Thursday, August 28, 2014

عذاب القبر بين الحقيقة والخيال 2

يتبع

ثم استخدم الله العليم القدير حرف العطف ثُمَّ فى قوله تعالى ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (النبأ 5) اولا تأكيد بانهم سوف يعلمون ثانيا ليعلمنا العلى القدير بالتراخى فى الزمن الى ان يعلمون علم عين اليقين لقوله تعالى أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (التكاثر 1) حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (التكاثر 2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (التكاثر 3)  ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (التكاثر 4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (التكاثر 5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (التكاثر 6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (التكاثر 7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (التكاثر 8)

وقوله تعالى ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (التكاثر 7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (التكاثر 8) لدليل بان الحساب عندما نرى النار بعين اليقين جسدا وروحا يوم القيامة ولقوله تعالى لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ  (ق 22) وقوله تعالى يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (الطور 13) هَٰذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (الطور 14) أَفَسِحْرٌ هَٰذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ (الطور 15) اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ ۖ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (الطور 16)

6- قال تعالى  يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ ۖ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآبًا (39) إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (النبأ 40)

اقتران العذاب بالحساب لقوله تعالى إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ... (النبأ 40)
7- قال تعالى إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ )الغاشية  (25ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (الغاشية 26)

دلالة ثُمَّ في العربية حرف عطف يدلّ على الترتيب مع التراخي في الزمن

الزمن بالنسبة للإنسان 1) حياته  2) مماته  3) بعثه

ففهمنا بان الحساب بعد الحياه وتراخينا فى الزمن تعنى فى زمن بعثه وليس مماته لان اذا كان الحساب فى  زمن مماته لاستخدم الله العليم الحليم حرف فاء الترتيب والتعقيب (فانَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ) 

فلا يجوز ان نقول واحد ثم اثنين الصحيح قول واحد فاثنين واذا اردنا استعمال (ثُمَّ) لابد من قول واحد (ثُمَّ) ثلاث او نقول واحد (ثُمَّ) اربعة وهكذا

مثلا اذا كنت ستقضى وقتا بالمدرسة تقول ذهبت الى المدرسة ثم الى السوق واذا قلت ذهبت الى المدرسة فالسوق سنفهم بانك لم تمكث فى المدرسة كذلك اذا قلت ذهبت الى المدرسة ثم الى السوق سنفهم انك قضيت وقتا بالمدرسة 

الفاء للترتيب باتصال وثم للترتيب بانفصال

8قال تعالى إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ۚ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (يونس 4) وقوله تعالى قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۚ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ (يونس 34)

ينبئنا الله العليم القدير بان مرجعنا جميعا اليه لا محالة وعد علية ومن اصدق من الله حديثا والله لايخلف الميعاد ولقوله تعالى اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۗ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا  (النساء 87) ولقوله تعالى ... وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا  (النساء 122) ويؤكد الله سبحانه وتعالى بانة وحده ولا يشرك احدا فى فعله لقوله تعالى قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ... (يونس 34) وهذا إبطال لدعواهم فيما أشركوا بالله غيره أي قل لهم يا محمد ذلك على جهة التوبيخ والتقرير فإن أجابوك وإلا فقل الله يبدأ الخلق ثم يعيده وليس غيره يفعل ذلك لقوله تعالى  ... قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ (يونس 34)

ويلاحظ ان الله جل فى علاه استخدم حرف العطف ثُمَّ اولا فى سؤاله الاستفسارى فى قوله تعالى قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ... (يونس 34) ولان الله يعلم ونحن لا نعلم لقوله تعالى ... وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (البقرة 216) فالاجابة الوحيدة المؤكدة فى قوله تعالى ... قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ (يونس 34) وثُمَّ حرف عطف يدلّ على الترتيب مع التراخي في الزمن  وثُمَّ للترتيب بانفصال بمعنى ان الزمن بالنسبة للإنسان 1) حياته  2) مماته  3) بعثه فان كان بدء الخلق للانسان الحياه ف ثُمَّ تفيد زمن البعث وليس الممات

9- قال تعالى مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (يونس 70)

دلالة ثُمَّ في العربية حرف عطف يدلّ على الترتيب مع التراخي في الزمن والترتيب بانفصال

قوله تعالى مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ... (يونس 70) تدل بان المتاع فى الدنيا ثم مرجعنا الى الله العليم القدير يوم البعث ولقوله تعالى وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا ۚ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (القصص 60) ولقوله تعالى وَزُخْرُفًا ۚ وَإِنْ كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (الزخرف 35)

فما هى دلالة ثُمَّ فى قوله تعالى ... ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (يونس 70) فقد عدنا الى الله جل فى علاه فكان يجب القول  فنُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ  وحاشا لله اللطيف الخبير

لان ثُمَّ حرف عطف يدلّ على الترتيب مع التراخي في الزمن وللترتيب بانفصال فلابد من وجود فترة بين مرجعنا الى الله جل فى علاه وبين العذاب الشديد للذين ظلموا انفسهم فهى كالفترة التى تقضيها امام القاضى لنظر قضيتك فاما يحكم ببرائتك فتكون حر او يحكم بادانتك فيحكم بالعقاب المساوى للجرم الذى اقترفتة بالتأكيد هى فترة الحساب والحكم كقوله تعالى اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (الروم 11) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ  (الروم 12)

فدلالة ثُمَّ فى قوله تعالى ... ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (يونس 70) انة بعد ان يرجع الظالمين جميعا لقوله تعالى ... إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ... (يونس 70) لله الواحد القهار فتكون محاسبتهم والحكم عليهم لذلك استخدم الله العليم الخبير الواحد القهار ثُمَّ نُذِيقُهُمُ العذاب الشديد جزاء كفرهم 

كذلك دليلا بان الحساب والحكم فقط لله الخبير العليم

10- قال تعالى لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ ۖ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (هود 34)

الواضح من الاية ان العذاب فى الحياة الدنيا  لقوله تعالى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ... (طه 124) وقوله تعالى ... وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِى غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ... (الانعام 93) وقوله تعالى فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (محمد 27) وقت قبض ارواح الظالمين ثم عذاب الاخرة لقوله تعالى وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ ۖ ... (هود 34) ولقوله تعالى أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (الجاثية 21)

الزمن بالنسبة للإنسان 1) حياته  2) مماته  3) بعثه فذكر الله العليم القدير العذاب فى الحياة والبعث فاذا كان هنالك عذاب فى القبر لذكر الله العليم القدير ذلك

11- قال تعالى لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (الحجر 7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (الحجر 8)

اذا تدبرنا الايتين وهو قول الظالمين لرسولهم بان ياتيهم بالملائكة ان كان صادق فيكون رد الله سبحانة وتعالى بان الملائكة لا تتنزل الا بالحق واذا ما انزلو ما كانو اذا منظرين 

