم يحرم الا ما ذكرة محرما ويأمرنا بالا نشهد مع من يريد تحريم ما احل الله ولانتبع اهوائهم - منهم من كذب بايات الله ومنهم من لايؤمنون بالاخرة ومنهم من يريد ان يعدل كتاب الله باتباع الهوى بغير علم ظنا منه انما يعمل عملا صالحا

وقوله تعالى قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (الأعراف 33)

فيقول قائل ان الله قد حرم الاثم لقوله تعالى يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا (البقرة 219) فنقول ان الخمر ليست اثم فى كونها خمر لان وعدنا الله الذى لايخلف وعده فى الجنة بخمر لا اثم فيها وقد حدد الله العليم القدير ان الاثم نتيجة وسوسة الشيطان لقوله تعالى إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (المائدة 91) وحيث ان الجنة محرمة على الشياطين فلا اثم بالخمر فى الجنة الذى هو مصدره الشياطين


قوله تعالى لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوا وَّآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (المائدة 93) على تلك الشروط فلا اثم على من شرب الخمر او الانتفع منها او استخدمها فى ما يفيد مثل الدواء او اى استخدمات اخرى مفيدة

No comments:

Post a Comment