المناظرة في اللغة مأخوذة من النظير أو من النظر بمعنى الإبصار أو الانتظار وفي الاصطلاح هي النظر بالبصيرة من الجانبين المعلل والسائل بغرض إظهار الصواب وعلم المناظرة علم عربي أصيل يختص بدراسة الفعالية التناظرية الحوارية من خلال تقعيد قواعدها المنطقية وشروطها الأخلاقية بقصد تطوير أسلوب المباحثة التي تتم بين طرفين يسعيان إلى إصابة الحق في ميدان من ميادين المعرفة حيث يواجه كل طرف الطرف الآخر بدعوى يدعيها ويسندها بجملة من الأدلة المناسبة مواجها في ذلك اعتراضات الخصم

مما سبق فهمنا بان حين تتنزل الملائكة لا تتنزل الا بالحق اما بالوحي لقوله تعالى اللهُ يَصْطَفِي مِنَ المَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (الحج 75) ولقوله تعالى يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ  (النحل 2) او البشرى لقوله تعالى قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (الحجر 53) وقوله تعالى قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (الحجر 55) او لانفاذ امر الله العليم الحكيم اما باهلاك قوم كقوله تعالى قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (الحجر 58) إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (الحجر 59) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا ۙ إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (الحجر 60) او اخذ روح من قضى علية بالموت لقوله تعالى ... وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِى غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ ... (الانعام 93) وقوله تعالى فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ ... (محمد 27) وقوله تعالى قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (مريم 20) قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (مريم 21) فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (مريم 22) وقوله تعالى يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۖ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (هود 67) ففهمنا بانة لا مجال للمناظرة حينها 

12- قال تعالى قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ  (الحجر 34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ  (الحجر 35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ  (الحجر 36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ  (الحجر 37) إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ  (الحجر 38)

عندما نفكر ونتدبر قوله تعالى  وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ  (الحجر 35) فالذى عصى ربة حينما امره بالسجود لقوله تعالى قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ... (الاعراف 12) وقوله تعالى يا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ  75) المتيقن بقدرة الله جل فى علاه لقوله تعالى قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ  (الحجر 36) فلم يعذبة الله الى يوم الدين بل لعنة الى يوم الدين وذلك لتمادية فى المعصية بدلا من طلب المغفرة من رب العالمين تمادى فى معصيتة وقال كما اعلمنا العليم الخبير فى قوله تعالى  قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (الاعراف 12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (الاعراف 12) قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (الاعراف 12) قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ (الاعراف 12) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (الاعراف 12) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (الاعراف 12) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ (الاعراف 12) وقوله تعالى وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (الحجر 28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (الحجر 29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (الحجر 30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (الحجر 31) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (الحجر 32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (الحجر 33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (الحجر 34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ (الحجر 35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (الحجر 36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (الحجر 37) إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ  (الحجر 38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (الحجر 39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (الحجر 40) ولو كان بدلا من التكبر طلب مغفرة الله لوجد الله غفور رحيم لقوله تعالى وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً (النساء 110) وقوله تعالى فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (الاعراف 22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (الاعراف 23) وقوله تعالى فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (البقرة 37)

فحقت على ابليس لعنة الله جل فى علاه

واللعنة تعنى

البركة نقيض اللعنة وتتخذ اللعنة في النص الديني شكل رغبة لمنع الخير أو البركة عن الشيء أو الشخص الملعون ولكن مع ذكر اسم الله فيها فيقال  لعنة الله عليه أو لعنه الله وغالباً ما تكون هذه الرغبة صادرة عن الرب أو من أنبيائه أو حتى ملائكته وتأثير اللعنة مقرون بقبول الرب لتنفيذ تلك رغبة الشخص تبعاً لقوة صلته معه كأن يكون صالحأً أو نبياً لكن الأديان تنبذ عموماً قيام الأشخاص باللعن فيما بينهم لئلا تنتشر البغضاء والكراهية ولأتفه الأسباب وما يترتب على ذلك من إفشال الدعوة إلى الدين أمام الكافرين به ويكون للعنة شروط كما في الدين الإسلامي لقوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (البقرة 6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (البقرة 7) وقوله تعالى أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ (محمد 23)  وقوله تعالى وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (الكهف 57)

لا ينفي الإسلام تأثير اللعنة حتى ولو صدرت من بشر مع أن اللعنة قد تحل (بعكس هدفها) على الشخص الذي لعن بدلاً من الشخص المستهدف في اللعن وذلك وفقاً لمشيئة الله الذي يختص وحده بإبطال أو تفعيل تأثير اللعنة أو عكس اتجاهها لقوله تعالى وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ ۖ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (يونس 88)  قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (يونس 89) 
13- قال تعالى وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ ۖ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ ۚ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا  (الكهف 58)

ترجمة و معنى موعد في قاموس المعاني

مَوْعِد ( اسم ) :
مَوْعِد : اِجْتِمَاعٌ أو لِقَاءٌ (مُحَدّدٌ سابِقاً)
مَوعِد : وَعْد
مَوْعِد : وَقْتٌ مُحَدّد - أجَل

تفسير الجلالين

وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ ۖ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ في الدنيا بما كسبوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ ۚ بَلْ لَهُمْ مَوْعِد وهو يوم القيامة لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا ملجأ

تفسير الميسر

وَرَبُّكَ الْغَفُورُ لذنوب عباده إذا تابوا ذُو الرَّحْمَةِ بهم لو يعاقب هؤلاء المعرضين عن آياته بما كسبوا من الذنوب والآثام لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ ۚ ولكنه تعالى حليم لا يعجل بالعقوبة بَلْ لَهُمْ مَوْعِد يجازون فيه بأعمالهم لا مندوحة لهم عنه ولا محيد

تفسير القرطبي

قوله تعالى وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ... (الكهف 58) أي للذنوب وهذا يختص به أهل الإيمان دون الكفرة بدليل قوله إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ ... (النساء 48) وقوله تعالى ... ذُو الرَّحْمَةِ ... (الكهف 58) فيه أربع تأويلات أحدها ذو العفو الثاني ذو الثواب وهو على هذين الوجهين مختص بأهل الإيمان دون الكفر الثالث ذو النعمة الرابع ذو الهدى وهو على هذين الوجهين يعم أهل الأيمان والكفر لأنه ينعم في الدنيا على الكافر كإنعامه على المؤمن وقد أوضح هداه للكافر كما أوضحه للمؤمن وإن اهتدى به المؤمن دون الكافر

وقوله تعالى ... لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا ... (الكهف 58) أي من الكفر والمعاصي وقوله تعالى ... لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ ... (الكهف 58) ولكنه يمهل وقوله تعالى ... بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ ... (الكهف 58) أي أجل مقدر يؤخرون إليه نظيره وقوله تعالى لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌ ... (الأنعام 67)  وقوله تعالى ... لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (الرعد 38) أي إذا حل لم يتأخر عنهم إما في الدنيا وإما في الآخرة وقوله تعالى ... لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا  (الكهف 58) أي ملجأ

قاله ابن عباس وابن زيد وحكاه الجوهري في الصحاح وقد وأل يئل وألا ووؤولا على فعول أي لجأ وواءل منه على فاعل أي طلب النجاة وقال مجاهد محرزا قتادة وليا وأبو عبيدة منجى وقيل محيصا والمعنى واحد والعرب تقول  لا وألت نفسه أي لا نجت

منه قول الشاعر لا وألت نفسك خليتها  للعامريين ولم تكلم وقال الأعشى وقد أخالس رب البيت غفلته وقد يحاذر مني ثم ما يئل أي ما ينجو

الرابط


ما فهمت من تفسير القرطبي انة يميل اكثر بان المقصود بالموعد هو الاجل

ولكنى اميل الى تفسير الجلالين ان المقصود بالموعد يوم القيامة لقوله تعالى هَٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (يس 63) وقوله تعالى وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (الاعراف 44)

ففهمنا من قول الله جل فى علاه بان العذاب مؤخر الى يوم الحساب ولو كان العذاب فى القبر لكان قوله تعالى ... لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ ... (الكهف 58) حاشا لله غير دقيق التوظيف ولقوله تعالى كَلا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (القيامة 20) وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ (القيامة 21) 

14- قال تعالى وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (الكهف 59)

اى لموتهم ميعاد لا يستأخرون فية ساعة ولا يستقدمون ولقوله تعالى وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ (الاعراف 34) ولقوله تعالى فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (الزخرف 83)

15- لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (الانبياء 39) بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (الانبياء 40)

تفسير الجلالين

قال تعالى لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ ... (الانبياء 39) يدفعون عن وجوههم النار ... عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (الانبياء 39)  يمنعون منها في القيامة وجواب لو ما قالوا ذلك
يعلمنا الله وهو العليم الخبير الذى يعلم ونحن لا نعلم الا ما علمنا الله جل فى علاه لقوله تعالى وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (البقرة 216) بحال الظالمين لانفسهم يوم القيامة عندما تكون النار محيطة بالظالمين بغتة فلا يستطيعون ردها ولا احد ينصرهم وقوله تعالى ... وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (الانبياء 39) اذا ما تدبرنا الاية لنجدها دليلا قاطعا بان الحساب بيد الله العليم الخبير يوم القيامة وذلك لانك تستطيع نصرة اخيك وهو بالقبر بالدعاء له ان يغفر الله له ولكن وقت الحساب لا احد يستطيع التحدث الا من اذن له الرحمن وقال صوابا لقوله تعالى يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَقَالَ صَوَابًا (النبأ 38) فلا يستطيع احد نصرتهم حتى بالدعاء

وقوله تعالى ... وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (الانبياء 40) تعنى بعد دخولهم النار لاينظر لهم او يعتذرو ولا يستعتبون لقوله تعالى  فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (الروم 57) اى بعد بدء عذابهم لا ينصرون ولا ينظرون!!!

16- قال تعالى وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ (الانبياء 47)

بعد قوله تعالى وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ... وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ (الانبياء 47) ليس هنالك شك بان الحساب يوم القيامة وان الله العليم الحكيم هو من سيحاسب البشر لما تتطلبة المحاسبة من المعرفة اليقينية بالتكليف والافعال وابعاد الظلم والضامن بعدم وقوع الظلم هو ان الله سبحانه وتعالى هو الذى يحاسب لعلمه المطلق ولقوله تعالى ... فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ ... (الانبياء 47) ولقوله تعالى وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا  (الكهف 49)

17- قال تعالى إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (الانبياء 110) وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (الانبياء 111) قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ ۗ وَرَبُّنَا الرَّحْمَٰنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ (الانبياء 112)

قوله تعالى قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ ۗ ... (الانبياء 112) ذلك لان الله العليم القدير ولقوله تعالى إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (الانبياء 110) ففهمنا بان الحساب للذى بيده المعرفة بكل صغيرة او كبيرة ولقوله تعالى وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا  (الكهف 49) ومن له الحكم لقوله تعالى ...أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (الانعام 62)

18- قال تعالى وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (الحج 7)

دليل بان بعث من فى القبور يكون يوم تقوم الساعة

19- قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (الحج 17)

دليل بان الحساب والحكم لله العليم الخبير يوم القيامة

20- قال تعالى وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (الحج 47)

دليل بان العذاب يوم القيامة فقط نحن نعتقد ان يوم القيامة بعيد ولكن الله الحكيم الحليم يراه قريب ولقوله تعالى سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (المعارج 1) لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (المعارج 2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (المعارج 3) تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (المعارج 4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا (المعارج 5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (المعارج 6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (المعارج 7)    

21- قال تعالى وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (المؤمنون 12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (المؤمنون 13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِين (المؤمنون 14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ (المؤمنون 15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (المؤمنون 16)

بتدبر الايات والتفكر بها نرى ترتيب لايقبل الشك ابتدا من خلق الله العلى القدير للانسان من طين  ثُمَّ ينبئنا العليم الخبير بمراحل تكوين الجنين من بدء كونه نطفة فى قرار مكين  ثُمَّ النطفة علقة فخلق العلقة مضعة فخلق المضغة عظاما فكسى العظام لحما  ثُمَّ انشأه خلقا اخر

ثُمَّ حرف عطف يدلّ على الترتيب مع التراخي في الزمن والترتيب بانفصال فنفهم بان استخدام حرف العظف ثُمَّ لتراخى  تحقيق زمن المعطوف علية

وقد يلقى الشيطان فتنتة للذين فى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم فيقول ولكن الله جل فى علاه استخدم حرف العطف الفاء وحرف العطف الفاء يدل على التعقيب فى قوله تعالى ... فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ... (المؤمنون 14) والعلم الحديث قد اثبت ان هنالك تراخى فى الزمن للعلقة حتى تكون مضغة وللمضغة لتكون عظم وكذلك للعظام حتى تكسى لحما 

وما سبق دليلا بان القراءن ليس من عند الله للخطأ اللغوى لقراءن قد تحدى بانة ليس من بين صفحاته اى اختلاف لقوله تعالى وَمَا كَانَ هَٰذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَىٰ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (يونس 37) وحاشا لله العليم الخبير

نحو قوله تعالى ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (المؤمنون 14) فالفاءات في فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً وفي فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً وفي فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً بمعنى ثمّ لتراخي معطوفاتها ونحو قوله تعالى وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (الأعلى 4) فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى (الأعلى 5) فإخراج المرعى هو إنبات العشب واخضراره والفاء هنا بمعنى ثم وليست للتعقيب لأن تحويل العشب الأخضر إلى هشيم أسود يابس يحتاج إلى وقت ولقوله تعالى أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (الزمر 21)

ولان من التعقيب ما يسمى بالتعقيب العرفي وهو ما تم التعارف عليه سواء في العقل أوالعادة أي معروفا عادة وواقعا وعقلا بحصول كذا وكذا نحو قوله تعالى فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً (مريم 27) فالفاء في قوله فَأَتَتْ ... (مريم 27) دلت على أن مريم عليها السلام جاءت أهلها عقب الانتهاء من الكلام مع ابنها عيسى عليه السلام فعلى هذا يكون التعقيب المستفاد من الفاء تعقيبا عرفيا أي أنه من المتعارف عليه أن الولادة تكون بعد الحمل

مما سبق نفهم بان المعنى كأنه قال  ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً (ثم) خَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً (ثم) خَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً (ثم) كَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ او كما قال تعالى هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا ۚ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّىٰ مِنْ قَبْلُ ۖ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (غافر 67)

وفى ذلك قوله تعالى لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (الحج 53) 

وقوله تعالى وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (الحج 54)

وقد استخدم الله العليم القدير حرف العطف (ثُمَّ) خمس مرات وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ... ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً ... ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً ... ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ  ... ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ ...  ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (المؤمنون 16:12) 

كأن المولى عز وجل يريد ان ندرك  ويثبت التراخى فى الزمن باستخدام حرف العطف ثُمَّ  لتأكيدا ذلك الترتيب مع التراخى فى الزمن استخدام المولى عز وجل  (ثُمَّ) بين قوله تعالى ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً ...  ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً ... ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ... ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ ... ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (المؤمنون 16:13)  لنتبين بان لا حساب فى زمن الموت فالحساب يبدأ بعد زمن البعث

22- قال تعالى حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (المؤمنون 99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (المؤمنون 100) فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (المؤمنون 101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (المؤمنون 102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (المؤمنون 103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (المؤمنون 104) أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (المؤمنون 105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (المؤمنون 106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (المؤمنون 107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (المؤمنون 108) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (المؤمنون 109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (المؤمنون 110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (المؤمنون 111) قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (المؤمنون 112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (المؤمنون 113) قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (المؤمنون 114) أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (المؤمنون 115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (المؤمنون 116) وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (المؤمنون 117) وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (المؤمنون 118)

23- قال تعالى وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (الشعراء 87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (الشعراء 88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (الشعراء 89) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (الشعراء 90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (الشعراء 91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (الشعراء 92) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (الشعراء 93) فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (الشعراء 94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (الشعراء 95) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (الشعراء 96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (الشعراء 97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (الشعراء 98)
فقول سيدنا ابراهيم كما علمنا من الله اللطيف الخبير فى قوله تعالى وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (الشعراء 87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (الشعراء 88) نفهم بان الحساب يوم البعث يعني جل ثناؤه بقوله  وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (الشعراء 90) أدنيت الجنة وقربت للمتقين الذين اتقوا عقاب الله في الآخرة بطاعتهم إياه في الدنيا وقوله تعالى   وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (الشعراء 91) يقول أظهرت النار للذين غووا فضلوا عن سواء السبيل وقيل للغاوين أين ما كنتم تعبدون من دون الله من الأنداد هل ينصرونكم  اليوم من الله  فينقذونكم من عذابه أو ينتصرون لأنفسهم فينجونها مما يراد بها ؟ فنفهم بان الانسان بكامل حواسة روحا وجسدا
24- قال تعالى أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (الشعراء 204) أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (الشعراء 205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (الشعراء 206)

متعناهم فى الدنيا ولقوله تعالى وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا ۚ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (القصص 60) ثُمَّ حرف عطف يدلّ على الترتيب مع التراخي في الزمن والترتيب بانفصال فيكون ما يوعدون يوم الحساب يوم القيامة ولقوله تعالى وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (الاعراف 44)

25- قال تعالى قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (العنكبوت 20)

نفهم بان الروح تعود للجسد فى النشأة الاخرى بعد زمن الموت لقوله تعالى اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ... (الروم 11) 

26- قال تعالى وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (العنكبوت 25) 

ذكر الله العليم القدير الظالمين باتخاذهم الاوثان فى الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكون مـأواهم النار ثُمَّ حرف عطف يدلّ على الترتيب مع التراخي في الزمن والترتيب بانفصال فيكون مأواهم النار يوم الحساب يوم القيامة

27- قال تعالى وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ ۚ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (العنكبوت 53) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (العنكبوت 54) يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (العنكبوت 55)

يعلمنا الله سبحانة وتعالى بان العذاب مؤجل الى يوم القيامة ويأكد بان العذاب يوم القيامة لقوله تعالى يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (العنكبوت 54) ويزيد التأكيد بان العذاب يوم القيامة بوصف ما سيكون علية حال الظالمين حيث يأتيهم العذاب من فوقهم ومن تحت ارجلهم

28- قال تعالى اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ۖ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَٰلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (الروم 40)

29- قال تعالى سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ ۚ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (الروم 42) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ ۖ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (الروم 43) 

30- قال تعالى وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ الْبَعْثِ ۖ فَهَٰذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَٰكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (الروم 56)

31- قال تعالى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ ۖ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ ۖ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (سبأ 3) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (سبأ 4) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (سبأ 5)

32- قال تعالى وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (سبأ 12)

33- قال تعالى وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (سبأ 29) قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ (سبأ 30)

34- قال تعالى إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (يس 12)
35- قال تعالى كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (ص 12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ ۚ أُولَٰئِكَ الْأَحْزَابُ (ص 13) إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (ص 14) وَمَا يَنْظُرُ هَٰؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ (ص 15) وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (ص 16) اصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ  (ص 17)

يبين الله العلى القدير بان ما يلقاه الظالمين فى الدنيا عقاب على افعالهم وعدم امتثالهم لرسلهم لقوله تعالى فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (العنكبوت 40) وقوله تعالى أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (التغابن 5) وقوله تعالى وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (الطلاق 8) فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (الطلاق 9)

وقول الظالمين كما اعلمنا الله العليم الحليم فى قوله تعالى وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (ص 16) فكان قول الله اصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ ... (ص 17) وقوله تعالى قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ (سبأ 30) وقوله تعالى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ ۖ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ ... (سبأ 3) وقوله تعالى يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (العنكبوت 54) دلائل بان العذاب يوم القيامة وليس بالقبر

36- قال تعالى يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (ص 26)

اقتران العذاب الشديد بيوم الحساب دليل بان لا عذاب الا بعد حساب

37- قال تعالى إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (الزمر 30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (الزمر 31) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (الزمر 32) وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (الزمر 33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ۚ ذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (الزمر 34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (الزمر 35) أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (الزمر 36) 

38- قال تعالى إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (غافر 59)

اذا ما تدبرنا الاية نجد بانها تكررت كثيرا بكتاب الله والايات التى تنذر الناس بالعذاب فى الاخرة وما قد يصيبة ان كان من الظالمين تصديقا لقوله تعالى وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ۗ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (الاسراء 105) وقوله تعالى مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (الاسراء 15)

وقد اجمع المفسرون على انه لا عذاب لمن لم يصله من الله خبرا ويأتيه من الله بـيِّنة

واتفق مع القول فى التكليف واختلف معه فى معرفة الخالق فاّيات الخالق تدل علية لقوله تعالى سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (فصلت 53) والسيرة الذاتية لخليل الله ابراهيم وسيد البشر محمد وتفكره وتدبر ايات الله العلى القدير بغار حراء لخير دليل فقول سيدنا ابراهيم كما اعلمنا اللطيف الخبير فى قوله تعالى وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (الانعام 75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (الانعام 76)  فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (الانعام 77)  فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (الانعام 78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (الانعام 79) وقوله تعالى ذَٰلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ (محمد 3)

فالتأمل والتفكر والتدبر واعمال العقل يؤدى بالضرورة لمعرفة الخالق

انما التكليفات من الخالق فلا عذاب لمن لم يصله من الله سبحانه وتعالى خبر او بـيِّنة

ومن هنا لابد ان يتبادر فى ذهن المؤمنون بان عذاب الاخرة قد اتنا منة خبرا وبينة ووعيد وتأكيد لكثرة الايات الدالة على ذلك بانة اتى لا محالة ولقوله تعالى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ ۖ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ ... (سبأ 3) وهذا منطقى فالعذاب ليس بالشئ الهين ولا يرضاه الله لنا لقوله تعالى إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (الزمر 7) وقوله تعالى وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ  (الأعراف 156) فكانت حتمية ان ينذرنا الغفور الحليم فى اكثر من اية ولقوله تعالى قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (ق 28)

ولكن لا اجد ما يدل على الاصرار بالانذار فى مسئلة عذاب القبر او حتى انذار واحد وحاشا لله الذى سبقت مغفرته عذابة فالله سبحانه وتعالى لاحب اليه ان يؤمن الناس جميعا ولا ان يعذب واحد فقط ولقوله تعالى مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ  (النساء 147) وقوله تعالى كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (ص 29)
وقوله تعالى

وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ ۖ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ ۗ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
(غافر 20)

39- قال تعالى فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۚ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (غافر 77)
قد يتخذ البعض قوله تعالى ... فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (غافر 77) دليلا على عذاب القبر فقد استخدم العلى القدير حرف العطف فاء فى قوله (فَإِلَيْنَا) ودلالة الفاء هنا للتعقيب العرفى بمعنى ثم

الحقيقة ان الله اللطيف الخبير استخدم الفاء وليس ثم ليعلمنا بان الحياة التى يعتقد الظالمين بانها هى المنى لهم ولا حياة بعدها لقولهم كما اعلمنا الله العليم الخبير فى قوله تعالى وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35 سبأ) وقوله تعالى وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (الأنعام 29) ومعنى قولهم نموت ونحيا يموت الآباء ويأتي الأبناء وقوله تعالى وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ (الجاثية 24) وفلسفة هؤلاء للحياة أنها بطون تدفع وأرض تبلع فلا بعث ولا مرجع وقوله تعالى أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظَاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (المؤمنون 35) هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (المؤمنون 36) إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (المؤمنون 37)

هى فى زمن الله سبحانة وتعالى كلمح البصر لقوله تعالى يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (السجدة 5) وقوله تعالى وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّون (الحج 47) وقوله تعالى تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (المعارج 4) وقوله تعالى فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (الاحقاف 35)
40- قال تعالى فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ ۖ وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (فصلت 16)

قد ذكر الله العليم الخبير عذاب الخزى فى الحياة الدنيا وقد اوضح كيف يكون فى قوله تعالى فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ ... (فصلت 16) ثم ذكر بعد الحياة الدنيا عذاب الاخرة تعد دليلا بان زمن الموت لايوجد به عذاب ولقوله تعالى فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ... (الاحقاف 35) وقوله تعالى فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (الذاريات 59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (الذاريات 60) وقوله تعالى فَذَرْهُمْ حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (الطور 45) وقوله تعالى ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَٰذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (الذاريات 14) ثم قوله تعالى إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (النبأ 40) فاذا كان قد عذب فى القبر عندما اصبح تربا بعد الموت لقوله تعالى وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (الواقعة 47)

فلما يتمنى الان الهروب من عذاب الى عذاب؟ ام لم يكن يعلم او يحس وقت عذابة فى القبر فما هو ضرورة العذاب اذا ان كان لا يعى او يحس بالعذاب؟

41- قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَنْ يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (فصلت 40)

نفهم بان من يلقى فى النار بعد الحساب يوم القيامة

42- قال تعالى وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (الشورى 7)

نفهم بان الانذار من العذاب يوم الجمع لقوله تعالى ... فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (الشورى 7)

43- قال تعالى وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ ۗ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ (الشورى 45) وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۗ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ (الشورى 46) اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ ۚ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ (الشورى 47)

44- قال تعالى قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (الجاثية 26) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُون (الجاثية 27)

45- قال تعالى وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (الاحقاف 20)

تفسير العلامة المستنير الشيخ الجليل محمد متولى الشعراوى

التقدير هنا واذكر يا محمد يوم يُعرض الذين كفروا على النار فساعة ترى الظرف فابحث عن الحدث الذي فيه لأن الزمن لا يُمدح ولا يُذمُّ لذاته إنما بحسب الفعل الذي يحدث فيه والحدث هنا أنْ يُعرض الذين كفروا على النار لكن مَنْ يُعرض على مَنْ؟

النار غير عاقل والكافرون عُقلاء فالنار تُعرض عليهم كما تقول عرضتُ القماش على المشتري لكن يوم القيامة سيتبين لهم أن النار عاقلة وهم الذين سيُعرضون عليها واقرأ قوله تعالى يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ ٱمْتَلأَتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن َّزِيدٍ (ق 30) وثبت في الحديث الشريف أنها تشتاق لأهلها من الكافرين والعاصين وأنها ستتكلم وتنطق والحق سبحانه يخاطب ما شاء بما شاء

إذن لا نفهم هذه الآية بقوانين البشر لأن لله قوانين أخرى مع الأشياء لذلك لو علّمها الله لأحد من خَلْقه لعلمها وتعامل بها كما رأينا في قصة سيدنا سليمان عليه السلام لقوله تعالى فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ...  (الأنبياء 79) فكان يفهم لغة الحيوان والطير لذلك لما سمع النملة وفهم منها تبسَّم ضاحكاً من قولها وشكر المنعم عليه بهذه النعمة ومنهم من قال إن في الآية قلباً كما تقول عرضتُ الحوض على الناقة والواقع أنك تعرض الناقة على الحوض لتشرب منه وقوله تعالى أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَـٰتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ ٱلدُّنْيَا وَٱسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا... (الأحقاف 20) أى يقال لهم هذا الكلام في الآخرة بعد أنْ تقوم الساعة لكن هناك آية أخرى يظن البعض أنها تتعارض مع هذه وهي قوله تعالى ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُوۤاْ آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ (غافر 46) ففهموا منها أن العرض يكون في الدنيا لأنه عطف عليها بقوله تعالى وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ...  (غافر 46) لكن المتأمل في هذه الآية يجد أن هذا العرض ليس في الدنيا ولا في الآخرة إنما في مرحلة البرزخ كيف؟

لأن الغدو والعشي ناشيء من حركة الشمس ووجود الليل والنهار والآخرة ليس فيها شيء من هذا فالآخرة ليس فيها شمس ولا قمر ولا ليل ولا نهار لقوله تعالى يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ... (إبراهيم 8) فنحن في الدنيا نعيش بالأسباب أما في الآخرة فنعيش بالمسبِّب سبحانه الشمس تُنير لنا في الدنيا أما الآخرة لقوله تعالى وَأَشْرَقَتِ ٱلأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا...  (الزمر 69) إذن العرض هنا في البرزخ لقوله تعالى وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُوۤاْ آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ (غافر 46) فالعرض ليس في الآخرة بل الدخول فالعرض في الأولى غير العرض في الثانية وما يدريك أنهم قبل أنْ يدخلوا النار يُعرضون عليها لأن الصراط مضروب على متن جهنم فيُعرضون على النار قبل أنْ يدخلوها وقوله تعالى أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَـٰتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ ٱلدُّنْيَا وَٱسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا... (الأحقاف 20) هذه الآية حَلَّتْ لنا إشكالاً حيث نرى أهل الكفر والإلحاد أكثر منا مالاً وزينة في الدنيا والبعض يسأل عن المخترعين والمكتشفين من غير المسلمين الذين خدموا البشرية بعلومهم هل لهم جزاء على ذلك؟

الجواب هنا فى قوله تعالى أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَـٰتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ ٱلدُّنْيَا...  ( الأحقاف 20) ولم يبق لهم نصيب في الآخرة فهذه سنة الله التي لا تتبدل فالله تعالى أعطى الأسباب للمؤمنين وللكفارين فمَنْ أحسن في الأسباب لم يُحرم ثمرة إحسانه حتى لو كان كفاراً ومَنْ قعد وتخاذل حُرم ولو كان مؤمناً لأن هذا عطاء الربوبية والذين قدَّموا للبشرية هذا العطاء وخدموها هذه الخدمة أكان في بالهم الله؟ أبداً كان في بالهم الحضارة والتقدم وخدمة التاريخ والإنسانية وقد أخذوا منها جزاءهم سمعة وصيتاً وتخليداً لذكراهم أقاموا لهم التماثيل وألَّفوا فيهم الكتب إذن أخذوا أجورهم ممَّنْ عملوا لهم وانتهت المسألة

لذلك يقول تعالى في وصف حال هؤلاء وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ ٱلظَّمْآنُ مَآءً حَتَّىٰ إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّـٰهُ حِسَابَهُ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ (النور 39) فوجىء بإلهٍ يحاسبه لم يكُنْ في باله ساعة العمل هذا حال الكافر أما المؤمن فيعمل العمل في الدنيا وعَيْنه على الآخرة  يُروى أن سيدنا رسول الله مرّ على أهل الصُّفَّة فوجدهم يلبسون الملابس المخرَّقة ولا يجدون ما يُرقِّعونها به فقال لهم أيُّ أيامكم خير؟ أهذا اليوم أو يوم يُغدي عليكم بجفَانٍ ويُراح عليكم بجفان وتغدون في حلة وتروحون في حُلة أخرى وعلى أبوابكم ستائر مثل ستائر الكعبة

وسيدنا عمر بن عبد العزيز كان قبل الخلاقة مشهوراً بأنه الفتى المدلَّل الذي يتقلب في النعيم ليل نهار حتى إنه كان يلبس الحرير وكان الخدم الذين يغسلون له ملابسه يأخذون من الناس رشوة ليغسلوا ملابسهم في الماء الذي غسل فيه ثياب عمر لكثرة ما بها من العطر والطيبفلما تولى الخلافة زهد في هذا النعيم وعاش حياة الزهد والتشقف وارتدى الثياب الخشنة فلما سألوه عن ذلك قال والله لو شئتُ لكنتُ أطيبكم طعاماً وأحسنكم ثياباً لكني أستبقي طيباتي للآخرة وإن لي نفساً توَّاقة يعني عندهما طموح للأحسن تاقتْ للإمارة فلما نلْتها تاقتْ للخلافة فلما نلتها تاقت للجنة

لذلك رُويَ عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالتْ كان يمرُّ الهلال ثم يمر الهلال ثم يمر الهلال يعني ثلاثة أشهر ما يُوقد في بيت محمد نار قيل فما طعامكم؟ قالت الأسودان الماء والتمر إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار كانت لهم منائح وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانهم فيسقينا إذن كان بيت سيدنا رسول الله نموذجاً ومثالاً وأُسْوة للفقراء وقوله تعالى فِي حَيَاتِكُمُ ٱلدُّنْيَا... (الأحقاف 20) بالله ساعة تفكر في معنى كلمة الدنيا هل تجد لها وصفا أدنى وأقل من هذا؟ وساعة تسمع الدنيا لا بد أنْ تتذكر المقابل وأن هناك حياة مقابلة تُوصف بأنها العليا وهي التي فيها الجزاء لقوله تعالى فَٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ ... (الأحقاف 20) أي يوم القيامة تُجزون على أعمالكم عذاب الهون يعني الهوان والذلة لأنكم استكبرتم في الدنيا عن قبول الحق ومن الهُون هذه أُخذِتْ كلمة (الهون) وهو الآلة التي ندقُّ فيها الأشياء في المطبخ فهو آلة الطحن والدقّ وسحق المادة التى تُوضع فيه فكأن العذاب الذي سيلاقونه سيسحق كبرياءهم ويجعلهم أذلةَ مُهانين لقوله تعالى ... بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ ... (الأحقاف 20) يعني بسبب استكباركم وتعاليكم عن قبول الحق لقوله تعالى ... فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ ... (الأحقاف  20) دل على أن هناك استكباراً بالحق وهو أنْ تتكبَّر على المتكبر لذلك قيل الكبر على أهل الكبر صدقة لذلك كان سيدنا حمزة في الحرب يرتدي عصابةَ الموت وهي عصابة حمراء ويرفع سيفه ثم يسير بين الصفوف يتبختر مزْهُواً بنفسه فنظر إليه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هذه مِشْية يبغضها الله إلا في هذا الموقف وقال رحم الله امرءاً أبدى لهم من نفسه قوة ونفهم من آيات القرآن الكريم أن المؤمن مِنْ وصفه في القرآن أنه غير مطبوع على طبع واحد ولا قالب واحد إنما الموقف الذي يعيشه هو الذي يملي عليه الطبع والمناسب للموقف واقرأ قوله تعالى مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ...   (الفتح  29) وقال تعالى أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ ... (المائدة  54) إذن هو عزيز في موقف وذليل في موقف آخر شديد في موقف ورحيم في موقف آخر فهو يجمع بين المتناقضيْن لأن المقام مختلف وقوله تعالى ... وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ (الأحقاف 20) إذن هناك استكبار وهناك فسق الاستكبار التعالي عن قبول الحق والفسق من فسقَتْ الرُّطبة يعني خرجت عن قشرتها والبلح له في استوائه أعمار فلما يكتمل الحجم يبدأ اللون أحمر أو أصفر ثم يرطب وتكون له قشرة فإذا كان في بيئة جافة جَمُدَ وجَفّ ولصقتْ القشرة في لحم البلحة وهذا أجود أنواع التمر فمعنى الفسق هنا يعني الخروج عن وعاء الطاعة ولما تتأمل الاستكبار والفسق تجد أنهما يجمعان بين عمل القلب وعمل الجوارح فالإنسان له قلبٌ وقالب القلب محلُّ الأسرار والغيبيات ومحل الإخلاص أو الرياء ومحلُّ التواضع أو التعالي فالاستكبار من أعمال القلب قال تعالى  وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً...   (النمل 14) أما الفسق فهو الخروج عن الطاعة التي هي عمل الجوارح

واتفق مع تفسير العلامه المستنير الشيخ الجليل الشعراوى الا فى قوله لأن الغدو والعشي ناشيء من حركة الشمس ووجود الليل والنهار والآخرة ليس فيها شيء من هذا فالآخرة ليس فيها شمس ولا قمر ولا ليل ولا نهار لقوله تعالى إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (مريم 60) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (مريم 61) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا ۖ وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (مريم 62) تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا (مريم 63) ففهمنا بان فى الجنة نهار وليل وان كانت لا تغير مراد قول العلامة الجليل لقوله تعالى مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلاَ زَمْهَرِيرًا (الإنسان 13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلاَلُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً (الإنسان 14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (الإنسان 15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (الإنسان 16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلاً (الإنسان 17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (الإنسان 18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (الإنسان 19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (الإنسان 20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (الإنسان 21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (الإنسان 22) لأن الغدو والعشي ناشيء من حركة الشمس ووجود الليل والنهار فى الحياة الدنيا هى حدود علمنا لتفسير الظاهرة ولا علم لنا الا ما علمنا العزيز القدير فكيف يكون بالجنة ... بُكْرَةً وَعَشِيًّا (مريم 62) لا علم لنا بة فهو بالنسبة لنا من الغيب الذى وجب الايمان به لقوله تعالى ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (البقرة 2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ... (البقرة 3)

46- قال تعالى يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (الذاريات 12) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (الذاريات 13) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَٰذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (الذاريات 14) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (الذاريات 15)

47- قال تعالى وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (الذاريات 22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (الذاريات 22)

48- قال تعالى فَذَرْهُمْ حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (الطور 45) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (الطور 46) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (الطور 47) وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (الطور 48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (الطور 49)

تفسير الشعراوى

... فَذَرْهُمْ ... (الطور 45) دعْهم واتركهم والمعنى أنه لا فائدة منهم ولا أملَ فيهم فاتركهم ولا تُحمل نفسك في سبيل هدايتهم ما لا تطيق وقد خاطبه ربه بقوله تعالى فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ...  (النحل 82) إذن فاتركهم ... حَتَّىٰ يُلَـٰقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (الطور 45) أي تصيبهم الصاعة والهلاك والمراد يوم القيامة ثم يزيد هذا اليوم بياناً فيقول يَوْمَ لاَ يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً ... (الطور 46) أي كيدهم لرسول الله وتآمرهم عليه ... وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ ... (الطور 46) ليس لهم ناصر من الله ولا دافع يدفع عنهم العذاب لأن الأمر لله وحده في هذا اليوم
 المراد بقوله تعالى وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (الطور 47) كفار مكة لأنهم ظلموا أنفسهم بالكفر وحرموها من نعمة تدوم في الآخرة إنْ هم آمنوا كما قال تعالى وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (النحل 118) فهؤلاء لهم ... عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ ... (الطور 47) أي قبل عذاب الآخرة سيلحق بهم العذاب في الدنيا ... وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُون (الطور 47)

49- قال تعالى بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ (القمر 46) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (القمر 47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (القمر 48)

الساعة تنقسم إلى قسمين  1) الساعة العامة 2) الساعة الخاصة

الساعة العامة مقصود بها من آدم حتى تقوم الساعة أى القيامة لقوله تعالى وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (الروم 12) وقوله تعالى وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (الروم 14) وقوله تعالى وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (الروم 55) وقوله تعالى ... وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (عافر 46)

الساعة الخاصة لكل فرد من الأفراد حينما تخرج الروح إلى بارئها وخالقها (من مات فقد قامت قيامته) لأن العمر محدود مهما طال لقوله تعالى وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ (الأعراف 34) وقوله تعالى قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ (يونس 49) وقوله تعالى وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ (النحل 61)
لتأكيد بان المقصود بالساعة هنا يوم القيامة وليس اجل الانسان فكان قوله تعالى يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (القمر 48) ففهمنا من قوله تعالى إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (القمر 47) يوم القيامة وليس فى القبر

50- قال تعالى فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (الواقعة 83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (الواقعة 84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَٰكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (الواقعة 85) فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (الواقعة 86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (الواقعة 87) فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (الواقعة 88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (الواقعة 89) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (الواقعة 90) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (الواقعة 91) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (الواقعة 92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (الواقعة 93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (الواقعة 94) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (الواقعة 95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (الواقعة 96)

لنكاد نسمع صوت الحشرجة ونبصر تقبض الملامح ونحس الكرب والضيق من خلال قوله تعالى فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (الواقعة 83) كما نكاد نبصر نظرة العجز وذهول اليأس في ملامح الحاضرين من خلال قوله تعالى وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (الواقعة 84)

هنا في هذه اللحظة وقد فرغت الروح من أمر الدنيا وخلفت وراءها الأرض وما فيها وهي تستقبل عالماً لا عهد لها به ولا تملك من أمره شيئاً إلا ما أدخرت من عمل وما كسبت من خير أو شر
هنا وهي ترى ولا تملك الحديث عما ترى وقد انفصلت عمن حولها وما حولها الجسد هو الذي يراه الناظرون ولكنهم ينظرون ولا يرون ما يجري ولا يملكون من الأمر شيئاً

تفسير الشعراوى

لقوله تعال فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (الواقعة 88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (الواقعة 89) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (الواقعة 90) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (الواقعة 91) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (الواقعة 92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (الواقعة 93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (الواقعة 94) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (الواقعة 95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (الواقعة 96)

وهكذا نعلم أن ما في الجنة من نعيم لا توجد ألفاظ تؤدي كل ما تحمله للمؤمن من معان وكذلك نعلم أيضًا أن في النار عذابًا لم توضع له ألفاظ لتعبر عنه ولو أن الحق سبحانه وتعالى قال وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ ... (الانعام 27) لرأينا أمرًا مفزعًا مخيفًا مذلًا إلى آخر تلك الألفاظ الدالة على عمق العذاب لما أعطي ذلك الأثر نفسه الذي جاء به حذف الجواب وعندما نقرأ وُقِفُوا نعرف أن فيه بناء وكيانا موجودًا وأن هناك من أوقفهم على النار وهم كانوا مكذبين في الدنيا بالنار ثم وجدوا أنفسهم يوم القيامة ضمن من وقفهم الله على النار ليروا العذاب الذي ينتظرهم ويطلعوا على النار اطلاع الواقف على الشيء كذلك يوقفهم الحق على النار التي أنكروها في الدنيا فقد جاءهم الخبر في الدنيا فمن صدق وعلم أن من أخبره صادق فذلك علم يقين وإن تجاوز الإنسان مرحلة العلم ورأى صورة محسة للخبر فهذا عين يقين والمؤمن بإخبار ربه وصل إلى الأشياء بعلم اليقين من الله لأنه يصدق ربه ولذلك فالإمام علي كرم الله وجهه يقول لو انكشف عني الحجاب ما ازددت يقينًا لأنه مصدق بلاغى به لكن ماذا عن المكذبين؟ إن الإنسان يرى علم اليقين في اليوم الآخر وهو عين يقين ويشترك في ذلك المؤمن والكافر ولكن الكافر يرى النار عين اليقين ويدخلها ليحترق بها فيحس بها وهذا هو حق اليقين هكذا نعلم أن النار عين اليقين يراها المؤمن والكافر والنار ك حق اليقين يعانيها ويعذب بها الكافر فقط أما المؤمن في الجنة فيحس حق اليقين لأنه يعيش ويسعد بنعيمها ويصور سبحانه ذلك في قوله كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اليقين (التكاثر 5) لَتَرَوُنَّ الجحيم (التكاثر 6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ اليقين (التكاثر 7) وجاء حق اليقين في قوله تعالى فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (الواقعة 88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (الواقعة 89) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (الواقعة 90) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (الواقعة 91) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (الواقعة 92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (الواقعة 93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (الواقعة 94) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (الواقعة 95)

51- قال تعالى قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (الجمعة 8)

52- قال تعالى زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا ۚ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ ۚ وَذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (التعابن 7) فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (التعابن 8) يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ۗ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (التعابن 9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (التعابن 10)

53- قال تعالى وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (الملك 6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (الملك 7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (الملك 8)
بالتفكر بالاّيات نفهم بان الظالمين لانفسهم يلقوا فى نار جهنم ويلقوا فيها افواجا وليس فرادا وكُلَّمَا  مركب من (كل)  اسم دال على الشمول ومن (ما) الظرفية المصدرية وهو حرف يؤول مع الفعل الذي بعده بمصدره  التقدير في كل وقت إلقاء فوج يسألهم خزنتها الفوج والفوج الجماعة أي جماعة ممن حق عليهم الخلود وتقدم عند قوله تعالى  وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ ... (النمل 83) دليل على ان عذاب النار فقط يوم القيامة ففى القبر لا يكونو افواجا

54- قال تعالى قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (الملك 24) وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (الملك 25) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (الملك 26) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَٰذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (الملك 27)

قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ ... (الملك 24) أي بثكم ونشركم في أقطار الأرض وأرجائها مع اختلاف ألسنتكم في لغاتكم وألوانكم وحلاكم وأشكالكم وصوركم ... وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (الملك 24) أي تجمعون بعد هذا التفرق والشتات يجمعكم كما فرقكم ويعيدكم كما بدأكم ثم قال مخبرا عن الكفار المنكرين للمعاد المستبعدين وقوعه  وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (الملك 25) أي متى يقع هذا الذي تخبرنا بكونه من الاجتماع بعد هذا التفرق؟ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ ... (الملك 26) أي لا يعلم وقت ذلك على التعيين إلا الله  عز وجل لكنه أمرني أن أخبركم أن هذا كائن وواقع لا محالة فاحذروه وإنما أنا نذير مبين وإنما علي البلاغ وقد أديته إليكم
قال الله تعالى فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ... (الملك 27) أي لما قامت القيامة وشاهدها الكفار ورأوا أن الأمر كان قريبا  لأن كل ما هو آت آت وإن طال زمنه فلما وقع ما كذبوا به ساءهم ذلك لما يعلمون ما لهم هناك من الشر أي فأحاط بهم ذلك وجاءهم من أمر الله ما لم يكن لهم في بال ولا حساب  ... وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (الزمر 47) وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَالزمر 48) ولهذا يقال لهم على وجه التقريع والتوبيخ ...  وَقِيلَ هَٰذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (الملك 27)  أي تستعجلون

الواضح من تفسير الايات بان عذاب النار بعد ان ذرأنا الله اللطيف الخبير فى الارض والذى يستعجله الظالمون بل ويسخرون منة يكون يوم القيامة

55- قال تعالى فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (المعارج 42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ (المعارج 43) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۚ ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (المعارج 44)

56- قال تعالى إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ ۚ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (الجن 23) حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا (الجن 24)

57- قال تعالى فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (المدثر 48) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (المدثر 48) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (المدثر 48) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (المدثر 48) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (المدثر 48) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (المدثر 48) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (المدثر 48) حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ (المدثر 48) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (المدثر 48)

يخبرنا اللطيف الخبير بحال المؤمنين الموحدين لله العلى القدير بعد ان ازلفو فى جنة النعيم وهم يتساءلون عن المجرمين ويقولو لهم ما الذى سلككم فى النار فنفهم 1) ان السؤال يوم القيامة 2) يتساءلون تعنى مجموعة من المكرمين الذين منى الله اللطيف الخبير عليهم بالجنة 3) ان سلوك المجرمين فى سقر بعد ان اتاهم اليقين فنفهم بان الانسان بكامل حواسة روحا وجسدا 4) بان المجرمين حينما يدخلون الجحيم يكونون افواج وليس افراد

58- قال تعالى إِنَّ هَٰؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (الانسان 27)

59- عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (النبأ 1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (النبأ 2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (النبأ 3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (النبأ 4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (النبأ 5)

60- قال تعالى يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَقَالَ صَوَابًا (النبأ 38) ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ ۖ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآبًا (النبأ 39) إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (النبأ 40)

61- قال تعالى قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (النازعات 8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (النازعات 9) يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ  (النازعات 10) أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (النازعات 11) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (النازعات 12) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (النازعات 13) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (النازعات 14)

62- قال تعالى قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (عبس 17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (عبس 18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (عبس 19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (عبس 20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (عبس 21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (عبس 22) كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (عبس 23)

63- قال تعالى إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (التكوير 1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (التكوير 2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (التكوير 3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (التكوير 4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (التكوير 5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (التكوير 6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (التكوير 7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (التكوير 8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (التكوير 9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (التكوير 10) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (التكوير 11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (التكوير 12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (التكوير 13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (التكوير 14)  

إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ   (الانفطار 1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ  (الانفطار 2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ  (الانفطار 3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ  (الانفطار 4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ  (الانفطار 5)  ... كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (الانفطار 9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (الانفطار 10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (الانفطار 19) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (الانفطار 12) إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (الانفطار 13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (الانفطار 14)يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (الانفطار 15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (الانفطار 16) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (الانفطار 17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (الانفطار 18) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا ۖ وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (الانفطار 19)

64- قال تعالى أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (المطففين 4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (المطففين 5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (المطففين 6) ... وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (المطففين 11) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (المطففين 11) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (المطففين 12) ... كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (المطففين 15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (المطففين 16) ثُمَّ يُقَالُ هَٰذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (المطففين 17)

65- قال تعالى فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (الغاشية 21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (الغاشية 22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ (الغاشية 23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (الغاشية 24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (الغاشية 25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (الغاشية 26)

66- قال تعالى كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (الفجر 21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (الفجر 22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۚ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ (الفجر 23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (الفجر 24) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (الفجر 25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (الفجر 26) يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (الفجر 27) ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (الفجر 28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (الفجر 29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (الفجر 30)

67- قال تعالى أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (العاديات 9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (العاديات 10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (العاديات 11)

68- قال تعالى أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (التكاثر 1) حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (التكاثر 2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (التكاثر 3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (التكاثر 4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (التكاثر 5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (التكاثر 6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (التكاثر 7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (التكاثر 8)

كَلَّا ۖ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (الهمزة 4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (الهمزة 5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (الهمزة 6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (الهمزة 7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (الهمزة 8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (الهمزة 9) 

No comments:

Post a Comment